ولم تغرب شمس هذا اليوم بدون ان ينفذ المجاهدون في المقاومة الاسلامية ملحمة اخرى من ملاحمهم البطولية حيث ضربوا العدو على بعد 3 كيلومترات من حدود فلسطين المحتلة في تأكيد جديد على ان يد المقاومة قادرة على الوصول الى أي موقع او مكان يتواجد فيه الاحتلال على ارضنا الاسلامية الغالية، واختراق اجهزة الانذار والرصد المبكر والتكتيكات لتفتك بقوافل العدو، وانها قادرة على ضرب ما يعتبره الصهاينة نخبة المقاتلين في لواء غولاني الذي اصيب بنكسة من جراء عمليات المقاومة الناجحة حسب اعترافات اوساط الاحتلال، وقد اصدرت المقاومة الاسلامية بيانا مطولا عن عمليات المجاهدين البطولية، جاء فيه:
في ذكرى اربعين الامام الحسين (ع) رمز قيام الحق في وجه الباطل والانتصار عليه، رغم الاختلال في موازين القوى المادية بينهما، وفي الذكرى السنوية الاولى لعدوان الايام السبعة الذي واجهه شعبنا بروح حسينية ايضا، فانتصر بارادته وصموده ووحدته والتحامه مع مقاومته.. شنت المقاومة الاسلامية نهار الاثنين 25/7/94 سلسلة مواجهات بطولية، معتمدة وسائل وتكتيكات متعددة، هدفت بالاضافة الى سعي المقاومة المستمر والدائم للنيل من العدو المحتل وتحرير الارض من رجسه ودنسه، الى توجيه ضربات خطافة ومركزة خلف حشوده وتعزيزاته التي دفع بها خلال الايام الماضية الى المنطقة المحتلة، وذلك بهدف زعزعة هذه الحشودات وارباكها والنيل منها معنويا واشغالها باستمرار على النحو الذي يعوق تحركاتها واستعداداتها التصعيدية المحتملة.
وتأتي المواجهات ايضا، خاصة في جانبها النوعي الذي تمثل بعملية تل نحاس ـ ديرميماس (على بعد ثلاثة كيلومترات من الحدود اللبنانية الفلسطينية) في لحظة سياسية استثنائية لتاكيد خيار المقاومة للاحتلال الصهيوني، والتمسك بكل حقوق امتنا في الارض والمياه والامن ورفض الانصياع للهيمنة الاميركية الشيطانية، في مقابل ما يجري على المقلب الاخر في الحضن الاميركي من توقيع انهزامي خياني لاتفاقات اردنية ـ صهيونية لا تلزم الا موقعيها في وقت تصر فيه شعوب امتنا على التأكيد انها ليست معنية بالتزامات الانظمة ولا اتفاقاتها.
اما في تفاصيل المواجهات، فعند الساعة 4.13 من بعد الظهر هاجمت المقاومة الاسلامية، سرية شيخ الاسرى عبدالكريم عبيد، التي ضمت فصيل الشهيد حسن رمال وفصيل الشهيد جمال جوني وفصيل الشهيد حسين رمضان، قافلة تعزيزات صهيونية مؤللة على طريق تل نحاس ـ دير ميماس، وتحديدا على مقربة ثلاثة كيلومترات من الحدود اللبنانية الفلسطينية، وقد ادى الهجوم الصاعق والمباغت والذي استخدمت المقاومة فيه مختلف انواع الاسلحة المتوسطة والثقيلة ومن مختلف العيارات، الى تدمير شاحنتي ريو واليتي كمنكار كانت محملة بالجنود الصهاينة الامر الذي اوقع عددا كبيرا من جنود العدو بين قتيل وجريح، وادى لاصابة عدد اخر من الآليات واعطابها.. واضاف البيان: من ناحية اخرى وسعيا لشل قدرة مواقع العدو على التدخل قامت وحدة الاسناد الناري في المقاومة الاسلامية بدك مواقع العدو التي تحيط بمنطقة العملية في العزية وتل النحاس وقلعة الشقيف مما ادى الى تدمير دشمها وتحصيناتها والحاق اضرارا بداخلها.
