عبد الناصر فقيه
ينعقد مؤتمر "هرتسيليا" أحد أهم المؤتمرات الأمنية الإستراتيجية لـ"إسرائيل"، والذي يسعى إلى مساعدة كيان العدو في تحديد المخاطر الأمنية التي تحيط به وكيفية مواجهتهافي فلسطين المحتلة في الفترة الممتدة بين 30 كانون الثاني/ يناير و2 شباط/ فبراير، بمشاركة عدد كبير من القادة الصهاينة في المستويات السياسية والعسكرية والاقتصادية، وحضور شخصيات دولية ذات تأثير وازن من بينها رؤساء ووزراء أوروبيون وكبار المسؤولين في مؤسسات ومنظمات اقتصادية عالمية، وكان أمراً لافتاً مشاركة بعض العرب من قطر والأردن والسلطة الفلسطينية بالمؤتمر في مشهد تطبيعي يتقاطع مع ما جرى تناوله علناً مرة عبر إعلان مجلس التعاون الخليجي عن خطر إيراني مزعوم، بالتطابق مع دعوات صهيونية للتحالف بين العرب و"إسرائيل" في مواجهة "خطر إيراني مشترك".
الكاتب السياسي الفلسطيني، والباحث في الشؤون الإسرائيلية، المقيم في دمشق، تحسين الحلبي تحدث إلى موقع "الانتقاد" الالكتروني، فأكد أن "هاجس مؤتمر "هرتيسيليا" الأول هو مواجهة تحدي محور المقاومة مع تزايد قوتها، والممانعة في ظل صمودها"، وأشار الحلبي إلى أن "اللافت هو نوعية المشاركة العربية في المؤتمر، التي تكشف عن تمظهر محور جديد متحالف مع "إسرائيل" ينطلق من الدوحة ليصل إلى رام الله مروراً بعمان"، ورأى الكاتب الفلسطيني أن "من أهم المواضيع التي سيتناولها المؤتمر هي: أولاً الأزمة الاقتصادية العالمية وأثرها على الكيان الصهيوني، وثانياً قيمة "إسرائيل" الحالية استراتيجياً بالنسبة إلى الولايات المتحدة، وهل دور حماية المصالح الأميركية في المنطقة الذي كان يلعبه الكيان ما زال قائماً؟ وثالثاً ملف التجاذب السياسي والعسكري والأمني بين تل أبيب وواشنطن وطهران، ورابعاً حركات المقاومة (حزب الله، حماس) وتأثرهما في التحولات القائمة ضمن ما يسمى بالربيع العربي".
واعتبر الحلبي أن "المستجد الأبرز في مؤتمر هذه السنة هو كيفية التعامل مع التحولات العربية والنظرة إلى الملف الإيراني، وتحدث الكاتب الفلسطيني عن "جدول أعمال إسرائيلي ـ أميركي ـ أوروبي تتآلف معه بعض الأنظمة العربية ضد طهران"، ونبَّه الحلبي إلى أن "ما يجري الإعداد له في المؤتمر كناية عن تحضير الوعي الشعبي العربي للقبول بهذا التآلف"، وأوضح أن "المقترحات التي سيتم تقديمها خلال مناقشات المؤتمر، والمداولات التي سيقوم بها المشاركون ستوصي بالعمل على الترويج لخطة إعلامية تنفذها وسائل الإعلام المتعددة الناطقة بالعربية"، ولفت إلى أن "الهدف من هذه الخطة مخاطبة الوجدان الشعبي من أجل قبول إيران كعدو أول من جهة، والعمل على الترويج للفتنة الطائفية من جهة ثانية، وهما مطلبان إسرائيليان بامتياز".
