يعتقد الشيخ قاسم أن سبب تلكؤ الانظمة العربية وتباطئها في اتخاذ تدابير حازمة تمنع تكرار الاساءة "هو الخضوع للطلب الامريكي المباشر"، لكنّ خطوة رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال سليمان اللافتة في قمة ليما ومبادرته الى الدعوة لاستصدار تشريع دولي يحرّم الإساءة إلى الأنبياء (ع)، كانت كفيلة برأب الصدع والصمت العربي ولو جزئياً، لذا يشيد الشيخ قاسم بتحرك سليمان، ويحثّ على المزيد من التحرّكات المشابهة.
ولأن الساكت عن الحق شيطان أخرس، تداعى حزب الله الى تأليف لجنة تعمل على "متابعة ملفّ مواجهة الاساءة للمقدّسات"، وهو يتحضّر لـ"تسليم السفارتين الفرنسية والألمانية في بيروت بياناً يطلب فيه من حكومتيهما وضع حدّ للإساءات"، بموازاة أنشطة أخرى يُعدّ لها تباعاً وتدخل في إطار خطّة متكاملة للوقوف ضدّ المشاريع العدائية للاسلام، ومنها "تكليف مختصين بالقانون الدولي بإعداد أفكارٍ وآليات للانتقال الى المسار التطبيقي".
لبنانياً، ينوّه نائب الامين العام لحزب الله بالقمة الاسلامية المسيحية التي عقدت مؤخراً في بكركي، ويأمل تكرار هكذا مساهمات على اعتبار أنّ "لها وقعاً مؤثراً على طريق الاساءات للأنبياء (ع)".
وعليه، يتحدّث الشيخ قاسم عن "علاقات جيّدة مع البطريرك الماروني بشارة الراعي قابلة للتطوّر"، وعن "هموم مشتركة" تجمع حزب الله بدار الفتوى. أما العلاقة مع رئيسي الجمهورية والحكومة فهي "طبيعية".
انتخابياً، يجدّد الشيخ قاسم تأييده للنسبية، ويتريّث في إعلان موقف حزب الله من المشروع الأرثوذوكسي إفساحاً في المجال أمام مشروع الحكومة ليأخذ حقّه في المناقشة ومنعاً "لاستهلاك احتمالات التفاهم حول بعض القوانين"، وفي الوقت نفسه ينتظر ما سيرشح عن الأفرقاء المسيحيين حول النظام الانتخابي.
الشأن السوري حاضر في كلام الشيخ قاسم الذي يحذّر من أدوار قد تساهم في إلحاق الضرر بالبلاد، ويسمّي حزب "المستقبل" الذي أوغل في توريط لبنان بالأزمة السورية وحاول فتح الحدود على مصراعيها من منطقة الشمال وتوفير بيئة آمنة للمسلّحين في الداخل اللبناني".
ويعبّر سماحته عن قناعة حزب الله بأن "الازمة في سوريا مفتوحة وطويلة الامد لأن فيها تعقيدات إقليمية ودولية غير عادية"، وينصح بعدم جعل "لبنان منصّة أو معبراً يساعد على التدخل الدولي وتخريب الواقع السوري".
موقع "الانتقاد" الاكتروني أجرى مقابلة خاصة مع نائب الامين العام لحزب الله تناولت العديد من الملفّات وهنا النصّ الكامل للحديث:
س: شهدنا مؤخراً إساءة مباشرة الى النبيّ محمد (ص) عبر الفيلم الامريكي - الصهيوني "براءة المسلمين" الذي أثار موجة استنكار شعبية واسعة في العالمين الاسلامي والعربي، برأيكم ما هو السبب الذي يدفع بجهة معيّنة الى التعرّض للمقدسات بشكل متكرر ودائم؟
ج: بدأ الغرب يعيش عقدة حقيقية من عدم القدرة على اختراق الساحة الاسلامية بأفكاره ومنهجه وقناعاته خاصة بعد أن كبُرت الصحوة الاسلامية منذ ثورة الامام الخميني (قده) عام 1979 وحتى الآن. فمن يراقب العالمين الاسلامي والدولي يرى أن الصحوة الاسلامية تنتشر وتتراكم وتولّد نتائج مهمة جداً في استعادة الحضور المؤثر والفاعل للنبيّ الاكرم (ص) وللمنهج الاسلامي.