وفي هذا الوقت قام فصيل الشهداء حسين محمد ناصر ومحمد فضل الله شومان ويوسف علي الموسوي من سرية شهداء عين كوكب بالانقضاض على دبابة ميركافا اثناء خروجها من موقع الطيبة لمساندة القافلة المستهدفة من قبل رجال المقاومة، وقد ادى الهجوم على موقع الطيبة الى احراق الدبابة المشار اليها بشكل كامل واصابة طاقمها.. فضلا عن التدمير الذي لحق بتحصينات الموقع ومنشآته.
كذلك قام فصيل الشهداء محمد اسعد الموسوي وعلي طه وعلي طوقه من سرية شهداء حرب الايام السبعة، وبالتزامن مع المواجهة التي كانت تدور بين المقاومين والعدو الصهيوني عند موقع الطيبة بالهجوم العنيف على موقع القنطرة حيث تمكن المجاهدون من تدمير دبابة ميركافا اخرى كانت على وشك مغادرة الموقع لمساندة القافلة الصهيونية المستهدفة على طريق دير ميماس ـ تل النحاس، وقد سقط طاقم الدبابة بين قتيل وجريح.. في حين بقيت النيران تتصاعد منها لوقت غير قليل وتشاهد بالعين المجردة، من جهة القرى المحررة.
وكانت وحدة الاسناد الناري في المقاومة الاسلامية، قد استهدفت موقع الزفاتة المدفعي التابع للعدو الصهيوني استهدافا مركزا وعنيفا ردا على قصفه العشوائي للمناطق المحررة، بحيث تمكنت من اصابته واسكاته في حين ظل الدخان يتصاعد منه ويشاهد من مناطق بعيدة.
وختم البيان: ان المقاومة الاسلامية اذ تؤكد اصرارها وثباتها على خط التحرير خط الشهادة والانتصار خط مقارعة العدو مهما غلت التضحيات فانها تعلن عن اسم شهيدها البطل الذي قضى الى ربه قانعا مطمئنا فائزا في سياق المواجهات وهو الشهيد حسن علي ابراهيم (ابومصطفى) من مواليد يحمر في 14/1/94 متزوج ولديه ثلاثة اولاد: مصطفى وفاطمة وعلي ، شارك بجرأة وفاعلية في عمليات جهادية عدة، وكان قد التحق بصفوف حزب الله في العام 1987 واستشهد عصر يوم الاثنين 25/7/94.
ان المقاومة الاسلامية تجدد لبقية الله الحجة المهدي (عج) ولولي امر المسلمين اية الله السد علي الخامنئي (حفظة الله) ولكل الشهداء والاسرى والجرحى، عهد المضي حتى النهاية.
وسائل اعلام العدو والعملاء اعترفت بفداحة الخسائر التي اصيبت بها قوات الاحتلال خلال عمليات المقاومة وفي الاشتباكات التي تلتها، واشارت الى مقتل ضابط اسرائيلي برتبة ملازم اول يدعى شاي غولدشتاين (21 عاما) من بلدة الحظيرة في فلسطين المحتلة وخدم في صفوف لواء المظليين، واعترفت هذه الوسائل باصابة 13 جنديا، بينهم ضابط برتبة مايجور حالته خطرة، وان القتيل والجرحى ينتمون الى فرقة المظليين في لواء غولاني واعتبرت ان هذا اللواء اصيب بنكسة نتيجة للخسائر التي من بها.
واشارت الرواية الاسرائيلية للعملية الى ان سبعة مراكز اسرائيلية على خط التماس في قطاع العيشية وجبل الطاهر تعرضت لهجمات واسعة بمختلف الاسلحة الرشاشة والقذائف الصاروخية والمدفعية، وان عددا من جرحى الاحتلال تم نقلهم في موكب عسكري من محور العيشية الى مرجعيون، فوقع الموكب في كمين عند تلة لوبيا الامر الذي رفع عدد المصابين وادى الى احتراق ثلاثة آليات عملت آليات مدرعة على سحبها.