المقاومة الاسلامية لقنت العدو درسا اخر ووجهت له ضربة جديدة حققت فيها نجاحا باهرا يضاف الى نجاحات المجاهدين واخترقت تواجد الاحتلال البغيض في ارضنا لتسطر ملحمة اخرى من ملاحم البطولة على بعد حوالي 3 كيلومتر عن الحدود مع فلسطين المحتلة وعلى عبد امتار قليلة من قيادة جيش لحد العميل في مرجعيون. واصدرت المقاومة الاسلامية بيانا حول العملية البطولية الجريئة هذا نصه: في ذكرى ولادة الامام الجواد (ع) وفي رحاب شهر رجب الحرام والتزاما بالنهج الحسيني قام جنود امير المؤمنين (ع) عند الساعة الثانية عشرة وخمس دقائق من ظهر يوم الاحد الموافق 11/12/94، بنصب كمين لقافلة صهيونية مؤلفة من ملالتين والية كمنكار وريو من نوع ويلس وسيارة جيب عسكرية كانت تمر على طريق مرجعيون ـ الخيام في عمق الشريط المحتل متوجهة الى مركز قيادة جيش الاحتلال في ثكنة مرجعيون، ولدى وصول القافلة الى نقطة المكمن انقض عليها المجاهدون باسلحتهم الرشاشة والصاروخية والتحموا مع عناصرها من مسافة عشرين مترا.
واوضح بيان المقاومة: وبفعل عنصر المباغتة وغزارة النيران التي امطر بها المجاهدون القافلة تم تدمير احدى الملالتين والية الكمنكار واحراق سيارة الجيب والريو وقتل وجرح جميع افراد القافلة كما تمت السيطرة الميدانية الكاملة على منطقة الاشتباكات التي استمرت حوالي النصف ساعة واستشهد خلالها فارس من فرسان المقاومة الاسلامية.
وتابع البيان: في هذه الاثناء استقدم العدو قوات اسناد كبيرة من وحدات الكومندوس وارتال دبابات الميركافا والملالات وقوات من الميليشيات اللحدية من ثكنة مرجعيون والمواقع القريبة المجاورة، وساند هذه القوات البرية تشكيل من الطائرات المروحية التي امنت الحماية لها طائرات حربية جابت سماء المنطقة على علو منخفض.
ولدى وصول هذه التعزيزات الضخمة التحم معها المجاهدون في معركة ضارية استطاعوا خلالها تكبيد العدو عددا من القتلى والجرحى.
وبعد تدخل الطائرات المروحية وقصفها لمحيط العملية بشكل عنيف شن العدو هجمات متلاحقة وعنيفة على منطقة العملية وكأنه يدخلها للمرة الاولى واستبسل المجاهدون في مواجهتها وسطروا اروع ملاحم البطولة فارتفع الى جنان الخلد ثلاثة من فرسان المقاومة الاسلامية التحقوا بركب ابي عبدالله الحسين (ع) معيدين للاذهان صورة ومعنى الجهاد الحسيني والعلوي.
وفيما الاشتباكات كانت لا تزال دائرة قامت مرابض العدو بقصف المنطقة فردت عليها وحدة الاسناد الناري في المقاومة الاسلامية واسكتتها.
في هذا الوقت ايضا ولدى خروج دوريات صهيونية عدة مؤللة من ثكنة مرجعيون قامت المقاومة الاسلامية باستهداف هذه الدوريات بالاسلحة المناسبة وحققت فيها اصابات مباشرة مما ادى الى نشوب حرائق في بعضها.
وعند الساعة ا لواحدة ظهرا حطت طائرات مروحية عدة في مسرح العملية، حيث تم نصب الكمين للقافلة وعملت على اجلاء جثث اصابات العدو الملقاة في ارض العملية. واصدرت المقاومة الاسلامية بيانا زفت فيه استشهاد مجاهديها الاربعة قالت فيه:
الى بقية الله الاعظم الامام المهدي (عج) والى نائبه بالحق المرجع القائد اية الله العظمى السيد الخامنئي.
