في بلد العملاء الطلقاء، في بلد القضاة الرحماء، تتنطّح مي شدياق للدفاع عن حقوق الأعداء الذين ظلمهم "الارهابي" جورج عبد الله. فيلاقيها جهاد المر حاملاً شعار الرحمة لأطفال "اسرائيل" الذين "قتلهم" سمير القنطار. عذراً أنطوان لحد.. لست عميد العملاء.. هناك من سبقك.
لا يلام المقاوم سمير القنطار عندما يغضب لذكر اسم المدير التنفيذي لقناة "أم. تي. في" جهاد المر و"الاعلامية الحاقدة مي شدياق"، ويؤكد لهم أن مكانهم لن يبقى هنا في لبنان. لعبة التوازنات والحالة التي نعيشها من مراعاة لهذا الجانب وذاك الجانب هي التي أبقت لهم مكاناً في هذا البلد. لو أردنا أن نتحرك فعلاً كما يجب لكنا منذ سنوات انتهينا من سماع هذه الأصوات ومن رؤية هذه المشاهد القبيحة التي يمثّلونها".
الأسير المحرر الذي أمضى زهرة شبابه معتقلاً في سجون العدو، يُتناول اليوم على ألسنة من لا تاريخ لهم.. لا نضال لهم. لا مكان لهم في معركة السيادة الحقيقية. لم نسمع لهم صوتاً طيلة أيام الاحتلال الاسرائيلي للبنان.. لم نَرَ لهم دمعة على أطفال قانا.. لم نسمع لهم صراخاً متألماً لأنين أطفال مروحين.. ومن يريد أن يتكلّم عن جورج عبد الله ونضاله عليه أن يمتلك الحد الأدنى من ثقافة المقاومة.
كلام مي شدياق عن المناضل جورج عبد الله وتعليق جهاد المر عليه
وهنا نسأل. أين هي مي شدياق من المناضل جورج عبد الله. وأين هو جهاد المر من المقاوم سمير القنطار؟ ربما هو نكد الدهر الذي سنح للعملاء أن يصبحوا نظّاراً في الحرية والعدالة في وجه المقاومين الشرفاء.
"كل هذا الترويج لثقافة الهزيمة والاستسلام ونكران دور المناضلين وتضحياتهم هو تعبير عن حالة سياسية قائمة في لبنان شهدنا فصولاً مختلفة من ممارساتها، ومن تصريحات هذه المجموعة اللبنانية التي تتبنى هذا الخط. وشهدنا ممارساتها في التعامل مع العدو في سنوات سابقة وفي تسليم المجاهدين الى العدو"، ويضيف القنطار "مي شدياق ومن تمثل نحن نذكرهم دائماً. نذكر كيف سلموا المناضلين الذين أمضوا أجمل سنوات عمرهم في سجون العدو، ونذكر أنهم استقبلوا الاسرائيليين بترحاب وفتحوا مناطقهم للإسرائيليين من أجل أن يقوموا بضرب المناطق الوطنية في ذلك الوقت".
يرى القنطار أن ما صرّحَت به الاعلامية "هو تعبير عن هذه الحالة المتواصلة من ثقافة الاستسلام والعمالة والتنكر للمناضلين وتشويه صورتهم"، كما يضع كلام المر في إطار "التعبير عن الدعاية الصهيونية، وهو بوق صهيوني في هذا البلد ونحن نأسف أن أمثال هؤلاء موجودون بيننا".
ولشقيق المناضل جورج عبد الله موقف في هذا المقام أيضاً. يعتبر جوزيف عبد الله أن "كلام شدياق جدّ مبتذل"، آسفاً لأن النضال والمقاومة أصبحت وجهة نظر"، ومضيفاً "إن القضاء الفرنسي قرر الافراج عن جورج عبد الله، ووزارة الداخلية الفرنسية قررت عدم تنفيذ العدالة، وبالتالي على شدياق أن تختار هل هي مع العدالة الفرنسية والقوانين الفرنسية، ام انها الى جانب خرق القوانين".
وفيما يري عبد الله أن شدياق "تعبّر عن حقد دفين لدى فئة من اللبنانيين كل همّهم هو تبييض صفحتهم مع الادارة الفرنسية"، يلفت الى أنها "تريد أن تنتقم من أصحاب قيم وأفكار مناضلة، جرياً على عادتها في موقفها المؤيد للإستعمار على طول الخط".
وبما أن في لبنان كل شيئ مباح، بما فيه العمالة والتزلّف للأجنبي، والخروج عن المبادئ الأصيلة. يعتبر القنطار أنه "جاء الوقت لتخرس هذه الأصوات، هذا الوطن حقّق انتصارين كبيرين على العدو الصهيوني ولا يجوز أن تبقى هذه الأصوات مرتفعه فيه"، متوجهاً بالدعوة الى الشباب اللبناني "لإخراس هذه الأصوات فهذا البلد لا يتحمّل عملاء جدد، نحن قدمنا آلاف الشهداء ولا يمكن أن يبقى هؤلاء هم الذين يتحدثون جهراً ونهاراً ويؤكدون اصرارهم على أن يكونوا عملاء وأبواق صهيونية في هذا البلد".
حقّاً.. هو مرّ الزمان الذي أتاح للمرّ وشدياق تناول رموز الوطن والنضال.