صبوة الأمين
فكيف لطفلٍ لبناني جنوبي ، يرى الخوف في عيني أمه، أن يغفو؟ كيف له أن يتكئ على وسادته وأن يعانق أحلامه البريئة، وثمة طائرة تحوم فوق أفقه. ليست طائرة من ورق، ولا طائرة سياحية، بل هي طائرة من نار. طاقمها من موت، وصوتها أزيز ورعد. تستبيح الزمان والمكان. لم يكن هناك حسيب عليها ولا رقيب. تصب النار على أرواحٍ لا يكترث أحد لوجودها: أهي حية أم ميتة أم جريحة. تئن ولا من يسمع أو يرى.
كيف لطفلٍ جنوبي أن يغفو حينها. ولم ينتشر بعد رجال الله على ثغور حلمه- كما هو الحال الآن- يحاسبون العدو حتى على قلق الطفل، فضلا على خوفه ورعبه وأذيته.