يصلون الليل بالنهار؛ و أعينهم شاخصة فقط باتجاه العدو .. زادهم القرآن الكريم الذي بشّرهم بالنصر والتمكين مهما تبدلت الأزمان وبلغت موازين القوى... إنهم المرابطون؛ أولئك النفر الذين هجروا الدنيا بملذاتها، ونذروا أنفسهم للدفاع عن أرضهم، وشعبهم، ومقدساتهم.
"العهد" رافقت إحدى المجموعات التابعة لـ"سرايا القدس" الجناح العسكري لحركة "الجهاد الإسلامي" في فلسطين ، ونقلت جانباً من حياة هؤلاء المجاهدين في شهر رمضان الفضيل.
إلى الشرق من مدينة غزة، وعلى مقربة من المناطق المحاذية للأراضي المحتلة عام ثمانية وأربعين حط رحالنا، ومعها بدت الأجواء الإيمانية الخاصة بهذه الثلة المؤمنة القابضة على الجمر؛ حيث يُباشرون مهمتهم بالابتهالات إلى أن يحين موعد الإفطار .. يتناولون بعض التمر والماء، ومن ثم يصلون جماعة، وما إن ينتهوا يكون الليل قد أسدل ستائره، عندها يقوم قائد المجموعة بتوزيع الأفراد على مواقعه ؛ تبعاً للأدوار المكلفين بها.
ومع مرور الوقت؛ يحرص المرابطون على التدبر في المصحف الشريف، وصولاً إلى الرسائل التي يمررها سلاح الإشارة عبر أجهزة التواصل فيما بينهم، والتي تشمل الدعاء بأن يحفظ الله عز وجل المقاومين في فلسطين ولبنان، وأن يحقن دماء المسلمين في أرجاء المعمورة، وأن يحرر المسجد الأقصى المبارك من دنس الصهاينة ؛ وهي أمور تعكس مدى الوعي الذي يتحلون به؛ فهم يلتفتون فقط إلى مقارعة الغاصب والمحتل، بعيداً عن المعسكر المشبوه الذي يسعى خلف حرف البوصلة عن القضية المركزية للأمة؛ بحسب ما لمسناه خلال حديثنا إلى أحد القادة الميدانيين في "سرايا القدس" الذي شدد على ما قاله سماحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله غير مرة ؛ عن أن "إسرائيل" أوهن من بيت العنكبوت.