اهتم حزب الله بأسراه لدى العدو الصهيوني منذ انطلاق العمل المقاوم ومع اول معتقل من مجاهديه لدى هذا العدو، وسقط شهداء وجرحى من المقاومين في سبيل تحرير المجاهدين الأسرى، وكلنا نذكر كلمة سماحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله: "نحن قوم لا نترك أسرانا في السجون".
في العام 2004 أجبرت المقاومة الإسلامية العدو الصهيوني على الانصياع لشروطها وإطلاق سراح أكثر من 27 أسيراً لبنانيا من كل المناطق اللبنانية من الجنوب إلى طرابلس بالإضافة إلى إطلاق سراح أكثر من 400 أسير فلسطيني. وأطلق سماحة السيد نصر الله على هذا اليوم أي 29\1\2004 يوم الحرية، ومنذ ذلك التاريخ تحيي الجمعية اللبنانية للأسرى والمحررين ذكرى هذه المناسبة.
وللاطلاع على شؤون الجمعية اللبنانية للأسرى والمحررين، كان لموقع المقاومة الإسلامية لقاء مع رئيس الجمعية، الأسير المحرر من سجون العدو الصهيوني السيد أحمد طالب، الذي اعتقلته ميليشيا القوات اللبنانية ورفاقاً له من على متن باخرة كانت تتنقّل بين قبرص وبيروت، عندما هاجمهم عناصر هذه الميليشيا مساء 18 كانون الأول 1987، وبعد التحقيق معهم جرى وضعهم في زنازين منفردة حتى الخامس من أيار 1990 يوم جرى نقلهم على متن بارجة عسكرية إلى حيفا، ثم تنقّلوا بين عدة معتقلات إلى أن أفرج عنهم في عملية التبادل في نيسان 2004.1- متى تم إنشاء الجمعية؟
انطلقت الجمعية اللبنانية للأسرى والمحررين مع انطلاق المقاومة الإسلامية في جنوب لبنان عام 1982، تحت مسميات مختلفة، فتارة كانت تعمل تحت إطار مؤسسة الشهيد وأخرى تحت عنوان العمل الاجتماعي في المناطق، وبقيت كذلك حتى التسعينيات حيث أصبحت مستقلة تحت باسم الجمعية اللبنانية للاسرى والمحررين.
ما الغاية من إنشاء الجمعية؟
انطلقت الجمعية من أجل الاهتمام بعوائل الأسرى والمحررين، أي لمتابعة عوائل الاسرى والوقوف عند حاجاتهم في ظل غياب المعيل. ومن ناحية أخرى اهتمت الجمعية بالشأن الإعلامي مواكبةً للإعلام المقاوم من أجل وضع مجتمع المقاومة في جو تضحياتهم ولإنشاء رأي عام داعم لهم.
هل الجمعية مرخصة لدى الدولة؟
نعم، تقدمت الجمعية بطلب رسمي للحصول على رخصة رسمية من الدولة أواخر عام 1998، حيث نالت الموافقة على منحها الترخيص في 12\10\2001 (لبنان علم وخبر : أد\142)، وأصبحت لها هيئة إدارية منتخبة من قبل المنتسبين إليها، وهم كثر، وذلك من أجل مروحة العمل الواسعة التي تحتاجها قضية الاسرى والمحررين في معتقل الخيام وفلسطين المحتلة.
هل تدعم الدولة هذه الجمعية؟
قطعاً لا، ومتى كانت الدولة تدعم المقاومين والمجاهدين وعوائلهم؟
ما هي نشاطات الجمعية؟
للجمعية نشاطات عدة قد لا تحصى ولكن كعناوين مختصرة، فإن الجمعية ينقسم عملها إلى قسمين الاول يتعلق بالأسرى وعوائلهم من حين الاعتقال وخلاله وما بعده، والآخر الجانب الإعلامي الذي يشمل كل شيء هدفه إيصال قضية الأسرى إلى كل المحافل الدولية والإقليمية والمحلية والمنظمات الإنسانية والحقوقية مهما كلف الثمن، مع العلم المسبق والمؤكد أن قضية الأسرى وتحريريهم لا ينفع معها إلا معادلة واحدة وهي: المقاومة، بمعنى آخر إن التجارب أثبت أن القوة فقط تنفع مع العدو الصهيوني، وليس الاتكال على لغة التفاوض ولا على القنوات الرسمية الغائبة كلياً بمؤسساتها عن كل ما هو مقاوم. وقد قال سيد المقاومة إننا قوم لا نترك أسرانا في السجون ،وهو الصادق والايام أثبتت هذا بشكل جلي.