وشرح الحلبي مشيرا الى أن "المؤتمر سيتطرق إلى التحولات العربية، وكيفية استفادة "إسرائيل" منها وتقليص الأضرار الناجمة عنها على الكيان الصهيوني"، وإذ قال إن "دور المشاركين العرب يخدم الترويج لمبدأ عدم التعارض بين ما يسمى الربيع العربي، والسلام مع كيان الاحتلال" إلا أنه لاحظ "ضعفاً في التمثيل العربي على مستوى بلدان الثورة ما عدا مصر التي قدم منها مشارك واحد بصفته الدولية، لأن لا أحد من بلدان الثورات العربية يجرؤ على التطبيع في ظل هذه الظروف مع العدو الإسرائيلي"، وأبدى الحلبي استغرابه "لتمثيل قطر في المؤتمر بإحدى الشخصيات، في الوقت الذي لا يوجد اتفاقية تطبيع مباشرة مع كيان الاحتلال، وهو ما يدل على وجود علاقات خليجية إسرائيلية سرية"، ليقارن مع الجانب التركي الذي "ابتعد عن هذا المؤتمر حرصاً على مظهره، وكي لا تثبت عليه تهمة المشاركة في المؤامرة على سوريا"، واعتبر الحلبي أن مشاركة الأردن والسلطة الفلسطينية "لا تعدو كونها أكثر من زينة ديكور للمؤتمر، بما يجعل "إسرائيل" تبدو حريصة على السلام ومستمرة بالتفاوض مع الفلسطينيين".
وتحدث الكاتب الفلسطيني عن المشاركة الأوروبية في مؤتمر "هرتسيليا"، فكشف أن "الهدف منها التعاون مع حكومات أوروبا، للعمل على مكافحة نشاط بعض المنظمات غير الحكومية في القارة العجوز، التي تعمل على نزع الشرعية القانونية والأخلاقية للكيان الصهيوني"، وأضاف أن "العلاقات الأوروبية ـ الإسرائيلية وكيفية تطويرها ستكون محور نقاش بعد التجاذب السياسي بين الجانبين في الآونة الأخيرة"، وكشف الحلبي في هذا الصدد أن "الدولة التركية عرضت فيلماً وثائقياً عمّا يسمى بالمحرقة (الهولوكوست) تزامناً مع إحياء يوم "المحرقة" الدولي الذي أقامته الأمم المتحدة في مقرها بنيويورك يوم الجمعة الماضي (27 كانون الثاني/يناير)"، وعزا الكاتب الفلسطيني الأمر إلى أن "أنقرة أحبت أن تخفف ضغط اللوبي الصهيوني عليها عبر بوابة باريس، بعد أن أقر مجلس الشيوخ الفرنسي قانوناً يجرم إنكار حصول "الإبادة الأرمنية" زمن الحكم العثماني"، ولفت إلى أنها "المرة الأولى التي يعرض مثل هذا الفيلم في دولة مسلمة، وقد مر العرض من دون ضجة شعبية، نظراً لأن الجمهور التركي يعي أن حكومته تعاني من الضغط الأوروبي في خصوص ملف الإبادة الأرمنية"، ليخلص الحلبي إلى أن هذا الضغط هو " إحدى ثمرات التعاون الأوروبي ـ الإسرائيلي الذي تمر التحضير له في مؤتمرات مشتركة سابقة ومن بينها مؤتمر هرتسيليا".
نبذة عن المشاركين العرب في مؤتمر "هرتسيليا" المعلن عنهم:
1. الأمير الحسن بن طلال، ولي عهد الأردن من عام 1965 إلى 25 يناير 1999، وهو الابن الأصغر للملك طلال والملكة زين الشرف. اختاره أخوه الملك حسين الراحل وليًا للعهد في نيسان/ أبريل 1965، واستمر متقلدًا مهامه حتى عزلة في 25 كانون الثاني يناير 1999، وتصفه الدوائر الغربية بأنه "من المفكرين والاقتصاديين المتميزين" العرب، وله حضور واضح بالندوات والمؤتمرات الفكرية والاقتصادية العالمية التي تتواءم مع الأفكار الغربية، سيشارك بكلمة خلال افتتاح مؤتمر هرتسيليا عبر شاشة نقل مباشر.
2. صائب عريقات كبير المفاوضين الفلسطينيين في عملية التسوية مع الكيان الصهيوني منذ العام 1996، وشارك كطرف رئيسي في المفاوضات الفلسطينية ـ الإسرائيلية، التي أنجزت اتفاقية أوسلو عام 1993، وقدّم استقالته لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في 12 شباط/ فبراير 2011 بعد وصول عملية التسوية إلى حائط مسدود، ولا يكاد أحد يلمح مشهداً أو صورة تجمع وفداً فلسطينياً مفاوضاً مع ممثلي الاحتلال الإسرائيلي إلا وكان صائب عريقات عضواً فيه، سيتحدث في المؤتمر عن آخر تطورات "العلاقات الفلسطينية ـ الإسرائيلية" تحت عنوان: (NO PEACE, NO PROCESS: ISRAEL-PALESTINIAN RELATIONS).
