نتنياهو يعود جريحًا من مقاتلي المعارضة السورية في إحدى مستشفيات الكيان الصهيوني
منذ اندلاع الازمة السورية، وبدء توافد العديد من المجموعات المقاتلة إلى سوريا عبر الدول التي تحدها، كان واضحًا التنسيق القائم بين الأجهزة الأمنية لتلك الدول، من خلال تسهيل مرور العناصر المسلحة إلى الداخل السوري، وتأمين الدعم العسكري والمالي لها، هنا كان السؤال البديهي عن الدور الذي يلعبه الكيان الصهيوني في الأزمة. بدأت "المفاجآت" بسماح ما يسمى بالجيش السوري الحر لعدد من الصحافيين بزيارة المناطق التي تخضع لسيطرته، وإعداد تقارير من داخل الاراضي السورية عن المعارك التي تشهدها المنطقة، وإجراء مقابلات مع عدد من المقاتلين الذين أبدوا استعدادهم وترحيبهم بأي دعم يقدمه الكيان الصهيوني لهم. لم يتوقف هذا الدور على "الحضور الإعلامي" فقط بل وصل إلى الدعم العسكري، وظهر ذاك جليًا بعد معركة القصير، حين تم ضبط العديد من أجهزة الاتصالات الحديثة، بالإضافة إلى بنادق وقذائف إسرائيلية، تم عرضها على الشاشات السورية. وكان موقع"والا" الإخباري الإسرائيلي، قد نقل عن الإذاعة الإسرائيلية بأن "عضو الكنيست عن حزب شاس يعقوب مارغي التقى في تركيا بممثلين عن الثورة السورية". وذكر الموقع أيضًا بأن الوفد طلب من عضو الكنيست أن تواصل "إسرائيل" تقديم المساعدات والدعم لهم"، معربين - بشكل خاص - عن تقديرهم البالغ للعلاج الذي تقدمه للمصابين في القتال ضد الجيش السوري.
وقال مارغي "إن انطباعًا تكوّن لديه بأن وفد المعارضة الذي التقى به يشعر بالإحباط إزاء الدعم الذي تقدمه الدول الغربية لهم".
ونقل موقع العالم الإخباري أن محمد عدنان، المعارِض السوري الذي يترأَّس "اتحاد الثوار السوريين داخل سوريا" أشار إلى أن "الوقائع أثبتت بأن "إسرائيل" لم تعد عدوًا، بل شريكًا في الصراع ضد عدو مشترك"!.
وأشارت إذاعة العدو إلى أن المعارضة السورية قدمت لعضو الكنيست مارغي طلبات جديدة، تدعو فيها إلى زيادة المساعدات الإسرائيلية للمعارضة، وعدم اقتصارها على تقديم العلاج فقط.
هذا التنسيق بدأ يظهر إلى العلن، بعد أن كانت تنفيه قيادات المعارضة السورية، بعد إقصاء سليم إدريس المقرب من قطر عن قيادة ما يسمى الجيش السوري الحر، وتولي الضابط المنشق عبد الاله بشير مكانه، وهو الذي يُصف بأنه "المقرب من السعودية". وكان البشير كان قد أُصيب أثناء عملية عسكرية للجيش العربي السوري في جنوب سوريا، فتم نقله إلى داخل الأراضي الفلسطينية، وتمت معالجته في إحدى المستشفيات الإسرائيلية، وبعد شفائه خضع للعديد من الدورات، وتم إعداده لتولي القيادة والتنسيق الميداني مع الجيش والمخابرات الاسرائيلية، وقد ظهرت تجليات هذا التنسيق من خلال الدعم الذي يقدمه الجيش الاسرائيلي لعناصر ما يسمى الجيش السوري الحر، إذ بلغ عدد العناصر الذين تمت معالجتهم في مستشفيات الكيان الغاصب، حوالي 1500 عنصرًا، عاد رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو العديد منهم داخل المستشفيات التي يخضعون للعلاج فيها، وبتغطية إعلامية أحيانًا.
هذا التدخل العلني جاء بعد العديد من الضربات والإخفاقات التي تعرضت لها المجموعات المسلحة، من جانب الجيش السوري، وفشل الدول التي أوكلت إليها الولايات المتحدة مهمة تدمير سوريا، الأمر الذي اضطر الأصيل إلى التدخل، فأصبحت الحرب على سوريا وأهدافها أكثر وضوحًا، ولم تعد مسالة حرية ونظام، فقضت على أماني الساعين إلى التغيير، وأصبحت معركة بين محور مقاوم ومحور مرتهن للسياسات الأميركية والإسرائيلية، هدفها النيل من المقاومة وإراحة اسرائيل تحت شعارات لم تعد تنطلي على أحد، إسرائيل ما زالت عدوًا، وفي سوريا لها يد وقدم يجب أن تُقطعا.