ليندا عجمي
هؤلاء "المهاجرون" في سبيل الله،
وهم "الأنصار" لمحمد رسول الله(ص)، والأبناء لعليٍ وفاطمة والحسن والحسين(ع)..
هؤلاء "أشرف الناس"،
وهم "رجال الله"..
إنهم المقاومون وأهاليهم، وبين هؤلاء وأولئك ومعهم، دارت رحى حرب ضارية شنها العدو الإسرائيلي عليهم على مدى ثلاثة وثلاثين يوماً، كانت له في نهايتها هزيمةٌ منكرة ولنا في ختامها نصرٌ مبين..
ومن جعبة حكايا المقاومة..
خادعهم وقاتلهم..
طويلاً حاول الرجل الأربعيني إقناع الإخوة في قيادة البقعة العسكرية لإحدى قرى المواجهة إشراكه معهم في العمليات الجهادية، مقدماً إليهم العديد من الحجج ودافعاً بالكثير من البراهين، فهو رشيق خفيف الحركة، عالماً بكل جغرافية البلدة وتضاريسها ووجوده في ساحة المعركة سيخدم المقاومة ومجاهديها، ولائحة أسباب تطول.. وبعد مخاض عسير كان له ما أراد.
سريعاً انتقل إلى الصفوف الأمامية، لا ليقاتل جنود الغزاة الصهاينة، بل ليمارس عليهم عملية تضليلية احترافية، فهو كان يعمد إلى رفع خوذ عسكرية ليُخيل للجنود أنها تعلو رؤوس مقاومين فيندفعوا باتجاههم، أو يوهمهم بوجود مجموعات عسكرية للمقاومة في هضبة هنا ووادٍ هناك ليلاحقوهم فيما هو يستدرجهم إلى مكامن للمقاومة توقع أفراد مجموعاتهم بين قتيل ومصاب.. انتهت الحرب، خرج منها سالماً وهو يُفاخر بأن في رصيده عدداً من قتلاهم وكثيراً من جرحاهم، هي حصيلة تعاونه مع "الشباب"، بدا مزهواً إذ أثتبت المعركة نجاح مقولته!
فاجأوه وقتلهم..
لم يكن قد تجاوز من العمر ثمانية عشر ربيعاً، ولم تكن قد اكتملت لحيته، حين خاض إلى جانب إخوته من رجال الله معركة التصدي لأعداء الله، كان مندفعاً وشديد الحماسة، لا يتأخر عن تنفيذ كل ما يُطلب منه، بل كثيراً ما بادر إلى التطوع بتنفيذ هذه المهمة أو تلك. وعندما رصدت قيادة المقاومة حركة عسكرية معادية في نقطة معينة طلب قائد المجموعة العسكرية التي ينتمي إليها إحضار مدفع هاون 60 ملم من أحد المخازن العسكرية القريبة ليعالج به جنود الاحتلال. قفز واقفاً، أعلن لمسؤوله عزمه الأكيد على تنفيذ المهمة بنجاح وبالسرعة المطلوبة. انطلق بلهفة لهدفه المنشود وضماناً لسرعة التنفيذ وضع سلاحه خلف ظهره، مخزن رصاص وحيد، لا مخازن إضافية، لا جعبة، لا درع واقية ولا بذلة عسكرية..
ولكن مفاجآة غير متوقعة شدته، جعلته متسمراً في مكانه. هو وجهاً لوجه مع الجنود الصهاينة، المفاجآة الأكبر كانت عندما بادره قائد في رتل الجنود الإسرائيلي - وبالعربية - بالطلب إليه التراجع والانكفاء والاختفاء "واللعب" بعيداً، فالمكان خطرٌ على من هم مثلك! لم يلمح الجنود سلاحه خلف ظهره. لم تمضِ سوى بضع ثوان حتى كان قد تترس خلف جدار تراجع إليه سريعاً، وعمد إلى فتح نيران سلاحه باتجاه الجنود، أطلق رصاص مخزنه كاملاً.. وقفل عائداً إلى مجموعته وسط ذهول الصهاينة وصدمتهم. أسف الشاب لعدم قدرته على تنفيذ المهمة بنجاح وأسف على عدم حمله مخازن الرصاص الإضافية، ولكن إرساله عدداً من الجنود الصهاينة صرعى إلى الجحيم، كان له فيه بعض سلوى وعزاء.