3. رياض الخوري اقتصادي أردني "مختص" في شؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (مشارك سابق في مؤتمر هرتسيليا)، كان عضواً سابقاً في مؤسسة "مركز كارنيغي للشرق الأوسط"، ويُدرّس في الجامعة الأميركية في بيروت (AUB) والجامعة اللبنانية الأميركية (LAU)، ومستشار لدى المفوضية الأوروبية، البنك الدولي، الاسكوا، برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP)، برنامج المساعدات الأميركية (USAID)، وعضو المجلس الدولي لمنظمة "كيستكوب" (Questcope) البريطانية التي تعنى بـ"تغيير" و"دمج" المجتمعات، سيحاضر في السيناريوهات القادمة للشرق الأوسط، وصعود الإسلام السياسي في المنطقة تحت عنواني:
SHORT-TERM SCENARIOS FOR THE MIDDLE EAST) (THE RISE OF POLITICAL ISLAM ACROSS) (THE MIDDLE EAST: ARAB SPRING OR ISLAMIST WINTER
4. سلمان شيخ، باحث قطري، ومدير مركز بركنغز ـ الدوحة (Brookings Institue-DOHA) وباحث في مركز "سابان" لسياسات الشرق الأوسط التابع لبركنغز، ويتناول شيخ في أبحاثه قضايا التسوية، والحلول للصراع في الشرق الأوسط، ومن بين ابحاثه (فرصة لحماس للبحث عن أصدقاء خارج دمشق)، وشغل سابقاً عدة مناصب منها: المستشار السياسي للممثل الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى لبنان، المستشار السياسي لمستشار الأمين العام للأمم المتحدة للشرق الأوسط، المساعد الخاص لمنسق الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط، موظف في مكتب زوجة أمير قطر "موزة بنت ناصر المسند"، ويعمل حالياً ممثلا خاصا لمشروع " حقائق المسلمين والغرب في أوروبا" الأوروبي، ومستشارا في شؤون الشرق الأوسط لمجموعة أبحاث أكسفورد البريطاني، سيحاضر عن صعود الإسلام السياسي في المنطقة تحت عنوان:
THE RISE OF POLITICAL ISLAM ACROSS THE MIDDLE EAST: ARAB SPRING OR ISLAMIST) (WINTER
5. طوني بدران، باحث أميركي ـ لبناني مختص بشؤون السياسة السورية واللبنانية في مؤسسة "الدفاع عن الديمقراطية"، التي يرعاها كل من اللوبي الإسرائيلي وجماعة المحافظين الجدد في الولايات المتحدة، يصنف على أنه متشدد وعنصري ضد العرب، غير أن له صلات مع تيار "المستقبل" اللبناني، وصنف كوزير خارجية التيار لدى العديد من اللوبيات (جماعات الضغط) الأميركية، وفي لبنان كان قواتياً، وقد أقر بذلك في عدد من المقابلات مع وسائل إعلام أميركية، من بينها محطة "فوكس نيوز"، حيث تباهى بمجزرة صبرا وشاتيلا ضد الفلسطينيين، حتى إن بعض الجمعيات الإسرائيلية في الولايات المتحدة تتحفظ على دعوته إلى مؤتمراتها بسبب دعوته إلى قتل المسلمين ولو كانوا أميركيين. سيحاضر عن مرحلة ما بعد الرئيس السوري بشار الأسد تحت عنوان: (POST ASSAD: WHAT NEXT FOR SYRIA AND LEBANON)
6. شريف الديواني، اقتصادي مصري، رئيس شركة "المرصد"، ومدير إدارة الشرق الأوسط بمنتدى "دافوس" الغني عن التعريف، ولا يملك أي حيثية شعبية أو موقعية في مصر، سيحاضر عن توازن القوى بين الدول الإسلامية في الشرق الأوسط وسيناريوهات المنطقة في العام 2020 تحت عنواني:
THE SHIFTING BALANCE OF POWER: SAUDI ARABIA,IRAN, EGYPT AND TURKEY IN THE)
