المقاومة الإسلامية - لبنان

الموقع الرسمي


خاص مقاومة

قمر القباب جواد

حسن ركين



هو جواد الجريح، الوادع المهاجر عيوناً في قلب أمه، سكنت روحه طين العشق لكربلاء، فقامت سنابل الألوان تزهر على وجنتيه. والشمس أناخت خيوطها على وجهه وهي تمسح دمعه عند فراق أبيه، وكان له من العمر سنتان.

مشى جواد إلى حضن أمه، جمعته تحت جلبابها، فكانت الأم والمربية الجديرة بصنع الرجال والأبطال. وانحنت عليه ذابلة العينين وأجنحة قلبها جمعت العائلة في لحظة وداع الأب الحنون.

وجواد يكبر على حب الولاية والمقاومة. رحنا ندخل إلى هذا البيت المبارك وطيف العشق للغريب ولكربلاء يسكنه. جلسنا وجواد والعائلة، والأم قد رحلت منذ شهرين.. ترحَّمنا على رحيلها.

بدأنا الحديث فكانت الخلاصة أن أباً كأبي جواد، وأماً كأمه جديران بصناعة الرجال.

رحنا نسأل جواد عن مسيرة حياته، قال لنا: "أصبحت من العمر في الخامسة والعشرين. التحقت بالجهاد ولي من العمر  خمسة عشر عاماً، خضعت لدورات عديدة ومشاركات، وكان لي الفخر والفرحة الكبيرة عندما أصبحت في عداد الرجال. وكل ذلك بفضل التربية الصالحة لأبي وأمي".

هنا يدخل أخوه في الحديث فيقول: " في حرب تموز2006، كان عمر جواد أربعة عشر عاماً، أصر إلا أن يلتحق بنقاط المقاومة في البلدة، فوجدته يحمل بندقية الصيد من أجل أن يلتحق".

ويتابع جواد: " منذ سبع سنوات وأنا في هذا النهج. وعندما جاء التكليف ذهبت لمقاتلة التكفيريين القتلة المجرمين، وبقيت سنتين في سوريا نستظل – أنا ورفاقي - بقباب الغريبة الحوراء زينب عليها السلام".

أما عن حكاية الجرح فيقول: " وأنا أمضي إلى عملي الجهادي طلبت من أمي الدعاء، فقالت لي: إن شاء الله تعود شهيداً لتنال الكرامة". يضيف جواد: "الله استجاب ولكن بكرامة الجرح".

عاد جواد جريحاً، مصاباً في رأسه. ودخل في غيبوبة دامت شهرين ونصفاً ولكنه تعافى وعاد إلى حيث التكليف المقدس ليقول: "الجرح أكبر فخر لي في حياتي وفي الآخرة، وأتمنى أن أنال كرامة الشهادة".

وجواد العريس الذي عقد قرانه قبل الجرح على زوجته، هو الموعود الآن بالمولود. وعند سؤالنا زوجته: ماذا يعني أنك زوجة جريح؟ ردت: "الجرح فخر لي، وهذا أمر الله، ولولا هؤلاء، زوجي والرجال، لما كانت لنا عزة ولا كرامة، وأنا أفتخر أني زوجة هذا المجاهد لأن زوجة المجاهد منزلة تنالها المرأة في الحياة لتصبح عنواناً آخر في مسيرة الحياة".

بالفعل هم رجال الله، والجرح المهاجر إلى الجنة. حملوا أمانة الإسلام والولاية وكانوا جديرين بمسيرة الجهاد والمصاديق في ساحات المقاومة.

الجريح المجاهد جواد، كيف ترسمه ألوان المجد وأنت تقرأ في عينيه بشارة النصر الحاسم؟ العاشق الحسيني من منازل العزة، من أب وأم جمعا طيف الإيمان، وزرعا في قلوب الأبناء حب الجهاد فكانوا الرجال الرجال أصحاب الإباء.
20-شباط-2015
استبيان