المقاومة الإسلامية - لبنان

الموقع الرسمي


خاص مقاومة

الكيان الصهيوني من الداخل

مصعب قشمر

عندما تتعرض "إسرائيل" الى خضة ما سواء كانت سياسية أو أمنية أو عسكرية  أو فضائحية، فإنها تتحول الى كرة لهب من الاتهامات المتبادلة بين أركانها، ويطلق كل مسؤول سهامه تجاه من يعتبره خصماً له في القضية المثارة. الساحة الصهيونية مليئة بكم هائل من هذه المادة، التي تشعل وتشغل الرأي العام الصهيوني.

فرئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو تعرض لحملة عنيفة من قبل وزير خارجيته افيغدور ليبرمان على خلفية تعامل الاول مع عملية المقاومة الاسلامية في مزارع شبعا المحتلة أواخر كانون الثاني، متهما إياه بضرب قوة الردع "الإسرائيلية"، وأن قرار بلع الهجوم هو تصرف متهور وغير مسؤول. هجوم ليبرمان رد عليه نتنياهو  واتهمه بعدم المسؤولية، وقال إنه لا  يتأثر باقتراحات عديمة المسؤولية ومنفلتة، من جهات عديدة وغريبة.

سهام ليبرمان طاولت أيضاً زميله في الحكومة وزير الحرب موشيه يعالون المقرب من نتنياهو، ووصفه بأنه فشل في منصبه، وألحق ضررًا "بإسرائيل" في أكثر من مناسبة، لافتاً الى أن تعامل يعالون مع حماس وحزب الله بالإضافة إلى الدول المجاورة كان فاشلاً ومسّ بقدرة الردع "الإسرائيلية". ولم يشفع ليبرمان ليعالون تعاطيه في الشأن السياسي، واعتبر ان تدخله ضد الولايات المتحدة وهجومه على وزير الخارجية الأميركي جون كيري ألحق ضررًا "بإسرائيل".


يعالون بدوره لم يقصر تجاه زميله، وقلل من كفاءته السياسية، عندما اعتبره لا  يصلح لخلافته كوزير للحرب. وقال إن المنصب يتطلب مستوى عالياً من المعرفة والخبرة. شدة الخلاف بين الرجلين دفعت بيعالون لمنع ليبرمان من   استخدام طائرة نقل عسكرية في سفره الى افريقيا.

القضاء الصهيوني لم يسلم ايضا  من ليبرمان، عبر اتهامه المستشار القضائي للحكومة بمحاولة المس بحزبه سياسياً وذلك على خلفية  التحقيقات في قضايا الفساد التي تلاحق أعضاء حزبه "يسرائيل بيتينو"، كما كال اتهامات للشرطة الصهيونية بممارسة الضغط الشديد والتهديد بحق اعضاء حزبه المشتبه بهم بقضايا فساد.

لم يسلم نتنياهو أيضاً من الاتهامات


زعيمة المعارضة تسيبي ليفني لم تترك نصيبها من قذف خصومها بسيل من التهم، واتهمت نتنياهو بأنه عديم المسؤولية وأضر بقدرة الردع "الاسرائيلي، فضلا عن وصفها لقرار نتنياهو غداة إقالتها من منصبها بأنه إجراء غير محترم وغير شجاع، واتهمته بمحاولة التشهير بحق معارضيه.

الاتهامات المتبادلة بين المسؤولين الصهاينة ليست جديدة، وليست مقتصرة على فئة معينة، بل تشمل جميع من تبوأوا مناصب  في  كيان الاحتلال، فرئيس وزراء العدو الأسبق إيهود اولمرت اتهم  إيهود باراك الذي شغل منصب وزير الحرب في حكومته بتلقي رشاوى مقدارها ملايين الشواقل من صفقات اقتناء الأسلحة.

باراك من جهته لم يبخل في هذا المضمار، واتهم  خصمه رئيس أركان جيش الاحتلال السابق غابي أشكنازي بتلقي رشى، مطالباً بفتح تحقيق جنائي معه بسبب وجود شبهات كبيرة  بارتكاب أشكنازي ومقربين منه مخالفات جنائية بينها تلقي ودفع رشى.
العلاقة غير المستقرة بين المسؤولين الصهاينة دفع بها رئيس الكيان السابق شيمون بيريز الى العلن عندما اتهم نتنياهو بعرقلة التوصل الى اتفاق مع الفلسطينيين.

تقاذف التهم جرى أيضا بين وزير المال الصهيوني السابق يائير لبيد ونتنياهو، إذ وجه لبيد رئيس حزب "هناك مستقبل" تهماً بالفساد بحق بنيامين نتنياهو، داعياً المستشار القانوني للحكومة يهودا وينشتاين الى فتح تحقيق حول نفقات منزل نتنياهو. ولم يقتصر الامر على هذا الحد بل اتهمه أيضاً بتغليب مصلحته الحزبية على حساب مصالح "إسرائيل"، وانه يتعامل مع السياسة الأكثر تفاهة، ولا توجد لديه خطة واضحة "للبلاد"، ووصفه بأنه منعزل عن "الشعب". من جهته اتهم نتنياهو لبيد وأولمرت بالتسبب بغلاء أسعار المنازل. وهاجم وزير حرب العدو المقرب من نتنياهو موشيه يعالون لبيد ، متهماً إياه بالإضرار بعلاقات "إسرائيل" مع الولايات المتحدة.

واخذ وزير الاقتصاد الصهيوني نفتالي  بينيت دوره في هذا المجال واتهم نتنياهو أيضا بسوء إدارته للحرب ضد قطاع غزة.
وهاجم وزير الحرب الصهيوني السابق زعيم حزب "كاديما" شاؤول موفاز نتنياهو معتبراً أن خطواته ستؤدي الى تقسيم مدينة القدس المحتلة، وذلك عقب مقتل 5 صهاينة في المدينة في شهر تشرين الثاني من العام الماضي.

20-شباط-2015
استبيان