العميد حطيط: حزب الله إنتصر على الـ " CIA" في لبنان
لطيفة الحسيني
مجددا، يحبط حزب الله ترسانة واشنطن الامنية في لبنان، ويتضح ذلك من خلال تعليق وكالة الاستخبارات الامريكية اضطراريا عملياتها التجسسية بعد إلقاء القبض على العديد من المخبرين التابعين لها في بيروت هذا العام، بحسب ما كشفت الصحافة الامريكية .
وفي هذا السياق تفيد وكالة "اسوشييتد برس" نقلا عن مسؤولين أميركيين حاليين وسابقين، أن الـ"CIA" جهدت في الأشهر الأخيرة لحماية مخبريها في لبنان قبل وصول حزب الله إليهم، وانه ليس معروفا بعد ما إذا كان سيحاسب أحد في الوكالة على هذا الفشل الاستخباراتي، وما إذا كان سيؤثر كشفه على قدرة الوكالة على تجنيد المزيد من المخبرين.
العميد المتقاعد في الجيش اللبناني أمين حطيط رأى في هذا التعليق انتصارا لحزب الله الذي بات يمتلك من القدرات الاستخباراتية ومن الوسائل في حرب الادمغة ومحاربة الجواسيس ما يوازي التفوق على الـ"CIA" بعد أن هزم الموساد، وذلك من خلال التقدم خطوة اضافية في كشف عملاء الولايات المتحدة"، مضيفا أن حزب الله يكون بهذه الطريقة قد وصل الى السقف الاعلى عالميا في مجال معركة الحرب الامنية".
واعتبر حطيط في حديث الى موقع "الانتقاد" أن "كشف العملاء في لبنان يظهر مدى الاختراق الامني الذي تقوم به المخابرات الامريكية لدولتنا ومدى الهدر على مستوى السيادة اللبنانية وأمن البلد"، ما يكذّب زيف كلّ الادعاءات الامريكية عن احترام سيادتنا الوطنية"، لافتا الى أن " استعمال هذا الحجم من العملاء يقود مباشرة الى طرح سؤال حول مسؤولية الادارة الامريكية عن الكثير من الاحداث الامنية التي حصلت في لبنان خلال السبع سنوات الاخيرة وتحديدا منذ شباط 2005 مرورا بالعام 2008 وصولا الى اليوم، لزعزعة الاستقرار خلافا لما كان البعض يسوّق له ويلقي التهم جزافا".
وشبّه حطيط التصريحات الامريكية ولاسيّما التحليلات الصحافية منها اليوم بالعبارة التي استعملها الصهاينة بعد أيار 2008 إثر عملية 7 أيار ، "ما بنيناه في ثلاث سنوات أجهز عليه حزب الله في ثلاث ساعات".
وعن مستوى أداء الـCIA اليوم، قال حطيط "هذه الوكالة في العالم تختار ميدان عملها وفقا للاحتياجات والاهداف الاستخابراتية وهي في لبنان بحاجة الى كثافة عمل استخباري يصنّف من الفئة، لان الاحداث الجارية في المنطقة تعتبر استراتيجية سواء ما يتعلق بالمقاومة وحزب الله ، أو حتى بمنظومة المقاومة في سوريا وايران"، جازما بأن المستوى الاستخباري الامريكي بعد هذه الصفعة التي تلقتها الوكالة على يد حزب الله إنخفض وهو بحاجة الى ترميم"، وأضاف إن "إعادة إحياء هذه الخلايات وترميمها لا يعتبر بالامر السهل".
ووضع العميد حطيط تصريح أحد المسؤولين الامريكيين لصحيفة "السفير" حول أن وقف أنشطة وكالة الاستخبارات المركزية في بيروت كلام فارغ ، في إطار "رفع المعنويات ومحاولة لمنع حزب الله من استثمار انتصاراته معنويا"، مشيرا الى أن "الارادة لدى الـCIA موجودة ، لان لبنان يمثّل المنطقة المفتاح استخباراتيا بعد أن كانت الاردن هي المحطة الرئيسية للوكالة الامريكية المذكورة على مدى سبع سنوات، الا ان الانتاجية لوكالة الاستخبارات لن تبقى كما كانت بعد اكتشاف المخبرين، وهي تراجعت كثيرا وتحتاج الى إعادة ترميم خاصة أن اكتشاف الوسائل والادوات وطريقة العمل لهذا الهدف يعقّد عليهم بناء المنظومة الاستخبارتية من جديد .