مع عاصفة ما سمي بـ"الربيع العربي" طارت فلسطين عن خارطة اهتمامات العرب، وحُرفت البوصلة عن القضية الفلسطينية من "ثوار" هذا "الربيع"، وبقيت راية واحدة بألوان العلم الفلسطيني ترفرف في شارع من شوارع طهران على مبنى السفارة الوحيدة التي أخذت بالقوة من العدو الصهيوني، وبقيت تصدح من حنجرة الإمام الخميني(قده) الكلامات التي اطلقها: " على حكومات الدول العربية أن تشارك في تحرير فلسطين .. ، وأن تنبذ الفرقة والنفاق اللذين يؤديان إلى الدمار والذل، وأن تمد يد الأخوة بعضها إلى بعض، وأن توحد صفوفها، وألا تهاب قوة حماة الصهيونية وإسرائيل المزيفة وألا تغرها وعود القوى العظمى".
و"إنه من تعاسة بلد إسلامي ومن تعاسة المسلمين إقامة علاقات والتحالف مع دولة تعادي الإسلام، وتقف الآن في مواجهة المسلمين، وتغتصب فلسطين".
ويردد على أسماع العرب والمسلمين منذ العام 1979:
ـ "عليكم أن تتحدوا في الفكر وتتحالفوا في طريق الاستقلال، واستئصال سرطان الاستعمار... وتفكروا في طريق لتحرير أرض فلسطين المسلمة من مخالب الصهيونية العدو اللدود للإسلام والإنسانية. ولا تغفلوا عن مساعدة الرجال المضحين الذين يناضلون في سبيل تحرير فلسطين، والتعاون معهم".
وينبه الشعوب للخيانة التي يرتكبها الزعماء والامراء:
ـ "إن هذه الأهواء النفسية وعمالة زعماء بعض الدول العربية هي التي أدت إلى عدم استطاعة 700 مليون عربي أن يحرروا فلسطين من مخالب إسرائيل".
ـ "يجب أن يعلموا (الزعماء العرب) بأن هدف الدول الاستعمارية الكبرى من إيجاد إسرائيل ليس احتلال فلسطين فحسب، بل إن جميع البلدان العربية سوف تبتلي بمصير فلسطين ـ والعياذ بالله ـ إن سنحت لهم الفرصة".
ويدعو الحكومات إلى تجارة لن تبور وإلى الوحدة التي كانت حلمه مع امنية شائق للصلاة في المسجد الأقصى بعد تحريره مؤكداً على أيدي السعب الفلسطين بمشاركة إخوانه من العرب والمسلمين:
ـ "على حكومات هذه الدول أن تشارك في تحرير فلسطين لإحياء المجد والشرف وعظمة الإسلام بهذا الجهاد المقدس، وأن تنبذ الفرقة والنفاق اللذين يؤديان إلى الدمار والذل، وأن تمد يد الأخوة بعضها إلى بعض، وأن توحد صفوفها، وألا تهاب قوة حماة الصهيونية وإسرائيل المزيفة وألا تغرها وعود القوى العظمى، ولا يخيفها وعيدها الواهي، وأن تتجنب الضعف والتقاعس والتساهل الذي سيجر عليها الهزيمة المخزية والنتائج الوخيمة".
ـ "أدعو المسلمين جميعاً ـ بعد التوكل على الله والتمسك بمبادئ القرآن الكريم ـ للوقوف إلى جانب القوات المسلحة التي تدافع عن أرض فلسطين، وبذل المال والنفس في سبيل الدفاع عن التراب الفلسطيني المحتل، والتحرر من الأسر والاستعمار".
ـ "نأمل تطهير أرض فلسطين والمسجد الأقصى من دنس الصهيونية، وأن يعود الفلسطينيون إلى وطنهم..".
ـ "إن احتلال فلسطين بيد إسرائيل وبتعاون مع الدول الاستعمارية الكبرى كان مصيبة لكل المسلمين، ولمسلمي إيران أيضاً، كان فاجعة مؤلمة جداً ويجب القول: إن المعتدي الأساس في هذه الكارثة هو الدول الاستعمارية نفسها في ذلك الوقت الذي خطط لهذه المؤامرة ضد مسلمي هذه المنطقة، وقد عانت الدول الإسلامية ويلات كثيرة من جراء الدول العظمى، وهذه واحدة من المصائب الكبرى، ولكنها بيد الصهاينة".
