الانتقاد-اصفهان-مختار برتو
شهدت مدينة أصفهان الحضارية الايرانية على مدى يومين إقامة المؤتمر والمهرجان الدولي الثالث للمقاومة الاسلامية بمشاركة ممثلين عن 25 دولة وحزب الله، حركة أمل، حماس، الجهاد الاسلامي، ووزير الثقافة في الحكومة الفلسطينية المنتخبة بغزة، وكذلك شخصيات ايرانية رفيعة المستوى، حيث أكدت كلمات المشاركين على أهمية دعم المقاومة في مواجهة الظلم والعدوان الصهيوني والاستكبار العالمي.
وخلال حفل اقتتاح المؤتمر، أكد الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله في رسالة وجهها أن المنظمات الدولية لم تقم بواجباتها تجاه فلسطين، مشيرا الى ان الموقف التاريخي للامام الخميني (رض) بالدعوة الى تشكيل المقاومة الاسلامية كان أداء لتكليف شرعي واخلاقي.
وأكد السيد حسن نصر الله في هذه الرسالة التى ألقاها نيابة عنه سماحة الشيخ على جابر عضو المجلس المركزي في حزب الله،أن لبنان وفلسطين ليس امامهما سوى التوكل على الله والصمود لاسترجاع اراضيهما المغتصبة من العدو الصهيوني. واشار الى ان المقاومة الاسلامية في لبنان متمسكة بتحرير الاراضي والمقدسات الاسلامية.
ولفت الأمين العام لحزب الله الى انه في عام 2000 وقع حدث هام بالنسبة للعالم العربي والدول الاسلامية وهو ان لبنان الدولة الصغيرة والضعيفة استطاعت إلحاق الهزيمة بالكيان الصهيوني وارغام جيش الاحتلال على الهروب.
ولفت نصرالله الى انه في عام 2006 شنت حرب عالمية بمعنى الكلمة على المقاومة اللبنانية، ومع ذلك فقد لقي الكيان الصهيوني هزيمة منكرة بالرغم من امتلاكه السلاح والعتاد.
وأشار الى انه استنادا الى اعترافات الكيان الصهيوني، فإن لبنان قاوم بدون امتلاكه اية امكانيات، وانتصر بفضل الله.
واشار الامين العام لحزب الله الى ان المقاومة الاسلامية استطاعت تكريس ثقافة المقاومة في مواجهة الكيان الصهيوني وامريكا والغرب بحيث ادت الانتفاضة في فلسطين وتحرير معظم الاراضي اللبنانية في عام 2000 وانتصار غزة في عام 2008 ، الى الشعور بالعزة والثقة بالنفس في العالم العربي.
واعتبر السيد حسن نصر الله ان ثقافة المقاومة تعني وقوف الحق بوجه الباطل ومواجهة دعايات الادارة الامريكية، مشيرا الى ان المقاومة في لبنان استطاعت من خلال الجيش والشعب الصمود وهو مؤشر على القوة في لبنان.
من ناحيته، أكد سماحة آية الله مهدوي كني رئيس مجلس خبراء القيادة في رسالة وجهها إلى المؤتمر على أن موضوع تحرير القدس الشريف والمقاومة الاسلامية في لبنان وفلسطين ضد العدو الصهيوني تعد أهم قضية في العالم الاسلامي.
وأضاف الشيخ مهدوي كني أنه يجب على الجميع أن يدعموا المقاومة الاسلامية ويساعدوا الشعب الفلسطيني في إعادة حق هذا الشعب المظلوم من الكيان الصهيوني الغاصب وأن مصلحة الامة الاسلامية تكمن في دعم هذه المساعي.
ولفت رئيس مجلس خبراء القيادة أن من خلال اتخاذ الثورة الاسلامية في ايران قدوة وكذلك التحرك على نهج الامام الخميني الراحل و الامام الخامنئي دام ظله سيكون بامكاننا أن ندافع عن الاسلام والمسلمين في جميع الساحات.
بدوره، أكد علي اكبر ولايتي مستشار آية الله العظمى الامام الخامنئي للشؤون الدولية أن الثورة الاسلامية في ايران هي بداية حركة الصحوة الاسلامية.