الى امتنا الاسلامية المجيدة
الى شعبنا الصامد الصابر
الى بواسل المقاومة الاسلامية الابية
الى العيون الوالهة المنتظرة زمن الحرية والتحرير
الى القلوب المتأبطة الحزن والوجع في الشريط الحدودي المحتل نرفع ثلة جديدة من فرسان امير المؤمنين (ع) الذين امتشقوا الدم والسلاح وعبروا الوطن الجريح الى الوطن الاسير ليرسموا في عين الشمس ملحمة المقاومة والاستشهاد.
رجال استلهموا من اميرهم حيدر الكرار(ع) الصلابة والشجاعة والعزم فكانت حياتهم الجهادية ملاحم بطولة وقيام، وبذلك تشهد لهم الساحات والمواقع، الى ان كان التحاقهم بقافلة امراء اهل الجنة في المعركة الاستشهادية ضد قوات العدو الصهيوني على طريق مرجعيون ـ الخيام على مسافة اثني عشر كيلومترا في عمق الشريط الحدودي المحتل وعلى مقربة لا تتجاوز الكيلومترين ونصف من ثرى فلسطين المحتلة.
لقد قاتل هؤلاء الاستشهاديون الابطال على مدى ثلاث ساعات ونصف الساعة وهم افراد مزودون بعزم امة وصلابة قضية مقدسة في مواجهة جيش مدجج حشد كل قطاعاته العسكرية المتواجدة في المنطقة من مشاة ومؤللة بالاضافة الى الاستعانة المكثفة بالطائرات الحربية والطائرات المروحية التي شاركت بنيرانها بغزارة ضد المجاهدين.
لقد اكد شهداؤنا الابرار بأدائهم ومكان استشهادهم ان لا اماكن مغلقة في المنطقة المحتلة امام مقاومينا وان لا اماكن آمنة سيركن لها العدو براحة وطمأنينة وان احتلاله لارضنا بات عبئا ومأزقا ومستنقعا لا يدري منه خلاص.
فعهد المقاومة الاسلامية لامتها وشعبها ان تبقى مستمرة في خيار المقاومة والجهاد حتى تحرير كامل ترابنا المحتل.
بسم الله الرحمن الرحيم "ومن يتول الله ورسوله والذين امنوا فان حزب الله هم الغالبون" صدق الله العظيم.
والشهداء الابرار هم:
ـ الشهيد محمود عبدالله الحاج علي (ابوعلي فريد) مواليد النبطية عام 1973، خضع لعدة دورات عسكرية عليا وشارك في العديد من العمليان النوعية ابرزها: السويداء، الشقيف، بئركلاب، حائز على تنويه سماحة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله.
ـ الشهيد فادي بطش (ابوعلي) مواليد بيروت عام 1972، خضع لدورات اختصاص عسكرية عالية المستوى وشارك في العديد من العمليات النوعية ابرزها: تل نحاس وضهور العيشية وبئركلاب، اصيب جراح لمرات عدة اثناء مشاركته في العمليات، يتمتع بخبرة وشجاعة واحتراف في العمليات العسكرية حائز على تنويه غرفة عمليات المقاومة الاسلامية.
ـ الشهيد هاني طه (ياسر)، مواليد بلدة ميس الجبل في الشريط المحتل عام 1975 تلقى دورات عسكرية عالية ومتخصصة، وشارك في العديد من العمليات النوعية ابرزها: سجد وبئركلاب والسويداء، حائز على تنويه غرفة عمليات المقاومة الاسلامية.
ـ الشهيد حسين موسى مهنا (حيدر)، مواليد بلدة مارون الراس في الشريط المحتل عام 1974، خضع لعدة دورات عسكرية وشارك في العديد من العمليات النوعية ابرزها: برعشيت وطلوسة وعلمان.
