مصعب قشمر
يتصدر رئيس الحكومة الصهيونية بنيامين نتنياهو صفحات الصحافة العبرية، لا لكونه رئيساً للحكومة، إنما لكونه متورطاً وزوجته بالفساد. الصحافة الصهيونية وجهت انتقادات لاذعة لنتنياهو بعدما كشف تحقيق عن قيامه بإجراء ترميمات لمنزله الحاص في مستوطنة قيسارية بمبالغ كبيرة جداً على حساب خزينة الكيان الصهيوني.
وجاءت الانتقادات الأشد في صحيفة "يديعوت أحرونوت" التي وصفت نتنياهو وزوجته بأنهما فقدا الإحساس بالخجل. وشن المعلق السياسي في الصحيفة ناحوم برنياع هجوماً عنيفاً على نتنياهو وزوجته، وقال: "صغير مربك ومخجل. هذا هو الشعور الذي ينتاب كل من يطلع على التقرير. نتنياهو وزوجته فقدا الخجل منذ مدة طويلة". وشبه برنياع نتنياهو بالطفل الذي يسرق من حقيبة والدته، معتبراً أن نتائج التقرير تعتبر عاراً كبيراً مثيراً للاشمئزاز، مبدياً أسفه كون مثل هذه الأمور لا تطيح برئيس حكومة، لافتاً الى أن نتنياهو وزوجته بخيلان على المستوى الشخصي ومبذران في المصروفات التي على حساب الدولة.
من جانبها وصفت صحيفة "هآرتس" دفاع نتنياهو عن نفسه بأنه استعراض مخجل لدحرجة المسؤولية الى الآخرين. المعلق في الصحيفة غيدي فايتس وصف نتنياهو بأنه صغير يلهث خلف الصغائر، وقارنه بسابقيه، أرئيل شارون في قضية ملايين الدولارات في حساب مزرعة 'هشكميم'، وإيهود أولمرت في قضيتي طلانسكي وهوليلاند.
ويشير فايتس إلى أنه في السنوات العشرين الأخيرة، وبشكل دائم، تنكشف قصص محرجة عن نتنياهو وزوجته مشيراً إلى صعوبة نفسية كبيرة لديهما في دفع أموال من جيوبهما، وإلى ميل واضح لوضع المصاريف الخاصة على حساب الدولة.
ويتابع فايتس أن نتنياهو سيكون مصيره الإقالة أو ضرب قوته الانتخابية في دولة سوية وطبيعية، لافتاً في هذا السياق إلى أن وزيرة الثقافة السويدية، سسيليا تشيلو، استقالت من الحكومة بعد أن تبين أنها تهربت من دفع ضريبة التلفزيون لعدة سنوات. ويقول إن "إسرائيل" ليست السويد ولا بريطانيا، وفقط في "إسرائيل" فإن قصصا كهذه تستخدم للحصول على مقاعد أكبر في "الكنيست". لكن نتنياهو الذي استاء من الفضيحة أوعز الى من يرسل تهديدات الى الشاهد الأساسي في القضية، المدير السابق لمنزل نتنياهو ميني نفتالي، عقب إفاداته في الشرطة ضد نتنياهو وزوجته سارة، وطالب وكيله عوفر ألموغ، الشرطة بوضع حراسة على موكله.
وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن نفتالي تلقى رسالة عبر الفيسبوك تهدده بقطع رأسه، وجاء في التهديد "سنذبحك إذا لم تترك بيبي وشأنه' و'سنقطع رأسك مثلما يفعل داعش".
ووفقاً للتقارير فإن نفتالي أدلى بإفادة ضد نتنياهو وزوجته، ودعم إفادته بوثائق وأشرطة تسجيل أحضرها معه، وقال إنه كشف ممارسات للزوجين نتنياهو تشمل شبهات محتملة لارتكاب مخالفات جنائية.
ومن بين الأمور التي كشف نفتالي عنها، أن سارة نتنياهو طلبت منه نقل هدايا تلقاها الزوجان نتنياهو من زعماء في العالم، من المنزل الرسمي إلى بيتهما الخاص. وقال نفتالي إنه رفض التعاون مع هذا الطلب، المخالف للقانون.
وأمام ما تم كشفه، تحوم الشكوك حول إمكانية فتح تحقيق في القضية، بعد أن وضع المستشار القضائي للحكومة المحامي السابق لنتنياهو يهودا فاينشتاين تحت عين الراصد في انتظار صدور قرار بفتح أو عدم فتح تحقيق جنائي ضد نتنياهو. وتضع الصحافة الصهيونية علامات استفهام حول تعامل المستشار القضائي للحكومة مع التقرير، وذلك على خلفية التساهل الواضح منه تجاه نتنياهو
وتؤكد التقارير "الإسرائيلية" أن هناك تاريخاً من التساهل من قبل فاينشطاين تجاه نتنياهو، كما سبق وأن وجهت له في السابق انتقادات بشأن تأجيل اتخاذ قرارات، أو بشأن اتخاذ قرارات لصالح نتنياهو.