وقد جرت محاولات خلال المئة عام الماضية لإثبات عدم جدارة وقدرة الاسلام على مواكبة الحياة. جرّبوا ذلك عن طريق الاستعمار المباشر أو عن طريق التوهين بالفكر الاسلامي منذ انتهاء الحرب العالمية الاولى وسقوط الدولة العثمانية الى أواخر القرن العشرين. كان الفشل حليفهم خاصة بعد بزوغ الثورة الاسلامية في إيران. إلا أنهم فكروا بطريقة أخرى للمواجهة فكانت الاساءة للنبيّ (ص) وللقرآن الكريم والمقدسّات الاسلامية التي اعتقدوا أنها يمكن أن تهزّ قدسية الدين الحنيف. هم يتعاملون مع الاسلام كما تمّ التعامل سابقاً مع المسيحية بحسب تصريح أحد المسؤولين عن الصحيفة الفرنسية "شارلي أبدو"، الذي ذكر فيه أننا نريد أن نحطّم القداسة الاسلامية كما حطّمنا القداسة المسيحية في أوروبا، حيث صدرت أفلام ومسلسلات تتناول السيد المسيح (ع) بأسلوب استهزائي وساخر وسيئ جداً.
نحن نرفض تناول السيد المسيح والمسيحية بهذه الاساءة، وأي نبيّ من الانبياء (ع). هذه الخطوات هي خطوات فاشلة وسبّبت ردود فعل متمسّكة أكثر بالمقدسّات وبنبيّ الاسلام (ص) وأحيت الفكر الذي يدعو الى التعرف والارتباط حقيقة بخاتم الانبياء (ص). وهنا قدّم الغرب وأمريكا نفسيهما على أنهما معاديين للفكر والمنطق والرسالات السماوية، وهم لم يعملوا بتوازن أو مساواة بالادلّة، فأمريكا وأوروبا تقفان خلف مشروع رفض معاداة السامية ومعاقبة من يتعرّض للصهيونية أو المحرقة أو اليهودية ولو بكلمة فيها إنكار للمحرقة أو فيها نقاش باحتمال عدم حصولها. هم جاهزون لمعاقبته قانونياً تحت شعار الدفاع عن الحريّات الشخصية، ويتركون المجال أمام الاساءة الى الاديان الاخرى.
س: بالأمس تعرّضت القدس المحتلة أمس لإساءة جديدة من خلال كتابة عدد من المستوطنين الصهاينة شعارات معادية للسيد المسيح (ع) على أبواب دير للرهبان الفرنسيسكان في جبل الزيتون، في أي سياق تضعون هذه الحوادث؟
ج: هناك مخطط متكامل يريد الاساءة للانبياء (ع) وللرسالات السماوية خدمة للصهيونية بشكل أساسي. واذا لاحظنا كيف انطلقت الرسوم المسيئة ومن الذي كتب الإهانة ومن أنتج وصوّر الفيلم المسيء للنبيّ (ص) وربطنا هذه الامور بما حصل بالامس في القدس الشريف، سنجد أن الأيادي الصهيونية تقف خلف كلّ هذه الاعمال إمّا بشكل مباشر أو غير مباشر من خلال السيطرة على دور النشر أو مراكز انتاج الصحف أو الافلام. وكان واضحا أن من كان وراء الفيلم المسيء للنبيّ (ص) له علاقة بالصهيونية، وكذلك بعض الصحف التي تنشر رسوماً كاريكاتورية مسيئة أيضاً للأديان.
س: ماهي الخطّة التي تعدّونها لمزيد من التحركات؟ ومع من تنسّقون خاصة بعد أن تحدّث سماحة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله عن أن موجة الاستنكارات لن تتوقف؟
ج: نحن نعتبر كحزب الله أن هذه الاساءة لرسول الله (ص) هي جزء من مشروع وخطة معادية للاسلام لا بدّ من أن تُواجه بخطة مقابلة، ولا نكتفي بتظاهرات قمنا بها. وتكشف الأيام يوماً بعد يوم أن خطة العداء لمقدّسات المسلمين والمسيحيين كبيرة، ولها مخططون متابعون. لذا شكّلنا لجنة داخل حزب الله مسؤوليتها متابعة ملفّ مواجهة الاساءة للنبيّ (ص) وللمقدّسات. هذه اللجنة تتابع مع الجهات الاسلامية المختلفة وتتواصل معهم وتنسّق خطوات منفردة أو مشتركة، وكذلك تقدّم اقتراحاتها لقيادة حزب الله للقيام بأنشطة متعددة.
