نتنياهو خلال استقباله شاليط : دفعنا ثمنا باهضا في عملية التبادل
مرة جديدة، أثبتت عملية تبادل الأسرى بين حركة "حماس" والكيان
الصهيوني، صوابيّة نهج المقاومة وخيارها الإستراتيجي لتحرير الأرض
والإنسان، حيث إنتهت المرحلة الأولى من عملية التبادل بعد أن جرى الإفراج
عن 477 معتقلاً فلسطينياً مقابل إطلاق سراح الجندي الصهيوني الأسير جلعاد
شاليط على أن تجري المرحلة الثانية من عملية التبادل بعد شهرين.وقد بدأت الدفعة الأولى من عملية تبادل الأسرى فجر الثلاثاء بتسليم حركة "حماس" الجندي الصهيوني الى السلطات المصريّة، بالتزامن مع وصول الأسرى الفلسطينيين الى الجانب المصري حيث جرى نقلهم الى قطاع غزة، وشملت الدفعة الأولى 477 معتقلاً فلسطينياً، بينهم 27 أسيرة من أصل 1027 أسيراً سيفرج عنهم بعد شهرين.
وفيما وصل الى معبر رفح ثلاثمئة أسير فلسطيني، حيث كان في استقبالهم رئيس الحكومة الفلسطينية إسماعيل هنيّة وقيادات فلسطينيّة، انتقل الأسرى الى ساحة الكتيبة في مدينة غزة، حيث تجمع أكثر من مئتي ألف شخص للمشاركة في المهرجان المركزي الذي أقيم لاستقبال الأسرى المفرج عنهم، في وقت أُقيمت في رام الله استقبالات شعبية ورسميّة حاشدة للاسرى المحررين.
الى ذلك، أعلنت حال الطوارىء في مطار القاهرة الذي وصلت إليه ثلاث (3) طائرات تركية وسورية وقطرية، لنقل أربعين (40) أسيراً من الأسرى الفلسطينيين المبعدين الى الخارج. كما وصل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل الى القاهرة للاشراف على عملية التبادل.
والى الضفة الغربية، وصل 133 أسيراً فلسطينياً، وكان في استقبالهم رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، الذي كشف عن وجود اتفاق مع "إسرائيل" على إطلاق سراح دفعة جديدة من الأسرى تماثل الدفعة التي أطلقت في إطار صفقة التبادل.
وقال عباس، "لا أذيع سراً إذا قلت إن هناك اتفاقاً بيننا وبين الحكومة الإسرائيلية على دفعة أخرى مثل هذه الدفعة بعد أن تنتهي إن شاء الله، ونطالبهم بأن يفوا بعهدهم إذا كان العهد عندهم مسؤولاً"، مشيراً إلى أنه "سنرى إن شاء الله قريباً هنا الأخ مروان البرغوثي "فتح" والأخ أحمد سعدات "الأمين العام للجبهة الشعبية" الذي نتمنى له الشفاء العاجل، ونريد أن نرى إن شاء الله إبراهيم حامد "حماس" أيضاً وعباس السيد "حماس"وكل أسير وأسيرة عائدين محررين إلى الوطن بإذن الله".
أما في القدس المحتلة، فوصل أربعة عشر أسيراً فلسطينياً، في وقت كانت قد حدثت مواجهات بين أهالي الأسرى وجيش الإحتلال عند معبر بيتونيا.
وكانت كتائب "القسام" سلّمت الجندي الصهيوني الأسير شاليط الى الجانب المصري رسمياً، ومنه جرى تسليمه الى الجانب الصهيوني حيث نقل الى داخل الكيان الصهيوني، وفق مشاهد نقلتها القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي.
وأعلن الجيش الصهيوني على لسان المتحدّث باسمه يواف مردخاي، في مؤتمر صحافي عقده في معبر كرم أبو سالم، وصول شاليط الى فلسطين المحتلة.
وخلال حفل استقبال شاليط إعترف رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو أن كيانه دفع ثمنا باهضا في عملية التبادل التي حصلت وقال إن هذا اليوم هو يوم صعب على "إسرائيل ".
وفي لقاء بثه التلفزيون المصري معه، قال شاليط إنه تلقى نبأ الصفقة قبل أسبوع، وأضاف "أحسست أنها الفرصة الأخيرة لتحريري من الأسر، ولا أستطيع أن أصف مشاعر الفرحة التي غمرتني حين سمعت النبأ، اشتقت لعائلتي وأصدقائي وللعودة للحياة الطبيعية".
وأعرب شاليط عن أمله بالإفراج عن آلاف الفلسطينيين بالمعتقلات الإسرائيلية وتسهيل عودتهم لأسرهم، متمنيا أن تساهم صفقة الإفراج عنه في تحقيق "السلام" بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
على خط مواز، أجرى رئيس الحكومة الفلسطينيّة في غزّة إسماعيل هنيّة، إتصالاً هاتفيّاً برئيس الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة محمود أحمدي نجاد، شرحَ له فيه تفاصيل عمليّة تبادل الأسرى بين حماس وكيان العدو، شاكراً نجاد على "دعم الإنتفاضة" الفلسطينيّة، فيما هنأ الرئيس الإيراني الشعب الفلسطيني بهذا الإنجاز، مؤكّداً وقوف الشعب الإيراني إلى جانب الشعب الفلسطيني حتى ينال حريته واستقلاله.
وبينما رحبت وزيرة الخارجية الأميريكية هيلاري كلينتون بما أسمته انتهاء محنة جلعاد شاليط، أكّد نائب رئيس الوزراء التركي بولند ارينش أنّ بلاده ساهمت بشكل كبير في الافراج عن شاليط، مشدداً على ضرورة وقف الدم وجعل فلسطين أكثر حرية واستقلالاً وأمنًا داخل حدودها .