دفعت قوات الاحتلال بالمزيد من جنودها إلى ساحة المواجهات أملاً بتحقيق إنجاز عسكري على الرض قبل إعلان قرار من مجلس الأمن، وألهبت مدفعية العدو والطائرات الحربية محاور المواجهة قصفاً وتدميراً، إلا أن رجال الله كانوا بالمرصاد حيث تصدوا لقوات النخبة وخاضوا مواجهات عنيفة في قرى عيتا الشعب ودبل والطيبة، واعترف العدو بمقتل 15 من جنوده وجرح 38 آخرين فضلاً عن تدمير عدد من دبابات الميركافا.
وفي الوقت نفسه، أمطرت المقاومة مستوطنات العدو بمئات الصواريخ، وكان ابرزها قصف بيسان (بيت شان) وحيفا وجنين بصواريخ من طراز "خيبر 1"، وقاعدتي برانيت وايفانيت العسكريتين. وقد أخلت قوات الاحتلال مستعمرة كريات شمونة، التي يقطنها 24 ألف مستوطن، بشكل كامل وتحوّلت إلى مدينة أشباح.
مسلسل المجازر الإسرائيلية تواصل، حيث استشهد 6 مواطنين في غارات استهدفت بلدة مشغرة، وأربعة مواطنين في بلدة عرسال.
الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله وجه كلمة عبر شاشة المنار أكد فيها "موقف حزب الله الحريص على التضامن الوطني والحكومي على قاعدة الاجماع الحاصل على خطة البنود السبعة"، وحذّر من "محاولة أميركية - إسرائيلية مستمرة منذ اليوم الأول للعدوان للتحريض على الفتنة والشقاق الداخلي في لبنان". وقال إن "المسوّدة الأميركية - الفرنسية جائرة وظالمة وتعطي الإسرائيليين بالسياسة أكثر مما أرادوا وطلبوا وأكثر مما عجزوا عن أخذه في الميدان".
صادق المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر على توصية وزير الحرب عمير بيريتس بتوسيع "العملية العسكرية في جنوب لبنان"، وفوّض المجلس رئيس حكومة العدو ايهود اولمرت وبيريتس تحديد موعد العملية وعمقها. وحدد غاية العدوان وهي "اكتشاف وتدمير راجمات صواريخ الكاتيوشا على المستوطنات". واشار التقرير الميداني الذي قدم في الاجتماع إلى "سوء مكانة إسرائيل ميدانياً ودولياً، وضعف إنجازاتها" وإلى أن "استمرار المعركة في بنت جبيل أنهك معنويات الجمهور الإسرائيلي".
وركّز المجلس على خمسة أهداف مركزية تتمثل بإعادة الجنود المخطوفين فوراً ومن دون أي شروط، والوقف الفوري لكل العمليات العدائية من لبنان ضد إسرائيل أو ضد أهداف إسرائيلية بما في ذلك وقف إطلاق الصواريخ على إسرائيل، والتنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن رقم 1559، ونشر قوة دولية ناجعة في جنوب لبنان مع الجيش اللبناني على طول الخط الأزرق، وإحباط قدرة حزب الله على ترميم قدراته العملياتية".
وأقصت هيئة الأركان الإسرائيلية قائد منطقة الشمال في جيش الاحتلال أودي آدم، (وهو ابن الجنرال الصهيوني ايكوئيل آدم الذي قتل في مواجهات خلدة البطولية خلال الاجتياح الإسرائيلي عام 1982) واستبدلته بمساعد رئيس الأركان موشيه كابلينسكي الذي كلف بالإشراف على العدوان الجوي والبري والبحري على لبنان.