وأضاف ولايتي أن الانتفاضة الفلسطينية والمقاومة الاسلامية في لبنان إتخذت الثورة الاسلامية قدوة لها وأن مقاومة الشعب الفلسطيني في غزة هي استمرار لهذه المقاومة التى لن تقبل أي عملية تسوية مع الكيان الصهيوني.
وصرح ولايتي أن الدول التي تضررت من الصحوة الاسلامية في الدول العربية والاسلامية تسعى اليوم أن تقوم باجراءات ضد هذه الدول ولذلك نرى إنها اليوم تستهدف سورية.
ووصف مستشار الامام الخامنئي سورية بالحلقة الذهبية للمقاومة ضد الكيان الصهيوني، مشيرا إلى أن سورية تدفع اليوم ثمن دعمها للمقاومة.
ورأى أمين عام المجمع العالمي للصحوة الاسلامية أن الكيان الصهيوني وحلفاءه يسعون إلى جر سورية إلى الأزمات باعتبارها حلقة وصل لتقديم المساعدات للفلسطينيين والمقاومة، مؤكدا أن الانجازات التي حققتها المقاومة في جنوب لبنان وفلسطين ما كانت لتتحقق من دون الدعم الذي تلقته من سورية، ودعا ولايتي العالم الاسلامي إلى دعم سورية في مواجهة المؤامرة الصهيونية التي تحاك ضد هذا البلد المقاوم.
من جهته، قال الشيخ محمد حسن اختري رئيس المهرجان والمؤتمر الدولي للمقاومة الاسلامية في كلمته خلال المؤتمر أن الامام الخميني(قده)هو من احيا فكر المقاومة ومناهضة المستكبرين وأن جذور المقاومة في فلسطين ولبنان تعود إلى الثورة الاسلامية في ايران.
وذكر اختري أن انتصارات المقاومة خلال الاعوام الأخيرة قد وضعت الكيان الصهيوني في وضع مآساوي في النواحي السياسية والاقتصادية والعسكرية وأنها هزت أركان هذا الكيان الغاصب.
من جانبه، تحدث محسن رضايي أمين مجمع تشخيص مصلحة النظام عن نظرية الاقتصاد المقاومة ودورها في مواجهة العقوبات الاستكبارية والغربية.
وطالب رضايي الدول الاسلامية أن تتخذ الاقتصاد المقاومة قدوة لها وأضاف أن الشعب الايراني اختار الاقتصاد المقاوم للعبور من العقوبات الغربية المفروضة ضد الجمهورية الاسلامية الايرانية.
من ناحيته، قال وزير الخارجية الايراني علي أكبر صالحي خلال كلمته في هذا المؤتمر أن الامام الخميني (قده) من خلال اعلان يوم القدس قد أحيا قضية فلسطين والقدس الشريف.
وذكر وزير الخارجية الايراني أن شجرة يوم القدس بدأت أن تقدم ثمارها ونحن نشهد نتائج هذا الامر خلال انتصارات المقاومة والصحوة الاسلامية.
كما تحدث كل من السفير السوري، سفير فلسطين وممثلي حركة "الجهاد" و"حماس" وكذلك حسن قبلان ممثل حركة أمل عن أهمية هذا المؤتمر وأهدف وتطلعات المقاومة ضد الكيان الصهيوني.
هذا وقد تمحورت المواضيع التي ناقشها المؤتمر في لجنتي المقاومة الاسلامية والصحوة الاسلامية حول عدة مواضيع منها استراتيجية الصحوة الاسلامية، مسار زوال الكيان الصهيوني بعد سقوط الديكتاتوريات في مصر وتونس،الصحوة الاسلامية ومناهضة الاستكبار العالمي، وحدة الفلسطينين وحق عودة اللاجئين،الشعوب الثورية ودعمها للمقاومة، دور ومكانة مدينة اصفهان في دعم المقاومة ودراسة الآفاق المستقبلية للمقاومة الاسلامية.
وخلال الحفل الختامي للمؤتمر والمهرجان الدولي الثالث للمقاومة الاسلامية التي أقامته مؤسسة صبح قريب الدولية بتعاون مع بلدية اصفهان،تم تكريم الفائزين بالاقسام الثقافية والادبية المختلفة في المهرجان، كما تم إزاحة الستار عن الكتاب الخاص بالمؤتمر الرابع حيث يحتوي على سلسلة مقالات المشاركين في القسم العلمي للمؤتمر.