(MIDDLE EAST
(MIDDLE EAST 2020: SCENARIOS FOR THE COMING DECADE)
7. المحامية بشائر فاهوم جيوسي، من فلسطينيي الـ1948 من مؤسسي المركز اليهودي ـ العربي في جامعة حيفا، ورئيسة مجلس إدارته، الذي يركز على "دمج العرب في المجتمع الإسرائيلي"، وإقامة فعاليات مشتركة بين الطلاب اليهود والعرب، ويمنح المركز جوائز ومنحا للطلاب ممن يبحثون موضوع التعايش المشترك العربي ـ اليهودي، وتقديراً لنشاطهم الاجتماعي الذي يعزز هذا التعايش، وأغلب الانشطة التي تشارك فيها هذه المحامية تركز على تطبيع الفلسطينيين مع "إسرائيل"، ستحاضر في المؤتمر عن الاقتصاد الصهيوني تحت عنوان: (GOVERNING ISRAEL'S ECONOMY: SOCIAL JUSTICE VS. CAPITALISM)
8. ناهض خازم، رئيس بلدية شفا عمر في الجليل الغربي شمال فلسطين المحتلة، يتميز بعلاقات جيدة والتعاون مع وزراء الحكومة الصهيونية، لا سيما مع وزير المعارف جدعون ساعر، ويشارك في مجال دمج العرب في منطقة الجليل في المجتمع الإسرائيلي، سيحاضر عن أولويات التنمية في منطقة الجليل تحت عنوان:(GALILEE: SETTING PRIORITIES FOR REGIONAL DEVELOPMENT)
نبذة عن أبرز الحاضرين العرب في مؤتمر "هرتسيليا":
1. محمد دراوشة من فلسطينيي الـ1948، موظف في منظمة "صندوق إبراهام" الإسرائيلي، عين مديراً للعلاقات الخارجية في "مبادرات صندوق إبراهام" منذ عام 2006، مدير عام شريك للمنظمة، يعمل بجانب أمنون بئيري سوليتسيانو المدير العام للمنظمة منذ عام 2004، وهدف المنظمة تذويب الوجود العربي في فلسطين المحتلة تحت مسمى "دمج ومساواة" اليهود والعرب في "إسرائيل"، ويعد دراوشة من الناشطين البارزين في مجال " الحياة المشتركة" بين العرب واليهود لأكثر من عشرين عاماً.
2. مسعد برهوم من فلسطينيي الـ1948، مدير مستشفى نهاريا الحكومي في الجليل الغربي، معروف بنشاطه وتعاونه مع النقابات العمالية الإسرائيلية (الهستدروت)، وعلاقاته المتميزة مع الحكومات المتعاقبة في الكيان، لا سيما مع وزراء الصحة الصهاينة.
3. أيمن سيف، مدير مركز "تطوير الاقليات" في مكتب رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتانياهو، وعمل سيف بين عامي 1996 و2008 مسؤولاً في الهيئة الاقتصادية التابعة لديوان رئاسة الوزراء الإسرائيلية، واقتصادياً في وزارة الاقتصاد والتخطيط، وعضواً في اللجنة الحكومية المعنية بضمان الخلفيات التي ينتمي إليها العرب تحت مسمى " التمثيل" اللائق للجامعيين العرب في الدوائر الحكومية، وفي اللجنة الخاصة بدفع فرص العمل والمبادرة في الوسط العربي.
4. خالد أبو عصبة من فلسطينيي الـ1948، مدير معهد مسار للأبحاث في منطقة المثلث العربي، ومحاضر في قسم العلوم الاجتماعية في كلية "بيت بيرل" الصهيونية، وحصل على شهادة الدكتوراه في علم الاجتماع والعلوم الإنسانية من جامعة "بار ـ إيلان" الإسرائيلية، وكان موضوع أطروحة الدكتوراه هو "المفاهيم العائلية والمدرسية للتنبُّؤ بالتدخلات العنيفة عند الطلاب في المدارس العربية في إسرائيل"، وهو من رواد دمج الفلسطينيين في الكيان الصهيوني، تحت مسمى استراتيجية رفع مستوى العرب في "إسرائيل" التي عمل على تقديم دراسات حولها في معهد "فان لير" بالقدس المحتلة.
