كتب علي الموسوي
لم يترك العميل شربل ضاهر القزي معلومة مستورة لدى شركة "ألفا"
للاتصالات الخلوية، إلاّ وأعطاها للعدوّ الإسرائيلي، وهو الخبير أساساً في
التواصل مع الإسرائيليين منذ العام 1982 مستغلاً وظيفته وخبرته في مجال
الاتصالات لخدمة العدوّ بها.
وقد أصدرت المحكمة العسكرية الدائمة برئاسة العميد نزار خليل يوم الأربعاء
في 21 كانون الأوّل/ديسمبر 2011، حكمها بحقّ القزي وبالإجماع، حيث قضى
بإنزال عقوبة الأشغال الشاقة مدّة سبع سنوات به بعد إدانته بالاتصال
بالعدوّ والتجسّس لمصلحته عبر إفشاء معلومات له يجب أن تبقى مكتومة،
وتجريده من حقوقه المدنية.
ودخل القزي بوّابة العمالة عبر المسؤول في جهاز أمن ميليشيا أنطوان لحد في
جزين سابقاً سليم ريشا الذي قتلته المقاومة الإسلامية بعبوة ناسفة، والتقى
ضبّاطاً إسرائيليين في بلجيكا وتواصل معهم عبر خطين هاتفيين روماني
وبريطاني والبريد الإلكتروني، وزوّدهم بكلّ المعلومات التي يحتفظ بها على
حاسوبه المحمول، وسهّل لهم التشويش على كلّ المكالمات في لبنان، وأعمدة
الإرسال، واتجاه الاتصال في منطقة جنوب لبنان.
وقائع... من الحكم الصادر بحقه
قزي دخل كيان العدو الصهيوني عام 1996 لمعالجة ابنة شقيقته لإصابتها بمرض عضال |
هو موظّف في وزارة الاتصالات من العام 1994 واستلم وظيفة صيانة محطات الخلوي وشبكات الاتصال في شركة "ألفا".
ـ بدأ العميل شربل ضاهر القزي تعامله مع العدوّ الإسرائيلي منذ العام 1982
خلال فترة الاحتلال الإسرائيلي من خلال العميل الإسرائيلي سليم ريشا الذي
قتل عام 1997 بعبوة ناسفة استهدفته.
ـ قزي دخل كيان العدو الصهيوني عام 1996 لمعالجة ابنة شقيقته لإصابتها بمرض
عضال، واجتمع هناك ببعض الأطباء الإسرائيليين وبضابط مخابرات إسرائيلي
يدعى شخر طلب منه نبذة عن حياته ووظيفة عمله ونقده مبلغ 800 دولار أميركي
وزوّده برقم هاتفه الخلوي 03/399964، وطلب منه تزويدهم بالمعلومات
المتعلّقة بمجال عمله في الاتصالات.
ـ عاد ودخله مرّة ثانية في أوائل العام 1997 برفقة العميل سليم ريشا،
واجتمع هناك مع خبير في الاتصالات وتمّ سؤاله عن الاتصالات الخليوية
والثابتة وتمّ نقده مبلغ 2000 دولار أميركي من الضابط الإسرائيلي شخر، كما
طلب منه أيضاً إمكانية فكّ الكارت الإلكتروني ونقله إلى إسرائيل لإجراء
تعديلات عليه للتنصت على كافة الاتصالات من قبل المخابرات الإسرائيلية
مقابل 200 ألف دولار أميركي، ولكنّ خوفه ووفاة سليم ريشا حالا دون تنفيذ
ذلك.
ـ ثبت من اعترافات المتهم في التحقيق الأولي أنّه خلال شهر أيلول/ سبتمبر
من العام 2006، تلقى اتصالاً من المخابرات الإسرائيلية من الضابط عمر الذي
يعرفه من أيّام الدراسة وطلب منه موافاته إلى فرنسا، ووافق على هذا الطلب،
وزوّده الضابط الإسرائيلي عمر برقم هاتفه الخلوي وعنوانه الإلكتروني، وبدأ
يتواصل معه عن طريق التليكارت والرسائل الإلكترونية.
