المقاومة الإسلامية - لبنان

الموقع الرسمي


خاص مقاومة

الطائرة الامريكية: "كنز هبط من السماء"


طهران ـ حسن حيدر

"كنز هبط من السماء"، طائرة امريكية في قبضة القوات المسلحة الايراني . هذه الطائرة دخلت من لحظة سقوطها مختبر التحليلات الايرانية, و سيعمل على دراستها بشكل دقيق ومفصّل لفك شيفرة اسرارها ولتقديم معلومات حساسة عن طبيعة عمل سلاح الجو الامريكي وسط اجواء التهويل بضربات جوية ضد المشات الحيوية الايرانية .

سقوط الطائرة الذي قللت الولايات المتحدة الامريكية من اهميته نيجة الضربة التي تلقتها احرج واشنطن كثيرا لاعتبارات عدة, فمع اكتشاف مشغل الطائرة بانها خرجت عن السيطرة في أجواء معادية, وضعت سيناريوهات عديدة كشفت عنها صحف امريكية كان اولها ملاحقة مكان السقوط وتوجيه ضربة جوية لتدميرها. هذا الامر سرعان ما سحب من التداول لمعرفة الامريكيين وحلف شمال الاطلسي ان هذا الاشتباك المحدود سيكون له عواقب كبيرة وربما يجر ردا ايرانيا تتدحرج خلاله كرة الثلج لمواجهة غير معروفة النتائج و النهاية .

الخيار الثاني كان عبر تحريك عملاء على الارض للوصول اليها ولكن الامرمستحيل كون القوات العسكرية التي اسقطت الطائرة رصدت مكان سقوطها وعملت على اخفائها وعدم ترك اي اثر لتعقب مكان تواجدها ما ينسف فرضة الوصول اليها لتدميرها داخل ايران او تعطيل برامجها و لضعف الوجود العملاني الامريكي في الداخل الايراني.

الخيار الثالث اعتمد المراهنة على القدرات التكنولوجية للطائرة, و مدى فعالية اجهزة الامان فيها, حيث شكك الامريكيون بقدرة التقنيين الايرانيين من فك شيفرتها. وهو رهان خسر مع مرور الوقت بسبب جهل قدرات ايران التقنية في هذا المجال, والذي شكل مفاجأة للامريكيين بالقدرة التكنولوجية الايرانية.

ولكن الاهم في الامر هو السوال عما كانت تقوم به هذه الطائرة في الاجواء الايرانية ولما توجهت الى هناك ولماذا اخترقت شرق ايران, مع العلم ان لا وجود لمنشات حيوية في تلك المنطقة الشبه صحراوية, والجواب يأتي من خلال ربط بعض المعطيات, للخروج باجابة تحليلية مفادها ان ايران نصبت كمينا للطائرة المسقطة.

منذ اسبوعين اعلنت القوات الايرانية انها ستقوم بمناورات شرق البلاد للدفاع الجوي على مساحة تصل الى 80000 الف كلم مربع وهي مساحة تعد حوالى نصف مساحة ايران, اي ان المناورات قسمت ايران الى شرق وغرب بما فيها الشمال والجنوب, واجريت المناورة في القسم الشرقى للبلاد من الوسط الى الحدود مع باكستان وافغانستان وتركمانستان .

رسائل المناورة وصلت منذا اللحظة الاولى لمن يهمه الامر, ومفادها ان انسحاب قوات الاحتلال من العراق سيخلق عمى استخباراتي على صعيد العمليات الجوية غربا والقريبة للمناطقة الحيوية الايرانية, ما يعني ان ايران تريد ان تؤكد ان المنفذ البديل سيفعل شرقا وهي على استعداد لهذا الامر, وربما هذا ما يفسر الطلب الامريكي من الحكومة العراقية البقاء في الاجواء العراقية بعد الانسحاب.

اجريت المناورات على انواع متعددة من الصواريخ والحرب الالكترونية. والاهم اعتماد ايرن ايضا على العنصر البشري المباشر الذي لا يحتمل الخطا في تحديد الاهداف, عبر مراكز رصد بالعين المجردة مجهزة بمناظير و تلسكوبات, يكون عددها بالالاف تخضع لنظام المناوبة . اي ان الدخول الى ايران خارج اطار الرادار وضمن عمليات التخفي يمكن لالاف العناصر البشرية رصده ونقل احداثياته الى مركز القيادة .

هنا وقعت الطائرة الامريكية في الفخ, فحب الاستكشاف الامريكي لتفعيل الجبهة الشرقية الايرانية ومحاولة كشف الانتشار العسكري فيها, دفعا بارسال احدث طائرة الى ايران في الوقت اذي كانت فيه الاجهزة الالكترونية والرصد البشري وجيمع الدفاعات الجوية بانتظار هذا الضيف الذي سيحل على سماء المناورات. ومن هنا يمكن الاستنتاج بان القيادة الامريكية لم تكن تتوقع اكتشاف طائرتها المتخفية والتي ربما دخلت ايران لعشرات المرات سابقا ولكن هذه المرة كان القرار الايراني باسقاطها والحصول عليها عبر التشويش على أنظمتها ومحاولة الهبوط بها في منطقة تجنب الطائرة التحطم وخاصة انها طائرة نفاثة وكبيرة الحجم يصل طول جناحيها الى اكثر من عشرين مترا .

وصلت الرسالة الايرانية وكشف عن المفاجاة, فيما التحليلات تشير الى حرب سيطرة دارت لاخضاع الطائرة في الجو واستطاع الايرانيون اسقاطها وتعطيل اجهزتها وعدم تمكينها تفجير نفسها ذاتيا .

بعض المتخصصين بالالكترونيات يقولون انه من المحتمل ان الايرانيين سيطروا على الطائرة بشكل أبقى تلقيها للمعلومات من المصدر على حاله ما لم يمكن الطائرة من تمييز الاشارة ان كانت معادية ام صديقة وبالتالي لم تترجمه اجهزتها على انه خرق وخاصة بعد دخول الايرانيين المحتمل الى نظام التوجية والسيطرة .

الاعلان عن ان الطائرة سقطت باقل حجم اضرار قد ياتي من فكرة ان الايرانيين لم يستطيعوا ان يهبطوا بالطائرة بشكل سليم كونها المرة الاولى التي يتحكمون فيها بطائرة من هذا النوع وعلى هذا المستوى من التعقيد اضافة لحاجة الطائرة النفاثة لمدرج للهبوط, في حين اراد الايرانييون ايصالها للارض باسرع وقت ممكن تفاديا لاي مخاطر قد تنجم عن محاولة تدميرها بصاروخ من طائرات قد تكون مواكبة لها .

القلق الامريكي من السقوط الطائرة يكمن وراء تجربتهم المريرة باسقاط طائرتين في مياه الخليج من قبل الحرس الثوري الاسلامي وانتشالها و تصنيع نماذج عنها, ولكن المقصود بالتجربة المريرة ليس اسقاط الطائرات بل مشاركة ايران تقنياتها مع خبراء روس قدموا طلبا للايرانيين بالكشف على الطائرات وسمح لهم بذلك. فواشنطن قلقة من قيام الروس بحركة مماثلة وان تستخدم ايران الطائرة كورقة ضغط على موسكو للحصول على ما حرمت منه اي منظمة الدفاعات الجوية المتطور "اس 300 ". ومن هنا يمكن القول ان الايام المقبلة كفيلة بان تشكف قيمة هذا الكنز الذي هبط من السماء .

08-كانون الأول-2011

تعليقات الزوار

استبيان