معركة ادلب وفتح الطرقات
حسين مرتضى
تتواصل العمليات العسكرية التي ينفذها الجيش السوري على أكثر من محور، من ريف دمشق مروراً بحمص وانتهاءً بحلب وريف ادلب، وسط تقدم ملحوظ يحققه الجيش السوري، بعد انتقاله لمرحلة الهجوم وتحديد الزمان والمكان، وفق متطلبات المعركة.
اوتوستراد اريحا – اللاذقية، يعتبر من أهم الطرق الدولية التي تربط محافظة ادلب شمال البلاد، بعدد من المحافظات السورية، أهمها محافظات اللاذقية وحماة ودمشق، كما يعتبر الطريق من الناحية الاستراتيجية، النقطة الاكثر اهمية للجيش السوري، وذلك لكونه طريق الإمداد العسكري الوحيد، لقوات الجيش في ريف ومدينة ادلب، والخط الوحيد ايضاً لدخول المواد الغذائية والطبية وغيرها للأهالي داخل المدينة، التي تتعرض لحصار من حين لآخر، كما تتعرض لمنع دخول المواد الغذائية لها لقطع شرايين الحياة فيها.
فبعد قطع المجموعات المسلحة الطريق بمسافة 2 كيلو متر عبر تفجير جسر بسنقول وحفر الطريق على 3 محاور بعمق 10 أمتار وعرض 5 أمتار تقريباً على طول الطريق وتفخيخه بأكثر من 500 عبوة ناسفة وعدد من السيارات المفخخة، حشد الجيش السوري قواته لإعادة فتح الطريق وانطلق في معركته من محورين الاول: من مدينة جسر الشغور، والثاني: من مدينة ادلب، واستطاع تطهير كافة القرى المحاذية للطريق من المسلحين وردم الحفر وتفكيك العبوات الناسفة وفتحه أمام القوات العسكرية، للتقدم باتجاه مواقع تحصن المسلحين في الجبال المطلة على الاوتوستراد.
تواصل عمليات الجيش السوري في أرياف دمشق وحمص وحلب وادلب
العملية العسكرية التي استمرت 15 يوماً شهدت اشتباكات كان اعنفها في بلدة بسنقول وأحراشها، ذات الموقع الجغرافي الصعب،حيث شبه أحد القادة الميدانيين معركة بسنقول إلى حد بعيد بمعركة القصير، فالجيش السوري قام بفتح ست جبهات في محيط بسنقول، بعد عملية التفاف معقدة، جعلت المسلحين بين فكي كماشة، معتمداً استراتيجية السيطرة على التلال، والالتفاف لقطع الطرق على المجموعات المسلحة.
وأكدت مصارد مطلعة لمراسل موقع "العهد الاخباري أن خلافات حادة وقعت بين ما يسمى "لواء داوود" من جهة، وبين قيادة ما يسمى "ألوية صقور الشام" التي ينتمي إليها من جهة ثانية، لأن الأخيرة قررت الانسحاب فجأة من معركة بسنقول تاركة "لواء داوود" وحده في ميدان الحرب ما عرضه لخسائر بشرية وصفت بالكبيرة.
هذا الخلاف تفاقم لدرجة أن قيادة ما يسمى "صقور الشام" أصدرت قراراً يقضي بفصل "لواء داوود" عنها، فيما لجأ الاخير وهو تشكيل أسسه "مجاهدون" سابقون في تنظيم "القاعدة" العراقي، إلى تفجير الجسرين اللذين يمكن عبور الآليات عليهما باتجاه مدينة إدلب، وذلك في محاولة لمنع الجيش السوري من استحضار تعزيزات إضافية.
وفي الوقت الذي سيطر فيه الجيش السوري على بسنقول وأعاد بالتالي فتح أوتوستراد أريحا - اللاذقية، أعلنت عدة كتائب وفصائل مسلحة في إدلب عن إطلاق ما أسمته "معركة قطع الوريد" التي تستهدف السيطرة على معسكر "القرميد"، الذي أصبح يشكل هاجساً كبيراً للمسلحين، لرفع معنويات مقاتليهم التي انهارت وذلك بسبب صموده على مدار الأشهر الماضية وعدم سقوطه رغم الحملات العديدة التي شنت عليه، هذا من جهة، ومن جهة ثانية امتلاك الوحدات المتمركزة في المعسكر القدرة على التأثير الناري عبر القصف المدفعي والدبابات على مساحات واسعة من الريف الإدلبي الواقع تحت سيطرة المجموعات المسلحة.
وتنبع أهمية معسكر "القرميد" الاستراتيجية من أنه يحمي خط الإمداد الوحيد القادم من اللاذقية إلى إدلب من خلال سيطرته على الطريق الدولي بينهما، لذلك فإن سيطرة الكتائب المسلحة عليه سوف تتيح لها تعويض خسارتها في بسنقول، وإبقاء خط الإمداد مغلقاً، وربما هذا سبب تسمية المعركة بقطع الوريد.
ومع وصول التعزيزات العسكرية باتجاه ريف ادلب، وهدفها واضح، وهو تأمين الطريق الدولية، وبالتحديد الطريق الدولي اللاذقية –حلب والخطوة الاولى انتهت بتأمين اوستراد اللاذقية –اريحا ليكون الهدف الثاني طريق اريحا –سراقب ومن ثم سراقب – حلب، ليصبح طريق إمداد محافظة حلب سالكاً هو الآخر من اللاذقية، ومع تأمين هذا الطريق يكون طريق حماة –ادلب –اللاذقية هو الآخر تحت حماية الجيش السوري.