ينعقد مؤتمر "هرتسيليا" أحد أهم المؤتمرات الأمنية الإستراتيجية لـ"إسرائيل"، والذي يسعى إلى مساعدة كيان العدو في تحديد المخاطر الأمنية التي تحيط به وكيفية مواجهتهافي فلسطين المحتلة في الفترة الممتدة بين 30 كانون الثاني/ يناير و2 شباط/ فبراير، بمشاركة عدد كبير من القادة الصهاينة في المستويات السياسية والعسكرية والاقتصادية، وحضور شخصيات دولية ذات تأثير وازن من بينها رؤساء ووزراء أوروبيون وكبار المسؤولين في مؤسسات ومنظمات اقتصادية عالمية، وكان أمراً لافتاً مشاركة بعض العرب من قطر والأردن والسلطة الفلسطينية بالمؤتمر في مشهد تطبيعي يتقاطع مع ما جرى تناوله علناً مرة عبر إعلان مجلس التعاون الخليجي عن خطر إيراني مزعوم، بالتطابق مع دعوات صهيونية للتحالف بين العرب و"إسرائيل" في مواجهة "خطر إيراني مشترك".
الكاتب السياسي الفلسطيني، والباحث في الشؤون الإسرائيلية، المقيم في دمشق، تحسين الحلبي تحدث إلى موقع "الانتقاد" الالكتروني، فأكد أن "هاجس مؤتمر "هرتيسيليا" الأول هو مواجهة تحدي محور المقاومة مع تزايد قوتها، والممانعة في ظل صمودها"، وأشار الحلبي إلى أن "اللافت هو نوعية المشاركة العربية في المؤتمر، التي تكشف عن تمظهر محور جديد متحالف مع "إسرائيل" ينطلق من الدوحة ليصل إلى رام الله مروراً بعمان"، ورأى الكاتب الفلسطيني أن "من أهم المواضيع التي سيتناولها المؤتمر هي: أولاً الأزمة الاقتصادية العالمية وأثرها على الكيان الصهيوني، وثانياً قيمة "إسرائيل" الحالية استراتيجياً بالنسبة إلى الولايات المتحدة، وهل دور حماية المصالح الأميركية في المنطقة الذي كان يلعبه الكيان ما زال قائماً؟ وثالثاً ملف التجاذب السياسي والعسكري والأمني بين تل أبيب وواشنطن وطهران، ورابعاً حركات المقاومة (حزب الله، حماس) وتأثرهما في التحولات القائمة ضمن ما يسمى بالربيع العربي".
واعتبر الحلبي أن "المستجد الأبرز في مؤتمر هذه السنة هو كيفية التعامل مع التحولات العربية والنظرة إلى الملف الإيراني، وتحدث الكاتب الفلسطيني عن "جدول أعمال إسرائيلي ـ أميركي ـ أوروبي تتآلف معه بعض الأنظمة العربية ضد طهران"، ونبَّه الحلبي إلى أن "ما يجري الإعداد له في المؤتمر كناية عن تحضير الوعي الشعبي العربي للقبول بهذا التآلف"، وأوضح أن "المقترحات التي سيتم تقديمها خلال مناقشات المؤتمر، والمداولات التي سيقوم بها المشاركون ستوصي بالعمل على الترويج لخطة إعلامية تنفذها وسائل الإعلام المتعددة الناطقة بالعربية"، ولفت إلى أن "الهدف من هذه الخطة مخاطبة الوجدان الشعبي من أجل قبول إيران كعدو أول من جهة، والعمل على الترويج للفتنة الطائفية من جهة ثانية، وهما مطلبان إسرائيليان بامتياز".