هذا الامر سيبرز عملياً من خلال وسائل الاعلام بالتحركات المختلفة ومنها أخيراً قرار اتخذناه بالاتصال ببعض سفارات الدول التي قرّر بعض الاعلاميين فيها نشر رسوم كاريكاتورية مثل السفارتين الفرنسية والألمانية. وهذا سيتمّ بزيارة وفود من حزب الله الى هذه السفارات وتقديم بيان استنكار وطلب من حكومات هذه الدول وضع حدّ للإساءات.
س: رغم توسّع المظاهرات والتحركات الشعبية في عدد من العواصم العربية والاسلامية، لم نشهد أي قمة عربية لبحث هذه المسألة، كيف تنظرون الى هذا الأداء؟
ج: سماحة السيد نصر الله دعا العرب وقمة عدم الانحياز ومجلس الامن وخصوصاً منظمة التعاون الاسلامي والجامعة العربية المعنيتين الرئيسيتين بهذا الامر للتحرك.
هناك جهود مشكورة بذلها وزير الخارجية اللبناني عدنان منصور بهذا الاتجاه، لكن للأسف مستوى التحرك الاسلامي والعربي الرسمي هو دون المطلوب ويكاد يكون معدوماً في كثير من الحالات، حتى أن الامور وصلت الى حدّ صدور دعوات مسؤولة من جهات رسمية لرفض أي تحرك بحجة الخوف من القلاقل والمشاكل والتطورات علماً أنه يمكن اعتماد آليات كثيرة توصل إلى المطلوب مع المحافظة على الوضع الامني وخاصة على المستوى الرسمي.
على الاقلّ لو تحركت الدول العربية التي تربطها علاقات بـ"اسرائيل" لرفض التطبيع أو طرد السفراء الاسرائيليين أو أي شكل من أشكال الاحتجاج لكانوا ساهموا بطريقة صحيحة لمنع الاساءة من جهة، وقاموا بواجبهم من جهة ثانية، لكن للأسف هم خارج السمع واهتماماتهم في مكان آخر. ليس هذا فقط، بل أعتبر أن سبب عدم تحرك بعض الدول العربية والإسلامية هو الخضوع للطلب الامريكي المباشر برفض أي تحرّكات.
س: عُلم أن رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان طـرح مبـادرة في قمة ليما تقوم على إصدار تشريع دولي لتحريم الإساءة إلى الأنبياء (ع)، ما رأيكم بهذه الخطوة؟
ج: رئيس الجمهورية منسجم مع نفسه ومع ما أيّده في اجتماع مجلس الوزراء الذي ناقش رفض الاساءة وضرورة إيجاد التحركات.
خطوة الرئيس سليمان جيّدة ومشكورة، وكلّ خطوة تواجه مشروع الاساءة تعتبر مهمة أكانت رسمية أو شعبية أو عامّة أو خاصة.
س: حزب الله دعا الامم المتحدة ومجلس الامن الى إصدار قرارات تمنع الاساءة الى الأنبياء (ع)، هل نفهم أن الحزب بدأ مرحلة الاعتراف بالقرارات الدولية والمجتمع الدولي بعد تاريخ من القرارات التي لم تخدم سوى العدو الاسرائيلي؟
ج : مجلس الامن هيئة دولية موجودة وأنا لا أميل الى تعبير المجتمع الدولي لأنه في النهاية يعني مجلس الامن الذي يتّخذ قرارات رسمية، وهذا المجلس الذي انتقدناه مراراً وتكراراً، منحاز ومسيّر من قبل الولايات المتحدة في قراراته بشكل عام، لكن اذا استطعنا أن ننتزع من مجلس الامن موقفاً رافضاً للاساءة للمقدّسات فهذا أمر جيّد، وهذا لا يعني أننا نعترف بكلّ قراراته خاصة أننا نقول في العلن إننا ضدّ قرارات مجلس الامن المسيئة، لكن لو صدر قرار جيّد عنه سنقول إنه قرار مناسب ومعقول. على هذا الاساس، إشكالية أننا بذلك نعترف بمجلس الامن لا محلّ لها فهو موجود اعترفنا أم لم نعترف. هنا نحن نطالب جهة موجودة بالقيام بعمل إيجابي، وقد نصل الى هذا الامر وقد لا نصل.
