المجاهدون في المقاومة الاسلامية لم يكلوا من ضرب العدو بل زادتهم عزيمتهم اصرارا على ملاحقة العدو وعملائه اينما وجدوا داخل ارضنا المحتلة، وسطروا ملحمة اخرى من ملاحم البطولة الحقة وقدموا الدماء فداء للامة الاسلامية، وها هو الاحتلال يتلقى صفعة اخرى هزت كيانه الهش بسلسلة عمليات جريئة ومواجهات بطولية خاضها المجاهدون. وشرحت المقاومة تفاصيل هذه العمليات ببان مطل جاء فيه: ان المقاومة الاسلامية التي رفعت بندقيتها عاليا وجعلت من اجساد مجاهديها سياجا يحمي قرى وبلدات اهلنا الطيبين في مواجهة الغزاة الصهاينة.. تؤكد مرة جديدة ان دم شهدائها ينتصر على آلة الحرب الصهيونية وان ايمانهم وعزيمتهم اقوى من كل هذا الضجيج الصهيوني الذي يتساقط كل يوم عند اقدامهم الراسخة في تراب هذه الارض المقدسة. فقد صنع مجاهدون وعلى عادتهم ملحمة انتصار وعزة وكرامة.. وخاضوا مع قوات العدو مواجهات ضارية وكالوا له الضربات الموجعة من حيث يحتسب ومن حيث لا يحتسب.
فعند الساعة التاسعة وخمس واربعين دقيقة من مساء الاثنين 29/9/94 قامت مجموعة الشهيدين عباس الوزواز ونمر حميد بنصب كمين محكم لدورية مشاة صهيونية، بين موقعي البرج وعلي الطاهر وكانت تضم مجموعتين، تتألف كل مجموعة من ثمانية افراد..
وقد تحكم المجاهدون بالدورية في منطقة مجللة بحيث تمكنوا من ابادة المجموعة الاولى ف اشتباك عنيف استخدموا فيه القنابل اليدوية نظرا لقرب التلاحم الذي لم يتجاوز امتارا عديدة.. وقد اكمل المجاهدون عمليتهم البطولية بالهجوم على المجموعة الصهيونية الثانية في وقت كانت اقدامهم فيه تدوس عددا من جثث العدو التي كانت بلا حراك بتاتا.. وقد ادت هذه المواجهة الضارية الى استشهاد المجاهد البطل الاخ حسن حايك وانتقاله فائزا الى الملكوت الالهي.
هذا وكانت مجموعة الشهيد سمير عقيل هي مجموعة اسناد تابعة للمقاومة الاسلامية، تخوض اشتباكا مع قوة اسناد صهيونية حاولت التدخل لانقاذ الدورية الصهيونية.. في وقت راحت مواقع العدو تقصف موقع انتشار مجمعة الاسناد..وفي حين تمكن فيه المجاهدون من الحؤول دون تدخل القوة الاضافية للعدو الصهيوني.. واجبارها على الانكفاء والتراجع، وقد قضى ونتيجة للقصف الصهيوني شهيدان بطلان هما المجاهد البطل الاخ يوسف عبدالكريم ياسين والمجاهد البطل الاخ موسى حبيب فحص.
وكانت المقاومة الاسلامية قد خاضت مواجهات عنيفة مع مواقع البرج وعلي الطاهر والدبشة.. كرد على القصف العنيف الذي استهدف المناطق المحررة، وقد تمكن المجاهدون من الحاق اضرارا وخسائر في هذه المواقع فضلا عن اسكات بعضها..
ان المقاومة الاسلامية التي اكدت انها لن تألو جهدا في القيام بواجبها تجاه اهلها وارضها تفتخر بشهدائها الابطال وتؤكد مجددا تصميمها على مواصلة جهادها حتى دحر الاحتلال، وهي تعاهد قائدها وشهداءها على ان تبقى بندقيتها مشرعة لمواجهة العدو واجباره على التقهقر عن بلادنا. وما النصر الا من عند الله.
وفيما يلي نبذات عن حياة الشهداء الثلاثة: حسن كمال حايك ويوسف عبدالكريم ياسين وموسى حبب فحص الذين استشهدوا اثناء المواجهة البطولية التي خاضتها المقاومة الاسلامية ضد دورية اسرائيلية واسفرت عن اصابة 16 جنديا اسرائيليا على طريق البرج ـ علي الطاهر.
الشهيد حسن كمال حايك، مواليد كفرتبنيت 1971، خضع لدورات عسكرية عدة عالية المستوى، وحائز على تنويه من غرفة عمليات المقاومة الاسلامية. شارك في عمليتي ارنون والعيشية النوعيتين، اضافة الى عمليات اخرى. استشهد في 29/8/94.
الشهيد يوسف عبدالكريم ياسين، مواليد كفرتبنيت عام 1973. شقيق الشهيد احمد عبدالكريم ياسين الذي استشهد قبل اربعة اشهر اثناء تنفيذ عملية للمقاومة الاسلامية. انتسب الى صفوف المقاومة الاسلامية عام 1987. خضع لدورات عسكرية عدة عالية المستوى، وشارك في العديد من العمليات منها: علمان والشومرية وعلي الطاهر والبرج والدبشة. استشهد بتاريخ 3/8/94.
الشهيد موسى حبيب فحص، مواليد جبشيت عام 1972، خضع لدورات عسكرية عدة عالية المستوى. انخرط في صفوف المقاومة الاسلامية عام 1989، وشارك في عدة عمليات منها: الريحان ـ تل النحاس ـ علمان، وعرف بشجاعته وسيرته الحسنة وصلابة ايمانه. استشهد في 29/8/94.
مرة جديدة استوقف جهاد المقاومين المراقبين على مفترق محطات لان هذه العمليات اثبتت بما لا يدع مجالا للشك ان المقاومة الاسلامية قادرة على ان تصل الى أي هدف تريده، وهي تظهر مدى قدرة المقاومة على اختراق دفاعات العدو والوصول الى مناطق حساسة جدا كالخيام وشبعا والريحان وزرع عبوات ناسفة في نقاط صعبة للغاية.