وشرح الحلبي مشيرا الى أن "المؤتمر سيتطرق إلى التحولات العربية، وكيفية استفادة "إسرائيل" منها وتقليص الأضرار الناجمة عنها على الكيان الصهيوني"، وإذ قال إن "دور المشاركين العرب يخدم الترويج لمبدأ عدم التعارض بين ما يسمى الربيع العربي، والسلام مع كيان الاحتلال" إلا أنه لاحظ "ضعفاً في التمثيل العربي على مستوى بلدان الثورة ما عدا مصر التي قدم منها مشارك واحد بصفته الدولية، لأن لا أحد من بلدان الثورات العربية يجرؤ على التطبيع في ظل هذه الظروف مع العدو الإسرائيلي"، وأبدى الحلبي استغرابه "لتمثيل قطر في المؤتمر بإحدى الشخصيات، في الوقت الذي لا يوجد اتفاقية تطبيع مباشرة مع كيان الاحتلال، وهو ما يدل على وجود علاقات خليجية إسرائيلية سرية"، ليقارن مع الجانب التركي الذي "ابتعد عن هذا المؤتمر حرصاً على مظهره، وكي لا تثبت عليه تهمة المشاركة في المؤامرة على سوريا"، واعتبر الحلبي أن مشاركة الأردن والسلطة الفلسطينية "لا تعدو كونها أكثر من زينة ديكور للمؤتمر، بما يجعل "إسرائيل" تبدو حريصة على السلام ومستمرة بالتفاوض مع الفلسطينيين".
وتحدث الكاتب الفلسطيني عن المشاركة الأوروبية في مؤتمر "هرتسيليا"، فكشف أن "الهدف منها التعاون مع حكومات أوروبا، للعمل على مكافحة نشاط بعض المنظمات غير الحكومية في القارة العجوز، التي تعمل على نزع الشرعية القانونية والأخلاقية للكيان الصهيوني"، وأضاف أن "العلاقات الأوروبية ـ الإسرائيلية وكيفية تطويرها ستكون محور نقاش بعد التجاذب السياسي بين الجانبين في الآونة الأخيرة"، وكشف الحلبي في هذا الصدد أن "الدولة التركية عرضت فيلماً وثائقياً عمّا يسمى بالمحرقة (الهولوكوست) تزامناً مع إحياء يوم "المحرقة" الدولي الذي أقامته الأمم المتحدة في مقرها بنيويورك يوم الجمعة الماضي (27 كانون الثاني/يناير)"، وعزا الكاتب الفلسطيني الأمر إلى أن "أنقرة أحبت أن تخفف ضغط اللوبي الصهيوني عليها عبر بوابة باريس، بعد أن أقر مجلس الشيوخ الفرنسي قانوناً يجرم إنكار حصول "الإبادة الأرمنية" زمن الحكم العثماني"، ولفت إلى أنها "المرة الأولى التي يعرض مثل هذا الفيلم في دولة مسلمة، وقد مر العرض من دون ضجة شعبية، نظراً لأن الجمهور التركي يعي أن حكومته تعاني من الضغط الأوروبي في خصوص ملف الإبادة الأرمنية"، ليخلص الحلبي إلى أن هذا الضغط هو " إحدى ثمرات التعاون الأوروبي ـ الإسرائيلي الذي تمر التحضير له في مؤتمرات مشتركة سابقة ومن بينها مؤتمر هرتسيليا".
نبذة عن المشاركين العرب في مؤتمر "هرتسيليا" المعلن عنهم:
1. الأمير الحسن بن طلال، ولي عهد الأردن من عام 1965 إلى 25 يناير 1999، وهو الابن الأصغر للملك طلال والملكة زين الشرف. اختاره أخوه الملك حسين الراحل وليًا للعهد في نيسان/ أبريل 1965، واستمر متقلدًا مهامه حتى عزلة في 25 كانون الثاني يناير 1999، وتصفه الدوائر الغربية بأنه "من المفكرين والاقتصاديين المتميزين" العرب، وله حضور واضح بالندوات والمؤتمرات الفكرية والاقتصادية العالمية التي تتواءم مع الأفكار الغربية، سيشارك بكلمة خلال افتتاح مؤتمر هرتسيليا عبر شاشة نقل مباشر.
2. صائب عريقات كبير المفاوضين الفلسطينيين في عملية التسوية مع الكيان الصهيوني منذ العام 1996، وشارك كطرف رئيسي في المفاوضات الفلسطينية ـ الإسرائيلية، التي أنجزت اتفاقية أوسلو عام 1993، وقدّم استقالته لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في 12 شباط/ فبراير 2011 بعد وصول عملية التسوية إلى حائط مسدود، ولا يكاد أحد يلمح مشهداً أو صورة تجمع وفداً فلسطينياً مفاوضاً مع ممثلي الاحتلال الإسرائيلي إلا وكان صائب عريقات عضواً فيه، سيتحدث في المؤتمر عن آخر تطورات "العلاقات الفلسطينية ـ الإسرائيلية" تحت عنوان: (NO PEACE, NO PROCESS: ISRAEL-PALESTINIAN RELATIONS).
