أخط ما أقول من وحي صورتك، من خجلةِ عينيك.
يا باسم الوجه رغم كل الآهات
ايها الساكنُ في قلوبنا نارًا وصهيلًا.
العابر بصمتٍ من فناءٍ إلى بقاء.
خلعت ثوبًا أسود، وارتديت حلة بيضاء، يكمل جمالها نصوع وجنتيك.
بخطواتٍ هادئة رحلت، وعيناك تقاوما دموع الشوق.
لم تستطع أن تمنعها لثقل فحواها ومعناها.
سالت على وجنتيك دمعةُ حنانٍ تجري، أزهرَ فيها حبُ الحسين واله(ع).
لتدمغ بها وصيتَك :
أيها الأحبة قد آن الرحيل،
فلا بكاءَ ولا نحيبًا.
تبقى لكم الذكرى،
ولي ولكم الشوق، وأملٌ بلقاءٍ قريب.
بليلةِ بدره خُسِفَ القمر، فكان الإذن بسمو روحكَ إلى الملكوت.
أُسكِن جسدُك أرضًا، جُبلت كرامتها من قطراتِ عرق جبينك وأنين آهاتك، نعم آهات آلامك أنت.
يا عابر المسافات، الساكنُ في الجنات.
يا نبض قلوبنا التواقة لرؤياك.
يا شغف هيامنا البعيد انت، يا سِرَ الابتسامات.
يا بسمة القلب الحنون.
يا أنيسَ المجالس وحبيب من عرفك، يا طيّب الكلام.
المقاوم والشهيد - أحلام عباس - لبنان
يا أمان الأحبة وحامل الهموم.
يا حب الناس ومسكّن آلامهم.
يا فرحة الأيتام ومكفكف الدموع.
يا ورد الربيع وحقول الزهور.
يا أديم الأرض ورائحة أجمل ما فيها.
يا رؤى الأحلام الجميلة. وأجمل الحكايات القديمة.
يا قصص البيدر، ومواسم الخير والزيتون والدحنون.
أنت يا جار الشهداء وأنيس المجاهدين.
كيف لقلب عاشقٍ أن ينساك، والشهر آب، شهر النصر، والصوم ، والعيد، وميلادك، ثم استشهادك.
ما بين هذا وذاك كان صراطُك صراط حقٍ، درب عروج.
أبيتَ أن تعبرهُ، إلا وأن تحفرَ على أرضه " سبيل العبور".
عبرت بقلبٍ مطمئنٍ وخطىً ثابتة، ناقشًا عليه: سبيل العبور هو إسمي ، إن عرفتموه حقًا ، أُنيرت لكم الطريق.