قامت عند الساعة السادسة واربعين دقيقة من صباح يوم الجمعة الواقع فيه 23/12/94 المقاومة الاسلامية، سرية شهداء مجزرة الصفير التي تضم فصيل الشهيد فؤاد مغنية وفصيل الشهيد عماد مسلماني، بهجوم كبير ومركز على قوات الاحتلال الصهيوني التي تتوزع على مواقع فوج الـ 90 وهي: علي الطاهر، الدبشة، الطهرة والسويداء، حيث كان يتواجد بداخلها قائد الفوج، وقد نفذت المقاومة هجومها الواسع هذا في ظل معطيين بارزين:
الاول: ان العدو الصهيوني عمل خلال الايام الماضية على حشد المزيد من قواته واعلن حال الاستنفار والطوارىء في جميع قطاعاته العسكرية في مواجهة المناطق المحررة.
الثاني: ان العدو الصهيوني قد لجأ سرا الى سحب عناصر لحد من هذه المواقع مستبدلا اياها بانتشار مكثف لجنوده والياته، وقد بنى العدو حساباته الميدانية على اساس ان هذه الاحتياطات اللوجستية من شانها ان تحول دون تنفيذ أي عمل عسكري مفاجىء من قبل المقاومين الذي سبق ان كشفوا كل معطيات حركة العدو واخترقوا خطوطه الخلفية في عمق الشريط المحتل كما حصل في العملية النوعية المظفرة في مرجعيون.. الا ان كل احتياطات العدو هذه سرعان ما انهارت امام اتكال المجاهدين على ربهم وايمانهم بقضيتهم المقدسة وشعورهم بالواجب الكبير ازاء شعبهم وشهدائهم فبدأوا هجومهم في وقت واحد على المواقع الاربعة في ظل غطاء ناري كثيف بهدف تدمير تحصينات العدو والياته وايقاع اكبر قدر ممكن من الخسائر البشرية واعاقة أي فرصة لدى العدو في المواجهة والرد.
وقد تمكن المجاهدون من السيطرة بالكامل بالنيران القريبة والبعيدة على المواقع من دون ان يسمح للعدو باي مقاومة تذكر.. وقال البيان الذي اصدرته المقاومة حول العملية: تمكنت مجموعات المقاومة عند الساعة السادسة وسبع واربعين دقيقة من الوصول الى تخوم المواقع المستهدفة ونسف دشم موقع السويداء واصابة دبابة داخل موقع الطهرة بصاروخ موجه مضاد للدبابات، في حين كان صراخ جنود العدو يسمع بوضوح بالاضافة الى تناثر عدد من الجثث التي شاهدها ابطال المقاومة عن كثب.
الى ذلك كان موقع الزفاتة يتعرض لهجوم ناري مركز من قبل المجاهدين على نحو ادى الى اسكات مرابض المدفعية فيه، وقد تزامن ذلك مع تدخل الطيران الحربي والمروحي في محاولة لدعم قوات العدو المترنحة تحت هجمات المقاومة الا انه جوبه بمقاومة عنيفة من قبل المضادات الارضية للمقاومة بالاضافة الى دفعة من صواريخ سام 7. وفي حين كانت الاشتباكات لا تزال عنيفة حتى الساعة الثامنة صباحا حاول العدو عند الساعة الثامنة وخمس وعشرين دقيقة مستعينا بثلاث ملالات وثلاث سيارات اسعاف سحب قتلاه وجرحاه من موقعي الدبشة والسويداء حيث قدرت خسائره بما لا يقل عن واحد وعشرين اصابة، يوجد منها على نحو مؤكد عشرة اصابات في موقع السويداء بينهم قتيلان بالاضافة الى قتيل في موقع الدبشة، بينما عاد جميع مجاهدي المقاومة الى اماكن انطلاقهم بسلام.
ولوحظ ان الناطق العسكري الاسرائيلي لم يعترف بحجم الخسائر في قوات العدو الا عند ساعات المساء، فيما سادت البلبلة اوساطه تجاه تحديد عدد القتلى والجرحى، واعترفت اذاعة العملاء بان جنديا اسرائيليا قتل وجرح خمسة الا ان اوساط الصحافيين والمراقبين اكدت سقوط ثلاثة قتلى اسرائيليين وتسعة جرحى، في حين اعلن الناطق العسكري الصهيوني مساء عن مقتل جنديين اسرائيليين وجرح سبعة آخرين، جراح اثنين منهم وصفت بالخطرة.
واشارت الوكالات الى ان المقاومة اطلقت حوالي خمسين قذيفة مدفعية واربعة صواريخ ساغر موجهة على المواقع الاسرائيلية التي استهدفتها الهجمات.
وردا على الاعتداءات الوحشية التي نفذها الاحتلال وعملاؤه على قرى كفرتبنيت والنبطية الفوقا، قامت وحدة الاسناد الناري في المقاومة الاسلامية عند الساعة 12.30 ظهر اليوم نفسه باستهداف مصادر النيران واسكتتها.
كما رصد مجاهدو المقاومة الاسلامية عند الساعة 4.53 مساء تجمعا صهيونيا في موقعي السويداء والطهرة يتهيأ لشن مزيد من الاعتداءات على القرى الآمنة. وعلى الاثر بادرت وحدة الاسناد الناري باستهداف التجمع بشكل مركز ودقيق محققة اصابات مباشرة.