الضفة الغربية ـ خاص
كما كل الأسيرات لملمت الأسيرة
الفلسطينية "لينا الجربوني" ملابسها في حقيبة صغيرة، واختارت كما الأخريات "اقرب
الكتب" إلى قلبها... وباتت تنام وتحلم في يوم الحرية الذي سيجمعها مع أهلها
وعائلتها بعد عشر سنوات من السجن والاعتقال.
ورغم البلبلة "إطلاق سراح 27
أسيرة"، والأسيرات عددهن 36، إلا أن الأسيرة لينا، من عرابة البطوف القريبة من
مدينة عكا المحتلة عام 1948، لم تشك للحظة بأنها من ضمن الـ27 وليس من ضمن الـ 9
المستثنيات، وبقيت لأيام تفكر في لحظة خروجها من هذا "القبر".
ليست ضمن الدفعة
الأولى
الصدمة كانت حينما زارهن أحد ضباط "الشاباك" وسلّم الأسيرات لائحة بأسماء
المفرج عنهن، مرات ومرات قرأت لينا وزميلاتها القائمة، إلا أن اسمها لم يكن
موجودا.
تقول الأسيرة المحررة بشرى الطويل التي خرجت ضمن الدفعة الثانية من
الصفقة التي نفذت قبل أيام: "كانت الصدمة كبيرة على الجميع، لينا وكافة الأسيرات،
حتى إن الأسيرة قاهرة السعدي أغمي عليها من شدة البكاء، الجميع كان يعلم أنها أحق
بالخروج من أي أسيرة أخرى".
وهذا الحق الذي تتحدث عنه الطويل سببه أن جميع من لم
يفرج عنهن موقوفات، أو أن أحكامهن تنتهي خلال أشهر، فيما عدا لينا المحكومة 17
عاما، قضت عشرة وبقي لها سبعه أعوام كاملة، ما يعني أنها بعد أقل من عشرة أشهر، وهي
أطول مدة متبقية للأسيرات، ستبقى وحيدة في سجون الاحتلال.
وكانت سلطات الاحتلال
الصهيوني رفضت الإفراج عن لينا وأسيرتين من فلسطين المحتلة عام 1948 (ورود القاسم
وخديجة أبو عياش) بحجة أنهن يحملن البطاقة "الإسرائيلية" و أن الإفراج عنهن قضية
داخلية.
وعود...
الحزن الكبير والخيبة التي شعرت بها لينا تلاشى شيئا فشيئا
لدى لينا وباقي الأسيرات وخاصة حينما أعلنت قادة المقاومة التي نفذت الصفقة أن صفقة
استثنائية ستجري للإفراج عن الأسيرات التسع قبل إتمام الشق الثاني من
الصفقة....
أسبوع تلاه أسبوع آخر إلا أن شيئا من ذلك لم يحدث، حتى موعد تنفيذ
الشق الثاني من الصفقة في الشهر الحالي، ومن جديد لملمت لينا ما لديها في حقيبتها
مستعدة للخروج... إلا أن ذلك لم يحدث أيضا...
تقول المحررة بشرى الطويل: "كان
إعلان أسماء الأسيرات المفرج عنهن ضمن الدفعة الثانية من الأسيرات بمثابة "
الانتكاسة" للأسيرة لينا، أملها بالإفراج عنها تلاشى بالكامل".
وتنقل بشرى عن
لينا قولها إنها صابرة ومحتسبة ولكن من حقها أن تخرج من السجن كما كل الأسيرات،
وتابعت بشرى: "حملتنا لينا رسالة إلى المقاومين والمفاوضين على حد سواء بألا ينسوها
في سجون الاحتلال يستفرد السجان فيها".
هذه الرسالة حفظتها كافة الأسيرات
الفلسطينيات المفرج عنهن ضمن الصفقة وفي السابق على حد سواء، وقمن ببثها عبر
الإعلام وعبر بيانات ليسمع الجميع "صرخة لينا" لعل من يسمع ويعمل على
تحريرها.
لينا: لا تتركوني للسجان
وعبر ائتلاف "نساء من أجل الحرية" الذي
تشكل من كافة الأسيرات المفرج عنهن من سجون الاحتلال أطلقن حمله للإفراج عنها ضمن
سلسلة من الفعاليات والاعتصام.
تقول المنسقة للحملة المحررة قاهرة السعدي التي
عاشت مع لينا طوال فترة حكمها في غرفة واحدة: "سنواصل تحركنا حتى يتم تبييض سجون
الاحتلال من الأسيرات بالكامل، وسنقوم بكل ما نستطيع لإيصال صوت لينا
للجميع".
وحمّلت السعدي هذا الخطأ ـ بعدم شمل الأسيرة لينا وباقي الأسيرات ضمن
الشق الثاني من الصفقة ـ للجانب الفلسطيني المنفذ للصفقة وللوسيط المصري الذي قبل
هذه الصفقة من دون تضمُّن اسم لينا.