سبع سنين مرت، كبر الفتى العاملي، منذ بضعة أيام زُف عريساً، يروي صديقه، فقد تكون بانتظاره معركة قادمة يُزف فيها شهيداً!
لجبنهم أملي قليلٌ بالشهادة..
يستذكر أحد المجاهدين ممن شاركوا باقر، وهو الاسم الجهادي للشهيد محمد موسى سرور، في مواجهات عيتا الشعب صولات هذا البطل وجولاته عند كل نزالٍ مع الصهاينة عند محاولاتهم التقدم واحتلال البلدة. يروي كيف كان باقر يلتحم مع الجنود في مواجهاتٍ مباشرة سرعان ما كانوا يتراجعون فيها ويولون مدبرين، كم أَسَرَّ إليه استياءه من جُبن هؤلاء الجنود الذين يفرون سريعاً من الميدان كلما حمي للمعركة وطيسها، ما كان يضطره إلى ملاحقتهم والركض خلفهم لمسافاتٍ غير قصيرة ليطهر الأرض من دنسهم ويجتثهم منها ويلحقهم برفاقهم ممن سبقوهم في أكثر من محور، كان "غاضباً" ومنفعلاً وهو يخبره بأنه أصاب عدداً منهم في ظهورهم، والحال هذه فإن لا فرصة كبيرة لنيل شرف الشهادة في أرض هذه المعركة.
هدّأه، طمأنه مطولاً بأن جند الله وحزبه لا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون، وأنهم سَيُجْزَوْنَ بجهادهم أفضل جزاء العاملين فكلُّ قعودٍ وقيامٍ وجهاد هو في عين الله التي لا تنام، وأن الله لن يخُلف وعده ولن يُؤخر نصره، وإن كان قد قضى في هذه الحرب بأن يكتبُ اسمه في الشُّهَداءِ فسيكون ذلك إن شاء الله، وإن كان قضى بغير ذلك فسيحظى حتماً بأجر الْمُجَاهِدِينَ السُّعَداءِ الذين فضلهم ربهم عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْراً عَظِيماً، وهو العالم بالنيات وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ. أبدى له رغبته الأكيدة في الشهادة، وهذا ما كان. في الثاني من آب 2006 وقبل أن تضع الحرب أوزارها كان باقر قد ارتفع إلى جوار ربه شهيداً سعيداً بعد أن استهدفه قصف مدفعي صهيوني جبان بعدما عجزوا عن مواجهته في الميدان.
بشّرَتهُ بالنصر ووعدته بالشهادة!
كان واحداً من أولئك الذين عشقوا التراب وكتبوا بدمهم نصر تلك الديار، كان مؤمناً بالله ونصره، عارفاً بحق رسوله وأهل بيته، قد لبى نداء الصلاة وحي على الفلاح، فهو ما توانى لحظة عن الالتحاق بصفوف القتال الأمامية منذ اللحظات الأولى للحرب، وما نسي يوماً أن يرفع أذانه للصلاة عبر أجهزة الإتصال اللاسلكية للمقاومين في محيطه والجوار.
وبعدما أدى قسطاً وافراً للجهاد وللعلى، حط رحله واستراح إذ أُصيب بفعل غارةٍ جويةٍ غادرة إصابة بالغة، أقعدته عن الحركة، وهو الذي لا هان يوماً ولا استكان.. أجرى له الإخوة في الإسعاف الحربي ما يلزم وتيسر.