هذا وعلى هامش المؤتمر الدولي الرابع للمقاومة الاسلامية إلتقت "الانتقاد" عدد من الشخصيات المشاركة في المؤتمر، فقال الشيخ علي جابر ممثل الامين العام لحزب الله في حديث لـ "الانتقاد":"أن هذا المهرجان والمؤتمر هو كان مهرجاناً فكرياً وحماسياً حيث بحث موضوع المقاومة في لبنان وفلسطين ومواضع المقاومة في العالم الاسلامي".
وأضاف الشيخ علي جابر أن هذا النوع من الفعاليات والأنشطة هامة جداً لأجل تعميق وتعزيز ثقافة المقاومة وارتباط الأمة بهذا الخيار الاساسي والصحيح والمجدي وأن هذه المقاومة أثبتت في لبنان وفلسطين أنها قادرة على تحقيق الانتصار تلو الانتصار وأنها ترتبط بالهوية والثقافة الاساسية للأمة وهي هوية وثقافة الاسلام وأن هذا المهرجان اليوم هو في سياق هذا التعزيز والدعم للمقاومة في كل الأمة.
من ناحيته، قال الدكتور سيد محمد حسيني وزير الثقافة والارشاد الاسلامي في ايران في حديث لـ "الانتقاد" أن مثل هذه المؤتمرات الذي يشارك فيها مثل هذه الشخصيات المفكرة الداعمة للمقاومة لها تأثير كبير في دعم وترويج ثقافة المقاومة.
وأضاف حسيني أن "الترويج لثقافة المقاومة من خلال الثقافة والفن سيكون له تاثيراً عميقاً في النفوس وعلينا أن نستخدم الفن ومنه السينما للكشف عن جرائم الكيان الصهيوني وعرض مظلومية الشعب الفلسطيني والشعوب التي تقاوم الاحتلال".
من جانبه، قال حسن قبلان عضو المكتب السياسي لحركة "أمل" في حديث لـ "الانتقاد" أن نجاح هذا المؤتمر الذي جاء تحت عنوان المقاومة الاسلامية في دورته الثالثة وبعد نجاح قمة دول عدم الانحياز يعبر عن حيوية داخل المؤسسة الايرانية والشعب الايراني والتفافه وثباته على العناوين والاطروحات التي قامت عليها الثورة الاسلامية المباركة وفي مقدمتها قضية المقاومة وفلسطين.
وأضاف قبلان أن مجمل النصوص التي قدمت في المؤتمر والمداولات تشير إلى هذه الحيوية وهذه الروح الوقادة التي لم تخبوا على الرغم من مرور 33 عاما على الثورة الاسلامية وكأن الحدث الثوري مازال في بداياته وأن قضية فلسطين حاضرة حضوراً منقطع النظير لدى القائمين على هذا المؤتمر وجميع شرائح الشعب الايراني.
من جانبه، قال علي طهراني مقدم المدير التنفيذي للمهرجان في حديث لـ "الانتقاد" أن هذا المؤتمر جاء في مرحلة هامة ومصيرية تمر بها منطقتنا والعالم الاسلامي وأنه جاء كذلك بعد أيام قليلة من قمة عدم الانحياز في ايران، حيث أن المؤتمر الدولي للمقاومة الاسلامية يهدف لنشر ثقافة المقاومة ودعم الشعوب التي تواجه المستكبرين، وأعرب طهراني مقدم عن أمله بأن تصب نتائج هذا المؤتمر في خدمة ودعم محور المقاومة والممانعة.
من ناحيته، قال ناصر أبو شريف ممثل حركة "الجهاد" الاسلامي في حديث لـ "الانتقاد" أن المقاومة هي ليست فعل عسكري بل هي فعل ثقافي وحضاري نقوم به من أجل انهاض وتوحيد الأمة.
وأضاف أن مثل هذه المؤتمرات هي خطوات إلى الامام ونحن نجتمع سنة وشيعة في خط واحد لمواجهة المشروع الغربي، مشيراً إلى أننا نجتمع من أجل توحيد الأمة في هذا الاتجاه ومواجهة مساعي الأعداء لخلق الخلافات بين الأمة الاسلامية.
وطالب أبوشريف باستمرار مثل هذه المؤتمرات في جميع العالم الاسلامي من أجل دعم القضية الفلسطينية والمستضعفين في العالم.