"الرحلة" نظمتها الجمعية اللبنانية للفنون "رسالات" ضمن البرنامج الاستكشافي لثغور المقاومة ـ المسير. إنطلقنا في المسير من مليتا، المعلم السياحي الجهادي، اختبرنا دهشة الزوار في مليتا، معلمٌ شاهد على النصر، منّا من رآه قبل، ومنّا من اختبر الوجود فيه للمرة الأولى، ولكن انظار المشاركين من ممثلين للفعاليات الشبابية في الاحزاب اللبنانية واعلاميين، كانت تتجه نحو ثغور المقاومة والمقاومين الذين سنلتقيهم هناك.
استقبلنا أحد قياديي المقاومة، بعدما رافقتنا سيارات رباعية الدفع طيلة الطريق إلى أحد المواقع العسكرية، وهناك كان في انتظارنا قادة ميدانيون وعدد كبير من المجاهدين، قدّموا لنا وروداً مرفقة برسالة محبّة موجّهة للاعلاميين... وصفونا في رسالتهم بـ" شركاء النصر!! وأنصار المقاومة".
هناك، أصبحنا في عالم آخر، عالم المقاومة.. في كل زاوية هناك شيء ما، وفي الاعلى نقطة دفاع جوّي للمقاومة، مشغّلة على مدار الساعة لا تنام، المسير الى نقطة الدفاع الجوي طويل وصعب، ولكن المقاومين لم يميزوا ذلك فهم معتادون على سلوكه ذهاباً وإياباً عدة مرات في اليوم الواحد ليلاً ونهاراً، فقالوا من يريد ان يسلكه على الاقدام يمكنه ذلك، ومن يريد ان يركب بالآلية فليتفضل..
معظمنا استحى الركوب بالآلية.. ولم نكد نكمل ربع الطريق حتى استسلمنا.. وانتظرنا الآلية كي تقلّنا، فدرب العلى فعلاً جهاد ومشقّة.
إستكملنا مسيرنا، وقامت المقاومة بإطلاعنا على الاسلحة النوعية التي تم استخدامها في حرب تمّوز، من صواريخ ودفاعات جوية ومضادات للدروع والآليات، ربما هي المرّة الاولى التي تكشف المقاومة عن أسلحة لها ضمن محور حقيقي وموقع حقيقي لها في الجنوب، كما رأينا نموذجاً رائعاً للجهوزية العسكرية العالية التي يطبقها المجاهدون، إذ نفّذت احدى المجموعات انتشاراً واسعاً منذ لحظة وصولنا، دون علمنا، وقاموا بمحاكاة الاستعداد لتقدم مجموعة كومندوس اسرائيلية، وبعدها قام احد قادة المقاومة بإطلاعنا على تفاصيل الكمين الذي اعدّته المقاومة، وكيفية الانتشار والتحرك الخفي الذي اثار دهشتنا واعجابنا ! كنّا نمر جنبهم دون ان نلحظ وجودهم..
تشاركنا الطعام الذي أعده المجاهدون بأيديهم، طعامهم لذيذ رغم بساطته، تناولنا بعض الفاكهة وكوباً من "الزهورات" التي تنبت بين صخور تلك المنطقة الجبلية، لنعود ادراجنا بإتجاه مليتا، وتبدأ الاحاديث بين المشاركين في المسير، حول المقاومة والمقاومين وحرب تموز والجهاد والشهادة والأسلحة والجهوزية وكلّ شيء صادفناه واختبرناه لتكون التجربة الأكثر اثارة في حياتنا...
أدمعتم عيوننا فخراً يا شباب المقاومة.