المقاومة الإسلامية - لبنان

الموقع الرسمي


خاص مقاومة

قرية مغار


تهاني نصار

 لطالما كانت قرية "المغار" بلدة أبطال. لذلك لم يكن غريباً أبداً أن يخرج ابن المغار "عمر سعد" الشاب المقاوم رافضاً للخدمة في جيش الاحتلال الصهيوني (العام 2014). سعد القادم من عائلة مقاومة من الطائفة الدرزية الكريمة، رفض الخدمة "الإجبارية" التي يفرضها المحتل على أبناء طائفته. كتب عمر في رسالته التي أرسلها إلى جهات التجنيد: لن أكون سجاناً لأبناء شعبي! هكذا هم أبناء المغار. هكذا هي القرية الجبلية الجميلة. لم يكن سعد هو الوحيد الذي قال لا للتجنيد الإجباري الصهيوني، بل إن كثيرين من أبناء قريته قالوا نفس الكلمة، ورفضوا وعاندوا ولم يكونوا سجانين لأبناء شعبهم. انتصر عمر ولم يخدم في جيش الاحتلال. رفض الخدمة وسجن أكثر من مرة، وكان تصميمه أكبر، فهزم الجلاد والقاتل، وغدا حراً.


ترتفع قرية المغار 584 متراً عن سطح البحر، إذ إنها تقع على السفوح الجنوبية لجبل حزور وهو ثالث جبل علواً في منطقة الجليل الأسفل الفلسطيني (جبل الطور ثانياً بـ588 وجبل الكمانة هو الأعلى بـ598 متراً). شيدت القرية بمعظمها فوق مناطق شديدة الانحدار، حيث يمكن أن يفاجأ الجميع بأن الميلان قد يصل إلى 50 بالمئة احياناً، ما يجعل القرية جميلةً للغاية وفريدة من نوعها في نفس الوقت. حملت المغار اسمها من جراء توافر "المغاور" الكثيرة في المنطقة، فاشتهرت بذلك الاسم الذي هو جمعٌ لكلمة "مغارة". وهناك رواية أخرى تقول إنَّ القرية سميت بذلك لكثرة "الإغارات" التي حصلت عليها وحولها وبها إبان العصور القديمة. وسواء كان أيّ من هذين السببين  هو أساس اسم القرية، فإن اسمها أي المغار يحمل الكثير من الذكريات الجميلة لأهلها.



إمتاز أهل المغار بالمقاومة وحبها، ويذكر أنه في عدوان الدولة العبرية الأخير على لبنان سقط في القرية عدة صواريخ أطلقتها المقاومة فأدى الأمر إلى استشهاد امرأتين وجرح آخرين من سكانها، فما كان من سكان البلدة إلا ان أعلنوهما شهيدتين للمقاومة وتم تأبينهما على أساس ذلك، وكانت الكلمة التي قيلت على وسائل الإعلام آنذاك: "إنهما شهيدتا المقاومة، كل ارواحنا هي فداءٌ للمقاومة ولتحرير فلسطين، كل فلسطين".

تمتاز المغار بأنها تجمع المسلمين والمسيحين بين جنباتها، حيث تبلغ نسبة الدروز فيها 59 بالمئة، بينما 21 بالمئة هم من المسيحيين. ولم يحدث تاريخياً أي معارك أو خلافات تذكر بين الإخوة في تلك القرية الوادعة المقاومة، وهذا دليلٌ تأكيدي على أن أهلنا في تلك المناطق لا تزال بوصلتهم واضحة وليس عندهم إلا فكرة تحرير هذه الأرض من الصهاينة، اليوم كان التحرير أم غداً.
18-شباط-2015
استبيان