حوار حزب الله - بكركي: تعزيز العيش المشترك وتحصين الساحة في وجه المؤامرات
كتب هلال السلمان
إنطلقت عجلة الحوار بين حزب الله وبكركي من أوسع ألابواب من خلال اللقاء
الرباعي الذي عقد في الصرح البطريركي مساء الخميس برعاية وحضور البطريرك
مار بشارة بطرس الراعي لجانب من اللقاء الذي شارك فيه عن حزب الله عضو
المجلس السياسي غالب أبو زينب ومصطفى الحاج علي ، وعن بكركي الامير حارس
شهاب والمطران سمير مظلوم ، وتأتي هذه الانطلاقة للحوار كتتويج للمرحلة
الجديدة في العلاقة بين الجانبين بعد وصول البطرك الراعي الى منصبه
والمواقف الوطنية الواضحة التي أعلنها فيما خص قضايا وطنية عديدة في
مقدمتها الموقف من المقاومة ورفض الاحتلال ، وهو ما أعاد الارضية الصالحة
للحوار التي كانت مفقودة على مدى سنوات طويلة مضت بفعل خيارات بكركي سابقا
التي إنتهجها البطريرك السابق نصر الله بطرس صفير .
الجلسة الاولى من الحوار التي كانت برعاية البطريرك الراعي "وُضعت خلالها
النقاط الرئيسية للحوار إضافة إلى آلية الحوار وهي كانت جلسة مريحة تخللتها
جولة أفق واسعة على المواضيع التي ستناقش" كما يقول ل"الانتقاد" عضو
المجلس السياسي لحزب الله غالب أبو زينب . ويضيف "إن نقاط الحوار لا تتناول
نقاط سياسية مباشرة وإنما قضايا وطنية كبرى ، وبالتالي نستطيع القول إن
الحوار قد أقلع وسيستمر في جلسات متواصلة وبشكل دوري "ويكشف أبو زينب
للانتقاد "انه خلال فترة وجيزة وتحديدا خلال الاسبوعين المقبلين سيكون هناك
لقاء آخر للجنة الحوار الرباعية حيث سيبدأ النقاش
في النقطة الاولى التي وضعت على جدول الاعمال" . دون أن يحدد ما هي هذه
النقطة . وعن مناخ الحوار يقول أبو زينب " مناخ الحوار مريح جدا وهناك ثقة
متبادلة وأرضية مشتركة والموضوع لم ينبثق من فراغ إنما من روحية إيجابية من
إعلان الشركة والمحبة وملاقاة حزب الله لمواقف غبطة البطريرك . وحتى لا
تبقى الامور غامضة يشير عضو المجلس السياسي في حزب الله الى أن محور الحوار
يرتكز على قضايا وطنية منها " تعزيز العيش المشترك وتحصين الوضع الداخلي
أمام ما يجري في المنطقة من عواصف والرقي بالوضع الداخلي نحو الاحسن .ونقاط
الحوار لا تتعلق فقط بما يجري بين حزب الله وبكركي وهي ليست مفصولة عن
الواقع اللبناني لأن جزء من هذا الحوار هو من أجل تناول القضايا التي تهم
عامة اللبنانيين وما يتناوله ليس المسائل النظرية فقط .
وعما يجري طرحه في بعض الاوساط من أن نتائج الحوار يمكن أن تفضي الى تهيئة
الارضية للقاء يجمع الامين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله
والبطريرك الماروني بشارة الراعي يقول أبو زينب " لا زال من المبكر الحديث
عن هذا الامر" . الزيارة إلى المطران عودة
إنطلاق الحوار بين حزب الله وبكركي تلاه تواصل بين الحزب ومرجعيات مسيحية
أخرى ، وفي هذا السياق ، جاءت زيارة عضو المجلس السياسي للحزب غالب أبو
زينب والنائب السابق أمين شري الى المطران الياس عودة ، وعن هذه الزيارة
يقول أبو زينب للانتقاد إنها تندرج في سياق التواصل والتهنئة بالاعياد ،
ويضيف هناك أمور ومستجدات تفرض نفسها على جدول ألاعمال وعندما يتم اللقاء
المطلوب أن تبقى الساحة اللبنانية بعيدة عن السماح لأحد بأن يجرها للإهتزاز
على خلفية ما يجري في المنطقة ونحن نبذل جهودا في هذا السياق ونلتقي مع
المطران عودة على هذا الامر . في الإطار العام فإن إنطلاق الحوار بين حزب
الله وبكركي وإنفتاح الحزب على باقي المرجعيات المسيحية والعديد من القوى
السياسية يشكل عنوان مرحلة يفترض أن تتظافر فيها الجهود الوطنية المخلصة
لتحصين الساحة الداخلية في وجه المؤامرات .