ضيف الله" و"الضيف".. بردًا وسلامًا على غزة - مصطفى خازم
للمرة الثانية يخرج صوت القائد أبو خالد إلى العلن، وفي عز المعارك يتصدر الشاشات معلناً مواقف المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة.
لا صورة لوجه، ولا بصمة لصوت، ولا دليل على حياة أو موت. فقط وفقط رجلٌ يخاطب رجال الله في الميدان "أشداء.. على الكفار رحماء بينهم" ـ الربانيون ـ كما وصفهم.
في عز "تموز الذي يغلي الماء في الكوز".. في شهر عند الله هو أفضل الشهور وايامه أفضل الأيام ولياليه أفضل الليالي.. في أول أيام العيد الذي يأتي بعد نزول القرآن وفتح مكة وليالي القدر الصغرى والكبرى.
أثلج صدورنا بكلماته، أعاد فتح دفاتر الذكريات الطفولة في المخيمات، ربما لتشابه الأسماء بين عائلته وعائلة جارنا صاحب البوظة الفلسطينية الشهيرة على مدخل مخيم برج البراجنة "ضيف الله". ولمن يتذكر كان محله الصغير يعج بالحركة، صناديق البسكويت المخصص للتعبئة، وهو على شكلين، "قرن" على شكل كوز صنوبر وعريض او مستطيل ـ يومها لم تكن الكورنيه قد نزلت إلى السوق ـ وهي نوعاً من أنواع البسكويت المخصص للأيس كريم في حرب ناعمة على مطبخنا حلت ثالثاً.
قد يقول قائل وما دخل البوظة والمثلجات، بالمقاومة.
متشابهان في عز الصيف، الاول يثلج قلب متناولها ببرودة تساعد على إطفاء الحر، أما الثاني فيفعل نفس الفعل، ولكن في القلب والروح والعقل بقتل الصهاينة الذين اغتصبوا الأرض واستحلوا الحرمات في شهر الله.
لكن هذا ليس الرابط الوحيد فـ "الضيف" القادم بصوته من غزة الأبية هو فلسطيني الهوية وكذلك صاحب دكان المثلجات. إسمرار البشرة قاسم مشترك، ونظافة الكف، ومحبة فلسطين.
ندلف إلى دكانه، عصر كل يوم مع انتهاء التدريبات في معسكر الثورة الكائن تحت شرفة منزلنا، نصعد الدرجات الثلاث، ورغم كرهه لدخول الشارين إلى المعمل، لكنه كان يزيد كمية البوظة في البسكويت لأننا كنا نتابع مشاهد المقاومين يستعدون لمعركة تحرير أرضه.
ما طعم البوظة في غزة هذه الأيام، هل تغيرت عنها في دكان " ضيف الله".
على الرأي الثاني أصبح طعمه في فم الصهاينة مرّ أكثر، فمع "الضيف" ذاق الصهاينة طعم العلقم وسيذوقون الأمرّ، مع كل محاولة عبور بري لحدود القطاع.
تبقى غزة بين "الضيف" و"ضيف الله" ولا ثالث لهما الا النصر... والموعد القدس.