عاش الكيان الصهيوني يوماً أمنياً متوتراً، بعد العملية التي نفذتها المقاومة الاسلامية ضد جيش الاحتلال في مزارع شبعا المحتلة. المجتمع الصهيوني ينتقل من صدمة الى أخرى، فحديث المستوطنين عن أنفاق حزب الله ما زال يؤرق مضاجعهم، واحتمال دخول حزب الله الى المستوطنات الصهيونية بقي هاجسهم. إنعدام ثقة المستوطنين بجيشهم رفع من حالة الخوف الذي ينتابهم، وبات الذعر يخيم في أجوائهم سواء قام حزب الله بشيء أو لم يقم، لأنهم باتوا أسرى الخوف المنبعث من حزب الله.
لم يكد المستوطنون يخرجون من فوبيا حزب الله بعد عدوان القنيطرة، حتى ارتسمت هذه الحالة أمامهم من جديد بعد عملية مزارع شبعا. وعادت لعنة حزب الله تلاحقهم من جديد، وتحول مجتمعهم الى مجتمع يتلقى الضربات المعنوية تباعاً، فحزب الله يعيش في عقولهم وخيالهم وحدسهم.
شمس 28-2-2015 لم تكن كما قبله، إذ تحولت شمس كانون الثاني الهادئة الى لهيب احرق سمعة الجيش "الاسرائيلي" واذاب معها هالة الردع التي سيج نفسه بها. لم يستطع العدو الاسرائيلي استيعاب الصدمة، واصابت مجتمعه حالة من الوجوم وفقد اتزانه وتوازنه، بعد ان عاش ساعات صعبة، لم يستطع الخروج منها بسبب التضارب في نقل المعلومات الامنية .
حالة الارتباك انعكست بداية على جيش الاحتلال الذي وزع قذائفه بشكل عشوائي ما أدى الى مقتل عنصر من اليونيفل، وجرى إغلاق عدد من المطارات. حمى الارتباك اصابت أيضاً وسائل إعلام العدو التي تحدثت بداية عن أسر جندي قبل ان تعود لنفي الخبر. لحظات صعبة عاشها كيان العدو، فوسائل إعلامه اعتبرت أن الكمين نفذ بطريقة محكمة، وأن الكيان يعيش لحظات خطيرة، مبدية خشية من تدهور الاوضاع ودفع الثمن، حتى وصل بها الأمر الى أن تصف العملية بأنها أخطر عملية صادفت "اسرائيل" منذ حرب 2006 . عدم وضوح الرؤية انعكس سلباً على المستوطنين الذين لازموا منازلهم وملاجئهم بطلب من القيادة العسكرية. وما زاد من الأمر حراجة هو انعدام الحياة في المستوطنات وخلو الشوارع من المارة والسيارات وبدت المنطقة مقفرة الا من الآليات العسكرية. ورغم الرقابة الاعلامية التي فرضتها سلطات الاحتلال وتكتمها على نتائج العملية، الا أن ما تسرب كان كافياً لتحويل حياة المستوطنين الى جحيم، فعاشوا كابوساً لم تبدده معاودة قيادة الاحتلال الطلب منهم أن يعودوا الى حياتهم بشكل طبيعي، لكن مع اتخاذ تدابير الحيطة والحذر.