ـ "الشعب الإيراني ـ لا الشاه وحكومته ـ بشعوره الإسلامي العميق أحس أن ضياع فلسطين هو ضياع جزء من جسده".
ـ "على شعبنا العزيز في فلسطين أن يهتم بوحدة الكلمة والاتكال على الله تبارك وتعالى وبالأمور الروحية والمعنوية وأن يتوجه إلى الله تبارك وتعالى كي يحقق الإنتصار".
ـ "لو كانت الدول العربية بعدد نفوسها الكبير وثرواتها العظيمة متفقة مع بعضها لما وقعت هذه المصائب على فلسطين وعلى القدس".
يوم القدس العالمي
أما بخصوص يوم القدس فكان الحديث يطول، لكنه ما ترك الدعوة اليها واليه صوناً للبندقية وتحريراً للعقول وصولاً لتحرير التراب. وأراده يوماً للمستضعفين في العالم، لحل مشاكلهم ودراسة اوضاعهم واللقاء حول قطب رحى.
ـ "كان يوم القدس يوماً إسلامياً وتعبئة إسلامية عامة، وإني آمل أن يكون مقدمة لتأسيس حزب المستضعفين في العالم، ليشارك المستضعفون فيه أيضاً ويبحثوا عن حلول للمشاكل التي تعترض طريقهم، لينهضوا وينتفضوا في وجه المستكبرين والناهبين الدوليين في الشرق والغرب، ولا يسمحوا لهم باضطهاد مستضعفي العالم بعد الآن، ويحققوا نداء الإسلام ووعد الله تعالى بحكومة المستضعفين (وراثة الأرض)".
ـ "يوم القدس يوم تأكيد ذلك والإعلان للشياطين التي ترغب في إزاحة الشعوب الإسلامية عن ساحة القرار ووضع القوى العظمى مكانها، بأنه لا أمل لهم في ذلك".
ـ "يوم القدس يوم الإسلام، اليوم الذي يجب أن يحيى فيه الإسلام، سوف نحييه نحن، ونطبق القوانين الإسلامية في البلدان الإسلامية".
ـ يوم القدس ليس يوم فلسطين فحسب، بل هو يوم الإسلام ويوم الحكومة الإسلامية".
ـ "يوم القدس، اليوم الذي يجب أن ننذر القوى العظمى بأن الإسلام لم يعد تحت سيطرتكم ولا تحت سيطرة عملائكم الخبثاء..".
ـ "يوم القدس يوم إحياء الإسلام. يجب على المسلمين أن يفيقوا وأن يروعوا الغرب بقدراتهم المادية والمعنوية. فالمسلمون الذين يصل تعدادهم المليار ولديهم الدعم والتأييد الإلهي والإسلام يقف معهم، وكذلك يؤيدهم الإيمان، ممن يجب أن يخافوا؟!".
ـ "يوم القدس مناسبة للتذكير بهذا الهدف، وهو إعلان تقدم المسلمين وتطورهم في جميع دول العالم. يوم القدس ليس يوم فلسطين فحسب، بل هو يوم الإسلام ويوم الحكومة الإسلامية".
ـ "في يوم القدس سنتعرف على المتآمرين وعلى الأنظمة التي تساند المؤامرات الدولية وتعارض الإسلام، فمن لا يشارك في هذا اليوم معارض للإسلام ومؤيد لإسرائيل، ومن يشارك فهو من المخلصين والمؤيدين للإسلام، والمعارضين للكفار وعلى رأسهم أمريكا وإسرائيل".
ـ "إنه يوم الفصل بين الحق والباطل. وإني أسأل الله".
ـ "عز وجل أن ينصر الإسلام والمستضعفين على جميع المستكبرين. كما أسأله تعالى أن ينقذ اخواننا في فلسطين وفي الجنوب اللبناني وأي مكان من العالم، من أيدي المستكبرين والناهبين الدوليين".
ـ "على المسلمين أن يعتبروا يوم القدس يوماً لجميع المسلمين بل لجميع المستضعفين، وأن ينطلقوا من هذه النقطه الحساسة لمواحهة المستكبرين الناهبين للعالم. وألا يسكتوا حتى تحرير المظلومين من ظلم الأقوياء. وعلى المستضعفين الذين يشكلون الغالبية الساحقة من سكان البسيطه أن يتأكدوا أن تحقيق الوعد الإلهي قريب".
فسلامٌ عليك يا سلمان عصرنا
سلامٌ للجمهروية التي أسست وللثورة التي اطلقت وللدين الذي أحييت.