3. رياض الخوري اقتصادي أردني "مختص" في شؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (مشارك سابق في مؤتمر هرتسيليا)، كان عضواً سابقاً في مؤسسة "مركز كارنيغي للشرق الأوسط"، ويُدرّس في الجامعة الأميركية في بيروت (AUB) والجامعة اللبنانية الأميركية (LAU)، ومستشار لدى المفوضية الأوروبية، البنك الدولي، الاسكوا، برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP)، برنامج المساعدات الأميركية (USAID)، وعضو المجلس الدولي لمنظمة "كيستكوب" (Questcope) البريطانية التي تعنى بـ"تغيير" و"دمج" المجتمعات، سيحاضر في السيناريوهات القادمة للشرق الأوسط، وصعود الإسلام السياسي في المنطقة تحت عنواني:
SHORT-TERM SCENARIOS FOR THE MIDDLE EAST) (THE RISE OF POLITICAL ISLAM ACROSS) (THE MIDDLE EAST: ARAB SPRING OR ISLAMIST WINTER
4. سلمان شيخ، باحث قطري، ومدير مركز بركنغز ـ الدوحة (Brookings Institue-DOHA) وباحث في مركز "سابان" لسياسات الشرق الأوسط التابع لبركنغز، ويتناول شيخ في أبحاثه قضايا التسوية، والحلول للصراع في الشرق الأوسط، ومن بين ابحاثه (فرصة لحماس للبحث عن أصدقاء خارج دمشق)، وشغل سابقاً عدة مناصب منها: المستشار السياسي للممثل الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى لبنان، المستشار السياسي لمستشار الأمين العام للأمم المتحدة للشرق الأوسط، المساعد الخاص لمنسق الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط، موظف في مكتب زوجة أمير قطر "موزة بنت ناصر المسند"، ويعمل حالياً ممثلا خاصا لمشروع " حقائق المسلمين والغرب في أوروبا" الأوروبي، ومستشارا في شؤون الشرق الأوسط لمجموعة أبحاث أكسفورد البريطاني، سيحاضر عن صعود الإسلام السياسي في المنطقة تحت عنوان:
THE RISE OF POLITICAL ISLAM ACROSS THE MIDDLE EAST: ARAB SPRING OR ISLAMIST) (WINTER
5. طوني بدران، باحث أميركي ـ لبناني مختص بشؤون السياسة السورية واللبنانية في مؤسسة "الدفاع عن الديمقراطية"، التي يرعاها كل من اللوبي الإسرائيلي وجماعة المحافظين الجدد في الولايات المتحدة، يصنف على أنه متشدد وعنصري ضد العرب، غير أن له صلات مع تيار "المستقبل" اللبناني، وصنف كوزير خارجية التيار لدى العديد من اللوبيات (جماعات الضغط) الأميركية، وفي لبنان كان قواتياً، وقد أقر بذلك في عدد من المقابلات مع وسائل إعلام أميركية، من بينها محطة "فوكس نيوز"، حيث تباهى بمجزرة صبرا وشاتيلا ضد الفلسطينيين، حتى إن بعض الجمعيات الإسرائيلية في الولايات المتحدة تتحفظ على دعوته إلى مؤتمراتها بسبب دعوته إلى قتل المسلمين ولو كانوا أميركيين. سيحاضر عن مرحلة ما بعد الرئيس السوري بشار الأسد تحت عنوان: (POST ASSAD: WHAT NEXT FOR SYRIA AND LEBANON)
6. شريف الديواني، اقتصادي مصري، رئيس شركة "المرصد"، ومدير إدارة الشرق الأوسط بمنتدى "دافوس" الغني عن التعريف، ولا يملك أي حيثية شعبية أو موقعية في مصر، سيحاضر عن توازن القوى بين الدول الإسلامية في الشرق الأوسط وسيناريوهات المنطقة في العام 2020 تحت عنواني:
THE SHIFTING BALANCE OF POWER: SAUDI ARABIA,IRAN, EGYPT AND TURKEY IN THE)