ـ ثبت أنّ المتهم انتدب خلال شهر تموز عام 2007 لمتابعة دورة تدريبية في
فرنسا واتصل خلال وجوده هناك بعمر والتقى به وطلب منه الحصول على معلومات
عن الاتصالات في لبنان والتردّدات المستخدمة، ونقده مبلغ ألفي يورو، وسلّمه
خطّاً دولياً رومانياً داخل علاّقة مفاتيح فيها مخبأ سرّي.
ـ ثبت أنّ المتهم عيّن لمتابعة دورة في فرنسا خلال صيف العام 2008، وبعد
الانتهاء من تنفيذ الدورة، سافر إلى بلجيكا والتقى بضابط المخابرات
الإسرائيلية عمر وكان بحوزة المتهم حاسوبه الشخصي المحمول وعليه إمكانية
الدخول على كافة المعلومات العائدة لشركة ألفا حيث دام اللقاء في بروكسل
حوالي الأربع ساعات قبض المتهم في نهايته 3000 دولار أميركي، وتمّ تزويده
بخطّ بريطاني دولي وطلب منه اصطحاب حاسوبه الشخصي في المرّة القادمة،
واستمرّ التواصل حتّى العام 2009.
ـ ثبت أنّ المتهم قدّم للمخابرات الإسرائيلية خطيطة يظهر عليها أعمدة
الاتصال وعددها وهي التي تعرف بالـ BACK BOX، وزوّدهم بالترددات التي تعمل
عليها هذه المحطّات وأعطاهم سعة كلّ BTS.
ـ ثبت أنّه لدى سؤال المتهم بماذا تستفيد المخابرات الإسرائيلية من الحصول
على هذه المعلومات، فكان الجواب بأنه يمكنها التشويش على الأجهزة وعلى كافة
المكالمات.
ـ ثبت أنّ المتهم قد زوّد المخابرات الإسرائيلية بأسماء الموظّفين في شركة
ألفا ووظائفهم، كما أعطى الإسرائيليين معلومات عن الكوابل البصرية.
ـ ثبت من اعتراف المتهم في التحقيقات الأولية أنّ الإسرائيليين استحصلوا
على مفتاح الدخول PASSWORD من محفظته في بروكسل أثناء تركه لها على
الطاولة.
ـ ثبت أنّ المتهم زوّد المخابرات الإسرائيلية بأسماء الخوادم وزوّدهم أيضاً بملفّ عن السنترالات اللبنانية.
ـ ثبت أيضاً أنّ المتهم زوّد المخابرات الإسرائيلية بجدول سرّي بالـ IP
العائد لموظّفي شركة ألفا أرسله بواسطة البريد الإلكتروني باسم مستعار، كما
زوّدهم باتجاه الاتصال نحو الجنوب من خلال المواقع: صور، صفاريه، دردغيا،
عبيه، وطلبوا منه برم الصحن اللاقط في دردغيا فرفض ذلك.
ـ ضبط على الحاسوب الشخصي العائد للمتهم على نظام OSS الذي بواسطته يمكن مراقبة أيّ رقم هاتفي والتنصت عليه في حال معرفة KEYCODE .
ـ ثبت من إفادة زوجة المتهم أنّه قبل توقيفه بيوم واحد، انتابه الخوف
والتوتّر وقام برمي آلتي الهاتف الخلوي العائدين للرقمين الروماني
والبريطاني على طريق فرعية بين جسر الباشا وسن الفيل، وتمّ ضبطهما وهما نفس
الآلتين اللتين تكلّم بهما مع الموساد.
ـ تبيّن أنّه من بين المضبوطات التي استخرجت من حاسوب المتهم اشتمالها على معلومات سرية عن شركة ألفا.