كرس العدو الصهيوني جزءاً كبيراً من قواته البحرية
الاستراتيجية "الشييطت 3" التي تضم كل سفن الصواريخ "الإسرائيلية" لحماية
حقول النفط لديه، حيث من المرتقب ان يقوم سلاح بحرية العدو في الأيام
المقبلة بترتيب خطة حماية شاملة لتلك المنشآت التي تخترق المياه الإقليمية
لفلسطين المحتلة.
هذه الخطوة الصهيونية، وان أتت عقب إعلان الحكومة اللبنانية إصدار المراسيم
النفطية المتعلقة بالتنقيب عن النفط في المياه الإقليمية اللبنانية، إلا
أنها تؤشر الى أن العدو الصهيوني أدرك خطورة المعادلة الاستراتيجية النفطية
التي أطلقها سابقا الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصرالله حينما
وضع المنشآت النفطية في كيان العدو مقابل منشآت لبنان المستقبلية مهددا
بضربها، ومحذرا العدو من مغبة أن "يباشر باستثمار مساحة الـ 850 كيلومترا
مربعا البحرية الواقعة على الحدود مع فلسطين المحتلة، والعائدة الى لبنان".
انطلاقا مما تقدم، تبرز تساؤلات كثيرة، حول ما اذا كانت خطوة العدو الاخيرة
مقدمة لحرب نفطية جديدة يمهد العدو لشنها على لبنان؟، ام انها تأتي كرد
على المعادلة النفطية التي اطلقها الامين العام سماحة السيد حسن نصر الله؟.
حطيط: "إسرائيل" إستعانت ببحريتها لحماية منشأتها النفطية خوفاً من معادلة السيد نصرالله
وفي هذا السياق، أكد الخبير الإستراتيجي العميد المتقاعد الدكتور أمين حطيط
أن "إضطرار إسرائيل للإستعانة ببحريتها لحماية منشآتها النفطية يعني انها أخذت
تهديد الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصرالله بجدية مطلقة لأنها
تعتقد أن ما ستقوم به من إعتداءات يستتبع رداً جدياً من المقاومة لحماية
النفط اللبناني في حال قامت "إسرائيل" بالتنقيب داخل المنطقة الإقتصادية
الخالصة للبنان".
وشدد حطيط على إنه "إذا قامت إسرائيل بالاعتداء على المنطقة الإقتصادية
الخالصة للبنان فإن الكل ينتظر أن يقوم لبنان من خلال ثلاثية الجيش والشعب
والمقاومة بما ينبغي القيام به لرد الإعتداءات على المنطقة الإقتصادية وذلك
عبر خطين الأول اللجوء الى الأمم المتحدة والثاني إستخدام القوة العسكرية،
ولذلك يجب على لبنان التحقق والتدقيق من التنقيب التي تقوم به إسرائيل
لمعرفة إذا كان داخل المياه اللبنانية أم لا".
وكشف حطيط أن "لدى إسرائيل نوايا عدوانية في أن تجعل منشآتها النفطية محمية
من قبل بحريتها سواء كانت تنقب في المنطقة الاقتصادية اللبنانية ام
خارجها، على أن تبدأ في المرحلة التالية بتطوير مسألة التدخل في المنطقة
البحرية اللبنانية لتظهر أنها محمية من قبل قواتها البحرية"، مشيراً إلى
أنها "تقوم بعمل تستبق فيه لبنان ميدانياً وتوجه تحذير للشركات النفطية لكي
لا تقوم بالتنقيب في المياه اللبنانية وبالتالي تظن أن لبنان سيخاف ولكن
على لبنان أن يكون قويا وهذا يتطلب إرادة وطنية وشعبية لكي يقوم بالتصدي
للعدو".
جابر: لدى المقاومة إمكانيات بحرية وقدرات لردع إعتداءات العدو على نفط لبنان
من جهته، يتفق رأي رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات العميد الدكتور هشام جابر مع رأي العميد حطيط، فيشير جابر الى أن العدو الصهيوني قام بالإستعانة بقواته البحرية لحماية منشآته النفطية خوفاً من قوة الردع لدى المقاومة، والمعادلة التي أطلقها الأمين العام لحزب الله، ويشدد جابر في حديث لـ"الإنتقاد" على أن "العدو غير قادر على الإعتداء على لبنان لأنه لدينا قوة لردع الاعتداءات الإسرائيلية، اوجدها خطاب الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصرالله حينما هدد المنشآت النفطية الاسرائيلية، كاشفا أن المقاومة ستقصف منشآت العدو الصهيوني في حال الاعتداء على منشآت لبنان". مؤكداً أنه "في أي لحظة يستطيع لبنان ردع تهديدات العدو لأن لدى المقاومة إمكانيات بحرية عبر ضفادع بحرية وصواريخ وقدرات أن تقوم بحرب أو بشن عمليات على المنشآت النفطية الصهيونية".
وأشار
جابر إلى أنه "إذا قام العدو الصهيوني بسرقة نفط لبنان فإن المقاومة سترد
عليه وبالتالي قد يقع مواجهة"، ولكنه أكد أن ليس لدى إسرائيل أية أهداف
بحرية فهي ستقوم فقط بضرب أهداف داخلية أو شن حرب برية"، لافتاً إلى أن
"المهم أن يكون الرأي اللبناني واحد موحد حول كيفية حماية النفط اللبناني
وفي حال الإعتداء أو القرصنة من قبل إسرائيل".
ورأى العميد جابر في خطوة استعانة "إسرائيل" ببحريتها لحماية ما لديها من
منشآت نفطية أمر غير مفاجئ خاصةً بعدما أعلنت الحكومة اللبنانية أنه سيتم
التلزيم والتنقيب عن النفط خلال ثلاثة أشهر"، مشيراً إلى أن "المنطقة
الواقعة بين لبنان وفلسطين المحتلة والتي تعتدي عليها إسرائيل تحوي كميات
كبيرة من الغاز والنفط واسرائيل تستطيع تقنياً إستخراج هذه الكميات وسحبها
من هذه المنطقة إلى فلسطين المحتلة"، لافتاً إلى أن "هناك ثروات نفطية
واقعة بين لبنان وقبرص وفلسطين المحتلة"، ومشيرا الى ان قبرص قامت سابقا
بعقد إتفاق مع العدو الصهيوني دون أن يكون لبنان على اطلاع به بغية تقاسم
هذه الثروة مع إسرائيل فقط".
وأكد رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات العميد هشام جابر أن "ما تقوم به إسرائيل من حشد قوة عسكرية بحرية لحماية منشآتها هو عرض عضلات بحرية كأنها تريد أن تحذر شركات النفط من الإقتراب إلى لبنان للتنقيب عن النفط وأنها قادرة على ضرب المنشآت التي تبنيها وأن لا تدخل المياه اللبنانية"، مشدداً على أن "هذه عملية قرصنة صهيونية واضحة لحقوق شرعية مكتسبة للبنان"، موضحاً أن "ما يقوم به العدو كأنه يريد منه حرب إستباقية وحرب نفسية ضد لبنان".