وادلى مصدر مسؤول في المقاومة الاسلامية بتصريح حول عملية المقاومة الاسلامية على طريق مرجعيون ـ الخيام جاء فيه:
ان هذه العملية تمثل واحدة من اهم العمليات النوعية التي نفذتها المقاومة الاسلامية لناحية مكان حصولها ومجرياتها وتوقيتها والظروف التي احاطت بها، وهي تاتي استمرار لنموذج العمليات الجهادية ذات الاهداف المتعددة والتي غالبا ما تترك اثارا ميدانية ومعنوية كبيرة في سياق المواجهة الدائرة ضد العدو لتحرير الارض والدفاع عن اهلنا وامتنا، وهنا لا بد من تسجيل الملاحظات التالية:
اولا: من الناحية الميدانية: ان اختيار بلدة مرجعيون حيث مركز قيادة العملاء وحيث يعتبرها المحللون الاسرائيليون بيتا خلفيا لقواتهم داخل الشريط المحتل، وتحديدا اختيار الناحية الجنوبية الشرقية من البلدة على مقربة 2 كيلومتر ونصف من الحدود مع فلسطين المحتلة، وان حصول الهجوم وقت الظهيرة وبطريقة الالتحام عن قرب (20 مترا)، كل ذلك يوضح في العملية ابعادا شديدة الاهمية، اولها البعد الاستشهادي للعملية والتأكيد على قدرة المقاومة على الوصول الى مناطق يفترضها العدو مغلقة وآمنة، والضرب حيث لا يتوقع العدو بتاتا، على غرار ما حصل مع عملية الدبشة وعملية استهداف العميل عقل هاشم في بنت جبيل، ومن الاكيد ان حركة قوات العدو وعملائه بعد عملية مرجعيون ستخضع لاعادة نظر شاملة نظرا لانكشافها ولقدرة المقاومة على اختراق مقومات الحماية الخلفية لقوات العدو.
ثانيا: لقد اظهرت تجربة المواجهة التي خاضها مجاهدونا في عملية مرجعيون وفي عمليات سابقة ايضا، ان جنود العدو الصهيوني يفقدون توازنهم العسكري والمعنوي في حالات الالتحام المباشر، وهذا ما تجلى في عملية مرجعيون حيث جرى تفكيك وبعثرة كل القافلة وابادة قسم منها في حين لجأ جنود العدو الذين كانوا خارج المرمى المباشر لنيران المجاهدين الى الهرب والمغادرة.
ثالثا: ان الاسباب الرئيسية لاستشهاد اخواننا المجاهدين تكمن في عدم لجوئهم للانسحاب على اثر توجيه الضربة المباغتة والاشتباك الذي اعقبها مع قافلة العدو، بل اصروا على خوض معركة اخرى مع قوات الاسناد التي لم تقترب مباشرة من منطقة العملية، بل اكتفت بالاعتماد على غزارة النيران عن بعد والاستعانة بسلاح الطيران.
رابعا: لقد اكدت سلسلة العمليات النوعية التي نفتها المقاومة الاسلامية خلال الاشهر الاخيرة انها باتت تمتلك زمام المبادرة والتأثير بمجريات الوضع بصورة اكبر واكثر فاعلية، وهي قد حشرت جيش العدو في زاوية من التعثر والارباك ومشاعر الاحباط في صفوفه، واللهاث الدائم حول اشكال مبتكرة من الحماية بهدف التقليل من الخسائر، وفي قراءة تعليقات وتحليلات قادة العدو العسكريين والسياسيين نلاحظ تنامي التشكيك بالذات وقلق السعي الدائم للتكيف مع المستجدات التي يولدها تنامي وتصاعد وتيرة عمليات المقاومة، والتفتيش عن مداخل تسمح باعادة امتلاك زمام المبادرة على ساحة المواجهة.
تلفزيون العدو ذكر في نشرته المسائية ان ضابطا قتل وجرح سبعة جنود اسرائيليون في الكمين الذي نصبته المقاومة وقال: ان الجنود اصيبوا في ضربة النيران الاولى وتم نقلهم الى مستشفيات شمال فلسطين المحتلة، واعترف بان الضابط وهو قائد القافلة قتل فور بدء الاشتباك ومن طلقة النيران الاولى، وان جنود القافلة استمرار باطلاق النار لمدة 3 ساعات ونصف الساعة.
وفي اليوم الثاني اعترفت مصادر امنية في الشريط المحتل ان احد الجرحى الصهاينة السبعة توفي في مستشفى رامبام في حيفا متأثرا بجراحه ليرتفع قتلى الصهاينة الى اثنين باعتراف العدو نفسه.