حمزة.. حليم.. محمد.. كيف تحوّلتم لبرهة من شبّان تضجّ بكم الحياة الى مجرّد صور جامدة.. وأسماء يرثيها المحبّونّ.. ألا يمهل الموت الأحبة فرصة للوداع! أم أن شوقكم للرحيل عن دنيا الفناء الى عالم البقاء أشد وأقوى!
هكذا يغادر الطيبون دائماً.. فجأة يرحلون.. لا يودّعون.. لا يتكلّمون.. يتركون لنا بعض صور وذكريات ومشاهد.. وعيون بريئة.. وضحكات مدوّية. لكنّهم تركوا أيضاً "شعلة لن تنطفئ". شعلة مقاومة آمنوا بها غير مكترثين باللائمين والمثبّطين. وكما كانوا الأقوياء بكلماتهم وعدساتهم.. كانوا الأقوياء في رحيلهم.. أخذوا زمام المبادرة.. وأظهروا عجزنا أمام دمائهم الطاهرة.
حمزة الحاج حسن، محمد منتش وحليم علوه.. فرسان الكلمة الحرة والحقيقة الناصعة.. صاروا منذ الأمس القضية والكلمة. هم اليوم نجوم الشاشات. صورهم صارت أياقين. زينة يرفعها المحبّون. والمحبّون كثر.