يومها، سكت صوت أذانه، فيما هو فرغ لصلاته بعدما تيمم صعيداً طيباً من أرض جبل عاملة وهو على حاله من التعبد والدعاء والتعب والجراح غفِيَ ونام.
انتبه مستيقظاً مسروراً، كأنه ما به من جراح نازفة ولا فيه من أوصال مقطعة، أودع بفرح عارم صديقه سره الكبير والأخير "لقد رأيت السيدة الزهراء"عليها السلام" في عالم الرؤيا، طلعة نورانية بهية، يشع وجهها ويشرق محياها بنورٍ أبيض باهر، مسحت على رأسي، وبشرتني بالْحُسْنَيَيْنِ، نصرنا وشهادتي! لم تعد أيام الحرب طويلة، وأنتم فيها منتصرون، لهم فيها الغلبة ولك فيها وسام أحمر بلون الشهادة، هذا ما أكدته لي سيدتي ومولاتي".
وتتحقق الرؤيا ويصدق الوعد، فما هي إلا ساعاتٌ قليلة حتى يرتفع إلى ربه شهيداً تزفه الملائكة وتتلو عليه آيات السلام في الجنان، وما هي إلا بضعة أيام حتى تنتهي الحرب بنصرٍ إلهي مؤزر يُذهل العالم أجمع.
وللأذان والصلاة قصة أخرى!
بعدما أنهوا مهمتم ذلك اليوم، اقترب موعد صلاة الظهر، فتعبأوا وتوضأوا. كانوا أربعة انقسموا زوجين اثنين، بدأ أولاهما تأدية صلاتهما فيما تولى الآخران - في مكانٍ ليس ببعيدٍ عنهما - حراسة النقطة العسكرية التي يتواجدون فيها. لحظات ودوى صوت انفجارٍ كبير، صاروخ أطلقته طائرة حربية معادية أمامهم تماماً، بعدما رصدت إشارة إتصال لاسلكي أجراه أحد المجاهدين في هذه البقعة. في تلك اللحظة كانا في سجودهما، تناثرت أشلاء الصاروخ وشظاياه على ارتفاع لا يتجاوز نصف المتر الواحد! تبعثر المكان، مُلئ غباراً ودخاناً، خلفهما مباشرةً أصيب الجدار بشظية كبيرة قاتلة سكنت بين حجارته! بعد انقشاع الغبار تأكدا بأنهما نجيا ولم يصابا بأذى! وكذا رفيقاهما. لم تكن صدفة حتماً، هي الإرادة الإلهية التي حمت رجالها على الأرض وحمت جماجمهم بعدما أعاروها ربهم ووتدوا في الأرض أقدامهم ورموا بِبَصَرِهم أَقْصَى الْقَوْمِ، وقد علموا كما وُعِدوا بأَنَّ النَّصْرَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ سُبْحَانَه.
أحد المجاهدين نفسهما، كان قد بقي بلا نوم لمدة ثلاثة أيام متواصلة، فالمواجهات كانت مستمرة والمهمات كثيرة، إلى أن أصاب منه التعب والإرهاق ما أصاب، مساء ذلك اليوم - وبُعيد صلاته - لجأ إلى غرفة منخفضة ومحصنة، وأعلم بقية رفاقه في المجموعة بمكان وجوده وطلب إليهم أن يمتنعوا عن إيقاظه "حتى لو قصفني الطيران". وكان له ما أراد، بعد ساعات قبيل صلاة الفجر خرج من غرفته إلى حيث اعتاد الوضوء، فكانت مفاجآته كبيرة بأن لا وجود لبركة المياه، نظر خلفه فصعق لمنظر المنزل الذي كان يؤويه، لقد بات أثراً بعد عين، ولم يتبقَّ منه سوى جدران تلك الغرفة التى لجأ إليها. حصل ما أراد، لم يوقظه رفاقه، و"لو قصفه الطيران"، لقد حماه الله من جديد وجعل كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ.