على كلّ حال، لقد كلّفنا مختصين بالقانون الدولي بإعداد أفكارٍ حول هذا الموضوع، لنرى ما هي الآليات المناسبة لنُخرج هذا الامر من إطار الفكرة الى المسار التطبيقي.
س: على صعيد لبنان، عُقد لقاء إسلامي مسيحي في بكركي استنكر الاساءة للأديان، كيف تقيّمون هذه القمة الروحية؟
ج: القمة الاسلامية المسيحية التي رفضت الاساءة للنبيّ (ص) قامت بعمل جيّد، وهي جزء من المساهمات التي نؤيّدها وندعو الى المزيد منها لتصبح مؤثرة بمجموعها لوضع حدّ لما يسلكه الغرب في طريق الاساءات للأنبياء (ع).
س: من هنا نسأل عن بعض التفاصيل اللبنانية، كيف هي علاقتكم ببكركي اليوم؟
ج: التواصل بين حزب الله وبكركي على أعلى المستويات، ومع البطريرك الماروني بشارة الراعي مباشرةً، وتوجد لجنة ثنائية بين الجانبين تجتمع وتناقش عدداً من القضايا.
نشترك مع بكركي في العديد من المواقف، وقد سبق أن رحّبنا واستقبلنا غبطة البطريرك في البقاع والجنوب، وعبّرنا عن هذا التعاون في إطار مصلحة لبنان، لذا العلاقة بين حزب الله وبكركي علاقة جيّدة وقابلة للتطوّر.
س: وكيف هي العلاقة بدار الفتوى؟
ج: أيضاً علاقتنا بدار الفتوى جيّدة خاصة أن همومنا مشتركة والاستهدافات مشتركة. تحصل لقاءات بين حين وآخر من خلال وفود تزور سماحة المفتي الشيخ محمد رشيد قباني. ومن خلال التصريحات التي يُطلقها المفتي تأييداً للمقاومة ودعماً للمسلمين والتأكيد على وجوب الوقوف بوجه هذه الحملة المسيئة للنبيّ، نجد أنفسنا مشتركين في رؤية واحدة.
س: وماذا عن العلاقة مع رئيسي الجمهورية والحكومة (نجيب ميقاتي ) لا سيّما بعدما تردّد أن سوريا عاتبة بشدّة على الحكومة اللبنانية، وما سرّب من دمشق أنه لولا أن حزب الله موجود في الحكومة لكان لها كلام آخر؟
ج: علاقتنا مع رئيسي الجمهورية والحكومة تسير بشكل طبيعي فنحن جزء من مجلس الوزراء وتوجد قضايا لا بدّ من متابعتها في هذا الاطار.
إضافة الى ذلك هناك اتصالات ولقاءات بين ممثلين عن حزب الله مع الرئيسين سليمان وميقاتي كلاًّ على حدة تتعلق بالملفات ذات الاهتمام المشترك والتي نرى أنه من الضروري أن نناقشها وأن نتابعها معهما.
س: هل يعني هذا أنّكم راضون على تعاطي الحكومة مع الشأن السوري؟
ج: في المسألة السورية الحكومة قرّرت النأي بالنفس عمّا يحصل، وهذا له ترجمته في أداء الأجهزة السياسية والأمنية. بشكل عام نحن مقتنعون بهذا التوجّه لدى الحكومة. انتقادنا الاساسي لجماعة 14 آذار وخاصة حزب المستقبل الذي أوغل في توريط لبنان بالأزمة السورية وحاول أن يفتح الحدود على مصراعيها من منطقة الشمال وأن ويوفّر بيئة آمنة للمسلّحين في الداخل اللبناني وكذلك ساهم مساهمة كبيرة في تهريب السلاح الى سوريا فضلاً عن التمويل والمواكبة للقتال في سوريا. هذا النوع من التورّط الذي انتهجته جماعة 14 آذار يسبّب مشكلة حقيقية يتضرّر منها لبنان بشكل أساسي ولا يستفيد من زجّ نفسه في الأزمة السورية التي هي مفتوحة وطويلة الامد وفيها تعقيدات إقليمية ودولية غير عادية.
