طائرة الاستطلاع بدون طيار "أيوب" التي استطاعت التحليق في أجواء فلسطين المحلة مسافة 57 كلم لمدة 3 ساعات "حققت خرقاً كبيراً في نظام الدفاع الجوي الاسرائيلي المتطور وخصوصاً القبة الحديدية الذي تم بناؤه في السنتين الأخيرتين بتمويل أميركي تجاوز الـ 600 مليون دولار"، هذا ما يؤكد العميد المتقاعد في الجيش اللبناني الياس فرحات، مشدداً على ان "الطائرة حلقت فوق رادار الدفاع الصاروخي وفوق مراكز سياسية وعسكرية خطيرة جداً وكان ممكن لهذه الطائرة بكل سهولة لو أنها أرسلت في مهمة قتالية أن تقصف أهدافاً خطيرة".
القبة الحديدية:
نظام دفاع جوي متحرك يهدف الى
اعتراض الصواريخ قصيرة المدى والقذائف المدفعية وتشمل المنظومة جهاز رادار ونظام تعقب وبطارية مكونة من 20 صاروخ اعتراضي تحت مسمى (TAMIR). |
يتقاطع كلام فرحات مع رأي العميد المتقاعد سمير الخادم الذي يعتبر ان "الطائرة انعكست سلباً على سمعة الدفاعات الجوية الاسرائيلية التي لم تكتشف وجودها الا بعد فترة، وهذا يدل على تقصير في المراقبة الجوية، كما أثرت على مصداقية مديرية المخابرات العسكرية أو ما يعرف بجهاز "الموساد"، فالذهول الذي أصاب القيادة العسكرية، تجلّى بحسب فرحات "من خلال الاستطلاع الاسرائيلي الكثيف الذي جرى في سماء جنوب لبنان في اليوم التالي لتبني المقاومة الاسلامية عملية الطائرة.
كلام العميدين السابقين في الجيش اللبناني يثبته محلل الشؤون الإستراتيجية والضابط السابق في سلاح الجو الاسرائيلي رؤبين بدهتسور الذي يعتبر أن "اختراق طائرة أيوب للأجواء الاسرائيلية يعد بحسب كل المقاييس المهنية فشلاً ذريعاً للجيش الإسرائيلي، بحسب ما نقلت عنه صحيفة "هآرتس".
هذا النوع من الطائرات أثبت أن هناك قدرة تقنية عالية جداً في صناعتها ومرونة استعمالها، وانطلاقاً من هنا، يلفت فرحات الى أن "أيوب" تسببت بمشكلة كبيرة للطيران الرياضي وطيران التدريب في "اسرائيل"، لانه بحسب ما تسرب فإن القيادة الاسرائيلية اختلط عليها الأمر ما اذا كانت هذه الطائرة طائرة تدريب أو طائرة شراعية، وتبعاً لذلك، فقد تأثر هذا النوع من الطائرات بتدابير اسرائيلية مشددة خوفاً من الطائرات بدون طيار".
وفي سياق النتائج أيضاً، يشير العميد الخادم الى ان خرق الطائرة لدفاعات العدو الجوية فرضت عليه تشديد المراقبة الجوية وزيادة درجة الاستنفار"، وهذا ما يؤكده الخبراء الاسرائيليين الذين اعتبروا أن التعزيز الأول يجب أن يكون في منظومة الكشف التي يجب أن تلاءم نفسها مع أهداف ذات بصمة رادارية صغيرة والحصول على أجهزة إستشعار أخرى قادرة على المساعدة في الكشف المبكر لهذا النوع من الطائرات.
وبما ان "اسرائيل" تدرك أهمية هذه الطائرة التي أصابت نظام الدفاع الجوي الاسرائيلي بصدمة كبيرة، يشدد فرحات على ان طائرة "ايوب" ستكون "سلاح الحرب المقبلة الذي لم يكن في حسبان اسرائيل".
ميساء مقدّم