"جهاد" يروي عن جهاد "غريب"..
يوصي غريب زوجته بالإستماع إلى النبأ العاجل الذي ستزفه المقاومة الإسلامية خبراً ساراً بعد قليل إلى جمهورها وعموم العالم.. رتل جديد من دبابات الميركافا، مفخرة الصناعة الإسرائيلية، يتهاوى تحت ضربات صواريخ أبطال مجاهدين من المقاومين عند الحدود اللبنانية ـ الفلسطينية بالقرب من بوابة فاطمة في بلدة كفركلا، كان غريب حينها ذاك المجاهد البطل الذي "اصطاد" الدبابات وما زاده سعادة وفاضه حبوراً أن وسائل إعلامية سجلت لحظة الإنجاز، الذي وثق لهزيمة إسرائيلية جديدة. غريب هو الاسم الجهادي لمحمد كمال ابن بلدة حاروف الجنوبية الذي بقي يقاتل جحافل الصهاينة ويصد أرتالهم في بلدة كفركلا الحدودية طيلة فترة العدوان، لقد كان مسؤولاً عن سلاح "المضاد الدروع" في البلدة. من بين الإخوة المرابطين على تلك الحدود راعٍ من البلدة لطالما أشاد غريب بشجاعته وعزمه وتفانيه، لقد التحم الشعب بمقاومته وباتا جسماً واحداً بقلب واحد على هدف واحد..
كان غريب قد استعد لقصف باص إسرائيلي يتأهب لمغادرة مستعمرة المطلة حين اكتشف العدو أمره وأمطره بوابل من القذائف والصواريخ ولكن العناية الإلهية أنقذته، فلم يصب ومساعده بأذى.. روى غريب بأن العدو كان قد اتخذ قراره في أيام العدوان الأخيرة بالاجتياح البري لبلدة كفركلا، عندها تعبأ وتهيأ، احتسب عدد الطلقات في مخازن بندقيته، واحتسب نفسه وجهاده في سبيل الله، ظن حينها أن موعد اللقاء قد حان وأن أوان الشهادة قد دنا، إلا إن "الشباب" كانوا قد أعدوا العدة وأحسنوا استقبال العدو أيما استقبال فسرعان ما تطايرت أشلاء إحدى دباباته عند أولى محاولاتها التقدم فطارت معها فكرة الاجتياح وعدل العدو عن رأيه مرغماً.. رغم أيام القتال الطويلة وآلاف القذائف والصواريخ لم تهن عزيمة غريب، ولكنه تأثر كثيراً عند سماع نبأ شهادة صديقه القائد الميداني علي صالح (بلال) الذي أذاق العدو الإسرائيلي بعضاً من بأس رجال الله وذله في الميدان. لاحقاً استشهد غريب في واجب جهادي والتحق ببلال. هو جهاد هذه المرة الذي يروي عن الشهيد غريب؛ ولعل جهاد بدوره يلتحق بكليهما أثناء تأدية واجبه الجهادي.
وللنازحين كلامٌ وحكايا..
إن كان للمقاومة رواياتها فإن لأهلها قصصهم وحكاياهم، فغالباً ما قرر أهالي البلدات والقرى الجنوبية الصمود في ديارهم والشد من أزر مجاهديهم وعونهم ما استطاعوا إلى ذلك سبيلاً، ولم يكن ليخرجوا منها إلا بعد أن تشتد المعارك حدةً وعنفاً وضراوة، أو بناءً على تمنياتٍ من المجاهدين أنفسهم.. لكي لا يكونوا عائقاً لعملهم أو سبباً في تشتيت جهدهم وجهادهم..
