دخل الأسير الفلسطيني (خضر عدنان) شهره الثالث في الإضراب عن الطعام؛ رفضاً لسياسة "الاعتقال الإداري" التي تتبعها سلطات الاحتلال "الإسرائيلية" لكسر إرادة المناضلين وتركيعهم.
وعلى الرغم من تدهور وضعه الصحي بصورة خطيرة، يصر عدنان على مواصلة مسيرته حتى الاستجابة لمطالبه العادلة، وفق ما صرّحت محامية وزارة شؤون الأسرى برام الله حنان الخطيب التي لفتت عقب زيارته إلى أنه يتمتع بإرادة قوية، رغم شدة مرضه، وأنه يواظب على تلاوة القرآن الكريم، وأداء الصلاة في فراشه داخل إحدى الغرف بمشفى "زيف" "الإسرائيلي" شمال فلسطين المحتلة عام 1948.
من جهتها حذرت حركة "الجهاد الإسلامي" وعبر القيادي فيها خالد البطش من أن الاحتلال اتخذ قراراً بتصفية الأسير عدنان عبر تثبيت قرار الاعتقال الإداري الصادر بحقه لمدة أربعة أشهر، وتجاهل التدهور الحاد في صحته.
كما أوضح البطش أن هذا القرار يتضمن رسائل واضحة؛ في مقدمتها: محاكمة رموز الشعب الفلسطيني وقتلهم بصورة بطيئة لتفادي ردّ الفعل على كل المستويات.
لقاء طال انتظاره
السلطة الفلسطينية من جهتها، نجحت في الحصول على تصريح يقضي بالسماح لعائلة "عدنان" بزيارته في المستشفى للوقوف على مستجدات حالته، في وقت شهدت فيه العديد من محافظات الضفة الغربية وقطاع غزة سلسلة فعاليات جماهيرية نصرة للأسرى، وتنديداً بتواطؤ المؤسسات العالمية المعنية بحقوق الإنسان؛ وعلى رأسها: "بعثة الصليب الأحمر"؛ بسبب تجاهلها الفاضح لمعاناة المعتقلين، وفي هذا الإطار انتقد النائب الثاني لرئيس المجلس التشريعي د. حسن خريشة استخدام الكيان لذريعة "الملفات السرية" على نحو واسع لمعاقبة الفلسطينيين، وزيادة وتيرة التنكيل بهم.
وأضاف حريشة أن صمود الأسير عدنان ومعاناته يستوجبان من المجموع الوطني والإسلامي العمل على طي صفحة الانقسام.
أما النائب عن "كتلة التغيير والإصلاح" البرلمانية التابعة لحركة "حماس" رياض رداد فقال: "إن إضراب الأسير عدنان أثبت للعالم بأن كرامة الإنسان الفلسطيني لا يمكن أن تداس، وأن حريته قادمة مهما كان الثمن".
وفي السياق ذاته، طالب مدير مركز الأسرى للدراسات رأفت حمدونة بالعمل على كافة المستويات القانونية والإعلامية والجماهيرية لدعم هذه المعركة النضالية خلف القضبان.
تساؤلات مشروعة؟!
كما طالب حمدونة في بيان صحفي تلقت "الانتقاد" نسخة منه الصليب الأحمر والمنظمات الحقوقية والإنسانية بالعمل على تطبيق الاتفاقيات الخاصة بالمعتقلين للحفاظ على أرواحهم وكرامتهم.
هذا وأدان مدير مركز "حريات" لحقوق الإنسان حلمي الأعرج، صمت المجتمع الدولي، وعدم تجاوبه مع الرسائل التي سُلّمت بصورة مباشرة للأمين العام للأمم المتحدة (بان كي مون) حول وضع الأسير المضرب عن الطعام خضر عدنان؛ في حين أكد رئيس لجنة الحريات العامة داخل الأراضي المحتلة عام ثمانية وأربعين قدري أبو واصل أنه لم يعد هناك مجال للقبول بحالة الصمت المطبق التي تمارسها بعثات الصليب الأحمر تجاه ما يتعرض له الأسرى من جرائم وانتهاكات يومية.
وفي حديث لـ"الانتقاد" لفت أبو واصل إلى أن هناك تقاعساً كبيراً في أداء تلك البعثات الدولية؛ مقارنة مع ما تقوم به في مناطق أخرى من العالم، متسائلاً "إلى متى ستبقى "إسرائيل" خارج نطاق المحاسبة؟؟".
من جهته طالب أستاذ العلوم السياسية بجامعة النجاح الوطنية البروفسور عبد الستار قاسم بضرورة التخلي عن سياسة الاستنجاد بالأنظمة العربية والمنظمات الأممية، والذهاب نحو تبني "إستراتيجية التبادل" كما جرى مع الجندي "الإسرائيلي" جلعاد شاليط، على اعتبار أن هذه هي الطريقة الوحيدة التي تُركّع الاحتلال وتُمرّغ أنفه في التراب.
"الانتقاد" - فلسطين المحتلة