تتجدد البيعة ككل سنة للحسين(ع). مجالس العزاء تصدح في كل الأنحاء، تسرد الملحمة التاريخية التي لن تنتهي سيرتها إلا بانتصار منطق الحسين على الباطل، ليبقى انتصارًا أبديًا؛ فقصة عاشوراء لم تكتمل فصولها بعد، لأن كل يوم عاشوراء وكل ارض كربلاء.
هناك في كربلاء، حيث تمزقت اشلاء الشهداء ولم يركعوا، وقطع رأس الحسين الشريف(ع) ولم ينحنِ، وتمزقت راية العباس ولم تنكس، بقيت مرفوعة حتى يومنا هذا بمتابعة مسيرة المجاهدين الذين يأبون إلا بفداء النفوس والأرواح من أجل استمرار القضية.
هنا في رحاب عاشوراء تخطو خطواتك إلى أرض الشهداء، شهداء بعمر الورود جددوا البيعة لزينب (ع)، بفداء الأرواح وحماية المقامات الشريفة. أرض لها إيقاع خاص بها، تفوح منها رائحة التربة الحسينية، ممزوجة برائحة رياحين الشهادة؛ تثير فيك احاسيس كربلائية تجعلك تخرّ ساجدًا، تتلمس الأضرحة واحدًا تلو الآخر، لتتبارك بمجاورة من سار على نهج الحسين(ع) واكمل القضية ودافع عن سبي زينب (ع) وحمى بروحه مقامها الشريف.
يبدأ الشيخ بسرد السيرة الحسينية لتبدأ معه أمهات الشهداء وذووهم بالنحيب والبكاء ولطم الصدور، مواساة للسيدة فاطمة الزهراء (ع) بمصاب ولدها الحسين(ع)؛ فهذه البقعة الطاهرة الكربلائية لها أثر كبير في نفوس ذوي الشهداء، وخاصة الأمهات، لأنها تبرّد قلوبهن وتأخذهن مباشرة إلى رحاب كربلاء، حيث انتصر الدم على السيف والحق على الباطل، ورفعت راية الحسين حتى يومنا هذا بهيهات منا الذلة.
فالأمهات اللواتي يجلسن بجانب أضرحة أولادهن الشهداء يعتقدن بأن كربلاء حاضرة بقوة في تلك البقعة الطاهرة، وبأن سيدتهن الزهراء (ع) تحضر كل مجلس حسيني، تبارك أولادهن وتخبر العالم التكفيري بأن أحفاد الحسين مستعدون لبذل النفوس والدماء من أجل استمرار ذكر الحسين (ع) وبقاء راية أبي الفضل العباس ترفرف في كل أنحاء العالم .
لسان حال ذوي الشهداء: تعالوا أيها الموالون، فمن هذه البقعة نجدد البيعة لمولانا الحسين (ع) وعترته الطاهرة ولحفيده السيد حسن نصر الله. بذرف الدموع ولطم الصدور وبذل النفوس والأرواح الغالية لدحر الموجة التكفيرية الفاسدة، التي تجتاح بلادنا من كل حدب وصوب.
فوالله والله لن تمحوا ذكرنا...