من بين تلك العائلات، عائلة الحاجة أمل بيضون من بلدة بنت جبيل، التي بقيت صامدة في منزلها في مدينة بنت جبيل حتى أكمل العدوان يومه الثالث عشر. حينها غادرت البلدة مع عائلتها تحت وطأة الضربات الجوية الجنونية والقصف المدفعي الهمجي، وانتقلوا على مدى ساعات طوال عبر طرق مقطوعة وأخرى وعرة أو مستحدثة وثالثة التفافية عبر مناطق جبلية إلى مدينة جبيل الساحلية. يومها كان الموت يتربص بهم في كل لحظة عبر طائرات العدو الحربية والاستطلاعية، وتصل إليهم في كل ساعة أخبار قتل مدنيين آمنين، لم تُفرق آلة الحرب الإسرائيلية بينهم وبين المقاومين، فتحصدهم حقداً وغدراً.
في جبيل، كانت تتابع أخبار المعارك وإنجازات المقاومة لحظة ً بلحظة وساعةً بساعة، عمليةٌ للمقاومة هنا، واعتداء هناك، شهداء لنا، وقتلى لهم، تأسى لهذا وتفرح لذاك.. ولكن ما عرفت - كما الكثيرين والكثيرات ممن نزحوا قسراً عن مدنهم وقراهم - طعم الراحة ولم يهدأ لها بال، فقلوب الجنوبيين وعقولهم كانت هناك، حيث تركوا المقاومين يدافعون عنهم ويصدون العدو عن ثغور الجنوب.. تركوهم مع دعاء بالنصر والتسديد، وما ارتحلوا عنهم.
تستعيد لحظات يوم الرابع عشر من آب العام 2006، يوم الولادة الجديدة، يوم النصر الكبير الذي سُجل ناصعاً في صفحات عز الأمة. يومذاك - كما عشرات، بل مئات الآف من الأهالي النازحين قسراً عن أرضهم وبلادهم - كانت تشد العزم وتيمم وجهها شطر ضاحية بيروت الجنوبية والجنوب اللبناني، فهوى القلب جنوبي والنصر جنوبي، وهو ما زال مذ كان.
لم تعبأ - كما كل الجنوبيين - بكل التهديدات والتحذيرات من الموت الكامن في آلاف القنابل العنقودية ومن عدم تسجيل نهاية للعمليات الحربية، فهي لن تنسى ولن ينسى كل العالم بلاغة وصدق تلك العبارة العابرة للحدود والقلوب، الخارجة عن مألوف اللغة ومعاجمها وقواميسها، التي اختصر حضورها كلّ كلام الدنيا واختزل كلّ خطاب الناس لازمة الحاجة كاملة "فدا إجر المقاومة"، تلك العجوز الجنوبية الآتية من نزف الجرح وعمق المعاناة، من "عيناثا" الناطقة بلسانها ولسان كل أخواتها وجاراتها، النابض قلبها صدقاً بحبّ المقاومة وسيدها.. هي اللغة التي - على بساطتها - عجز العالم عن أن يفهم سرّها وأن يدرك كُنه معناها!! كيف لكل هذه الجراح وكل هاتيك الآلام ألا تفتّ عضد هذا الشعب، وكيف يمكن لسيل الدماء وكمّ التضحيات الغاليات ألا تحطم جبروته وكبرياءه! بل أن يبثّ هذا التصبّر والتجلّد في نفوس الناس كلّ الحماسة؟! لن ننسى صدى صوتها يتردد مع خفقات قلوب ملايين المحبين في العالم، وهي تعلنها صراحة، ببساطة "مش هيدا بيتي راح ولك فدا إجر المقاومة، وبيتي بالضيعة راح فدا إجر المقاومة"؛ هو القلب النبيل المتعب الذي لا يمنعه تعبه من أن ينشد أغنية الفرح ومعزوفة النصر، وإن أحَسنَ الناس تحية السيّد ومقاومته، فلقد ردّها السيّد باسمه وباسم مقاومته بأحسن منها بأن صار "السيّد حسن وروحه ونفسه وأولاده فداء لكم"..، وجعل ختامها نصراً!