لذا الافضل لسوريا شعباً ونظاماً ألا تجعل لبنان لا منصّة ولا معبراً ولا موقعاً معادياً لسوريا ومساعداً على التدخل الدولي وتخريب الواقع السوري.
س: بالانتقال الى الملفّ الانتخابي، هل تعتقدون حقاً أن ما يجري في اللجان النيابية المشتركة والتي من المفترض أنها تدرس مشروع وقوانين الانتخاب مضيعة للوقت وثرثرة؟
ج: كان من المفروض أن تكون النقاشات داخل اللجان المشتركة مبنية على تحليل الأنظمة الانتخابية المقترحة بالدليل والبرهان والإقناع، لكن ما شهدناه أمس هو أن الحديث يجري عن كلّ شيء إلا عن قانون الانتخاب لأن الاجتماع تحوّل الى منبر للمواقف السياسية، وهناك تصلّب من قبل عدد من الافرقاء على أفكار ثبُت بالدليل فشلها.
س: بالنسبة الى اقتراحات القوانين المقدّمة، فريق 14 آذار يركّز حالياً على طرح الدوائر الخمسين فما هو موقفكم من ذلك؟
ج: اقتراح الدوائر الخمسين، اذا كان الهدف من تقديمه من جهة مسيحية إنصاف المسيحيين فهو يسيء إليهم أكثر من قانون الستين ويأتي لهم بثمانية عشر نائباً. واذا كان المقصود تحقيق الغلبة السياسية فنقول إن الغلبة يجب أن تكون وفق القانون واحترام الدستور وليس بالتشبيح ومحاولة فرض قانون لا ينسجم مع القواعد الدستورية.
نحن نعتبر أن المنطق الصحيح هو أن تكون الانتخابات مبنية على إعطاء الفرصة لجميع الناخبين ليعبّروا عن أصواتهم وأن يستثمروا هذه الأصوات بالتمثيل الفعلي، وهذا لا يتحقق إلا من خلال النسبية.
أما المحادل المُصادرة للآراء أو الإمكانات المالية التي تشتري الضمائر أو تُغلّب طوائف على طوائف أخرى من خلال قوانين انتخابات لا تجعل النواب ممثلين حقيقيين للشعب فستؤدي الى الخراب.
س: هل تؤيّدون ما يردّده دائماً الرئيس نبيه بري حول أنه مع أي اتفاق مسيحي يحصل على قانون الانتخاب؟
ج: نحن ننتظر أولاً ما الذي سيقوله المسيحيّون وبعد ذلك نبدي رأينا بشكل واضح في الاقتراح المقدّم.
س: هل صحيح ما أشيع عن موافقتكم على طرح المشروع الارثوذوكسي؟
ج : من المبكّر الحديث عن غير مشروع الحكومة. نحن دائماً في صفّ النسبية والافضل النسبية وفق الدائرة الواحدة، فاذا كانت هناك مشاريع أخرى فلا بدّ من مناقشتها بعد أن ننتهي من مناقشة مشروع الحكومة اذا استطعنا الوصول مع الآخرين في البلد الى قواسم مشتركة، لذا من الافضل عدم الدخول في تفاصيل كلّ مشروع مطروح وإلا سيكون مضيعة للوقت واستهلاكاً لاحتمالات التفاهم التي نفضّل أن تجري في نقاشات هادئة بعيداً عن الاعلام.
س: بحسب معطياتكم، الانتخابات ستجري في موعدها أم خيار التمديد للمجلس النيابي الحالي مرجّح أكثر في هذه المرحلة؟
ج : لو كنت أعلم الغيب لاستكثرتُ من الخير. نحن نعمل على أساس أن الامور تتجه بشكل طبيعي والانتخابات ستجري في موعدها لكن هل يضمن أحد ويعرف ماذا سيخبئ المستقبل؟ وما هي التطوات التي ستطرأ في المنطقة وكيف ستؤثر على لبنان؟ لا أحد يعلم.
س: هل من الممكن أن تكون الامور مرهونة بالحدث السوري؟
ج : نحن نتصرف بشكل طبيعي وعادي، أما المستقبل فالعلم به عند الله سبحانه وتعالى.
إعداد : لطيفة الحسيني
تصوير عصام قبيسي