كما أن الجمعية تعنى بالشأن الاجتماعي والمالي والتربوي والصحي لعائلة الأسير قبل وبعد تحرره.
وللجمعية نشاطات ثابتة سنوياً منها على سبيل المثال لا الحصر الأنشطة الصيفية والتي تشمل المحرر وأولاده إناثاً وذكوراً، كما تقيم إفطارات رمضانية، وتحيي عيد الأم بالإضافة إلى تقديم مساعدات اجتماعية شهرية للأسرى ضمن ا لإمكانات المتاحة لديها. وأيضًا تقدم الجمعية مساعدات تربوية لأبناء الأسرى مع بداية كل عام دراسي. هذا بشكل مختصر.
ماذا عن مشاركات الجمعية في لبنان والخارج؟
تقيم الجمعية بشكل دائم مؤتمرات حول الأسر والاعتقال بمشاركة العديد من المعنيين بهذا الأمر من لبنانيين وغيرهم. كما تشارك بكل ما يتعلق بأسرى الصراع الصهيوني العربي إن كان أسرى لبنانيين أو فلسطينيين أو عرباً. وهناك هيئة تنسيق لبنانية فلسطينية للأسرى والمحررين تشكل الجمعية جزءاً أساسياً منها، عدا هيئة ممثلي الأسرى والمحررين اللبنانيين التي نحن أيضاً جزء منها. وهذه الهيئات لها نشاطات أيضاً دعما للاسرى والمحررين. وعملنا لا يقتصر على لبنان فقط وإن كان معظمه داخل لبنان، فنحن نلبي كل الدعوات الموجهة إلينا للمشاركة بالندوات والمؤتمرات التي تحصل في الخارج بخصوص أسرى الصراع الصهيوني العربي.
بالنسبة لمناسبة 29 كانون الثاني ماذا تحب ان تقول؟
إن هذا اليوم هو يوم مفصلي، فبعد الاندحار الصهيوني من لبنان تحت ضربات المقاومة، ظن الكثيرون أن المقاومة الإسلامية أصبحت في مأزق مع بقاء عشرات الأسرى داخل سجون الاحتلال الصهيوني في فلسطين المحتلة وعلى رأسهم سماحة الشيخ عبد الكريم عبيد والحاج أبو مصطفى الديراني وغيرهما من المقاوميين الذين كانوا من كل الطوائف اللبنانية، الإسلامية بمذهبيها الشيعي والسني، والمسيحية. فالمقاومة أذهلت الجميع بعملية شبعا وأسرها ثلاثة جنود صهاينة بالإضافة إلى استدراج العقيد الصهيوني الحنان نتنباوم، فقد أجبرت المقاومة الإسلامية كعادتها العدو الصهيوني عام 2004 على الرضوخ لشروطها وإطلاق سراح أكثر من 27 أسيراً لبنانيا من كل المناطق اللبنانية من الجنوب إلى طرابلس بالإضافة إلى إطلاق سراح أكثر من 400 أسير فلسطيني، وحينها أطلق سماحة السيد على هذا اليوم أي 29\1\2004 في خطابه اسم يوم الحرية.
ولا بد لي في هذا اليوم من أن أرسل تحياتي لعوائل الأسيريين الشهيدين الشهيد فادي محمد الجزار والشهيد فوزي محمد أيوب اللذين كانا من محرري يوم الحرية واللذين لم يكتفيا بوسام الأسر بل أكملا الطريق ، طريق ذات الشوكة، كغيرهما من الاسرى ونالا شرف الشهادة في معركة الدفاع المقدس. ومن أجل روحيهما الطاهرتين تقيم الجمعية وعائلتا الشهيديين مجلس عزاء في روضة الشهيدين هذا اليوم عند الساعة الرابعة عصراً.