(MIDDLE EAST
(MIDDLE EAST 2020: SCENARIOS FOR THE COMING DECADE)
7. المحامية بشائر فاهوم جيوسي، من فلسطينيي الـ1948 من مؤسسي المركز اليهودي ـ العربي في جامعة حيفا، ورئيسة مجلس إدارته، الذي يركز على "دمج العرب في المجتمع الإسرائيلي"، وإقامة فعاليات مشتركة بين الطلاب اليهود والعرب، ويمنح المركز جوائز ومنحا للطلاب ممن يبحثون موضوع التعايش المشترك العربي ـ اليهودي، وتقديراً لنشاطهم الاجتماعي الذي يعزز هذا التعايش، وأغلب الانشطة التي تشارك فيها هذه المحامية تركز على تطبيع الفلسطينيين مع "إسرائيل"، ستحاضر في المؤتمر عن الاقتصاد الصهيوني تحت عنوان: (GOVERNING ISRAEL'S ECONOMY: SOCIAL JUSTICE VS. CAPITALISM)
8. ناهض خازم، رئيس بلدية شفا عمر في الجليل الغربي شمال فلسطين المحتلة، يتميز بعلاقات جيدة والتعاون مع وزراء الحكومة الصهيونية، لا سيما مع وزير المعارف جدعون ساعر، ويشارك في مجال دمج العرب في منطقة الجليل في المجتمع الإسرائيلي، سيحاضر عن أولويات التنمية في منطقة الجليل تحت عنوان:(GALILEE: SETTING PRIORITIES FOR REGIONAL DEVELOPMENT)
نبذة عن أبرز الحاضرين العرب في مؤتمر "هرتسيليا":
1. محمد دراوشة من فلسطينيي الـ1948، موظف في منظمة "صندوق إبراهام" الإسرائيلي، عين مديراً للعلاقات الخارجية في "مبادرات صندوق إبراهام" منذ عام 2006، مدير عام شريك للمنظمة، يعمل بجانب أمنون بئيري سوليتسيانو المدير العام للمنظمة منذ عام 2004، وهدف المنظمة تذويب الوجود العربي في فلسطين المحتلة تحت مسمى "دمج ومساواة" اليهود والعرب في "إسرائيل"، ويعد دراوشة من الناشطين البارزين في مجال " الحياة المشتركة" بين العرب واليهود لأكثر من عشرين عاماً.
2. مسعد برهوم من فلسطينيي الـ1948، مدير مستشفى نهاريا الحكومي في الجليل الغربي، معروف بنشاطه وتعاونه مع النقابات العمالية الإسرائيلية (الهستدروت)، وعلاقاته المتميزة مع الحكومات المتعاقبة في الكيان، لا سيما مع وزراء الصحة الصهاينة.
3. أيمن سيف، مدير مركز "تطوير الاقليات" في مكتب رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتانياهو، وعمل سيف بين عامي 1996 و2008 مسؤولاً في الهيئة الاقتصادية التابعة لديوان رئاسة الوزراء الإسرائيلية، واقتصادياً في وزارة الاقتصاد والتخطيط، وعضواً في اللجنة الحكومية المعنية بضمان الخلفيات التي ينتمي إليها العرب تحت مسمى " التمثيل" اللائق للجامعيين العرب في الدوائر الحكومية، وفي اللجنة الخاصة بدفع فرص العمل والمبادرة في الوسط العربي.
4. خالد أبو عصبة من فلسطينيي الـ1948، مدير معهد مسار للأبحاث في منطقة المثلث العربي، ومحاضر في قسم العلوم الاجتماعية في كلية "بيت بيرل" الصهيونية، وحصل على شهادة الدكتوراه في علم الاجتماع والعلوم الإنسانية من جامعة "بار ـ إيلان" الإسرائيلية، وكان موضوع أطروحة الدكتوراه هو "المفاهيم العائلية والمدرسية للتنبُّؤ بالتدخلات العنيفة عند الطلاب في المدارس العربية في إسرائيل"، وهو من رواد دمج الفلسطينيين في الكيان الصهيوني، تحت مسمى استراتيجية رفع مستوى العرب في "إسرائيل" التي عمل على تقديم دراسات حولها في معهد "فان لير" بالقدس المحتلة.