وتخلل اللقاء كلمات عدة شددت على ضرورة دعم الاسرى الفلسطينيين في السجون الاسرائيلية، واستغربت اهتمام العالم بالجندي الاسرائيلي الاسير لدى حركة "حماس" جلعاد شاليط واهمال الانظمة العربية لأكثر من احد عشر الف اسيراً في سجون الاحتلال.
وفي هذا الاطار، اكد نقيب الصحافيين محمد بعلبكي انه، وعلى الرغم من التعذيب والظلم والاضطهاد الذي يتعرض له الاسرى في السجون الاسرائيلية بهدف كسر معنوياتهم، الا ان الاسرى يأبون ان ينحنوا لارادة المحتل، معتبراً انهم شكلوا عبر العقود الماضية منارة وعنوانا للصمود والثبات والتحدي والقهر والظلم، مؤكداً انهم لا يزالون يعتزمون على الاستمرار في مواصلة طريق الجهاد والمقاومة حتى يحقق الشعب الفلسطيني أهدافه بالتحرير والعودة والاستقلال.
في غضون ذلك، استغرب بعلبكي الصمت الدولي على استمرار اسر واعتقال الاف العرب والفلسطينيين في سجون الاحتلال الصهيوني بينما يتحرك المجتمع الدولي من اجل الافراج عن جندي صهيوني قاتل اسر في معركة عسكرية.
في موازاة ذلك، دعا بعلبكي فصائل المقاومة الفلسطينية كافة الى رص الصفوف وتوحيد الجهود لمواجهة غطرسة المحتل وارغامه على الافراج عن الاسرى في سجون الاحتلال بالوسائل كافة، مطالباً الدول العربية والاسلامية وقواها الحية الى مناصرة الشعب الفلسطيني وخصوصاً قضية الاسرى والمعتقلين والضغط على هيئات المجتمع الدولي لدعم قضيتهم والعمل على الافراج عنهم من سجون الاحتلال الصهيوني.
كما طالب المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الانسان التدخل العاجل لدى الكيان الصهيوني للافراج عن الاسرى والمعتقلين الذين ناهز عددهم ثمانية الاف اسير واسيرة ومنهم 340 طفلا و80 امرأة يعانون أوضاعاً صعبة جداً.
الناطق الرسمي باسم هيئة الاسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال عطا الله حمود
من ناحيته، أثار الناطق الرسمي باسم هيئة الاسرى والمعتقلين في
سجون الاحتلال عطا الله حمود سلسلة تساؤلات، واذ قال "أين هي قضية الاسرى
والمعتقلين في سجون الاحتلال الصهيوني امام ما يجري في المنطقة العربية
والاسلامية من انتفاضات ومتغيرات ومطالبات شعبية لفك القيد في سجون
الاحتلال، اعتبر حمود ان هذا الامر يتطلب جهداً من الثوار والشعوب لان تضع
في سلم اولوياتها واهتماماتها فلسطين وقضية الاسرى والمعتقلين في سجون
الاحتلال.
وأضاف حمود "أين قضية الاسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال الصهيوني من
التهافت الانساني والدولي الذي نشهده اليوم في مجلس الأمن الدولي والامم
المتحدة والاتحاد الاوروبي والهيئات الانسانية والدولية التي تسارع اليوم
الى جمع التحالفات متيحة لنفسها التدخل، تارة تحت ذريعة الدفاع عن
المدنيين، واخرى لحماية بعض الانظمة الضالة فقط لحماية مصالح الولايات
المتحدة وحلفائها والكيان الصهيوني، فيما لا تحرك هذه القوى ساكناً تجاه
اعتقال العدو الصهيوني لأكثر من عشرة الاف اسير فلسطيني وعربي يقبعون في
سجون الاحتلال الصهيوني.
وتابع "أين قضية الاسرى من هذه الأنظمة العربية المترنحة التي وبسحر ساحر
تحركت وحركت طائراتها وجيوشها وبلطجيتها وفتحت مستودعاتها ومطلقة
دبلوماسييها لحماية انظمتها العملية وضرب شعوبها وارتكاب المجازر بحق
مواطنينها.
واعتبر حمود ان هذه التساؤلات تحتم على الشعوب العربية ان تعي خطورة
المرحلة التي تمر بها المنطقة وخطورة المؤامرة التي تستهدف اعتقال القضية
الفلسطينية وارادة الشعب الفلسطيني بالداخل وبالشتات.
ودعا حمود الى انهاء الانقسام الفلطسيني المقيت والى بدء المصالحة الفلسطينية - الفلسطينية.
رئيس رابطة الاسرى المحررين مهنا كساب
رئيس رابطة الاسرى المحررين مهنا كساب اعتبر انه من الواجب الوطني
اعادة الاعتبار لقضية الأسرى والعمل لوقف الانتهاكات الخطيرة بحقهم،
مؤكداً انه من واجب الشعب الفلسطيني والأمتين العربية والاسلامية العمل
دائماً وأبداً لدعمهم ومساندتهم وتحريرهم.
ولفت مهنا الى ان الاسرى والمعتقلين في السجون والمعتقلات الاسرائيلية كافة
يواجهون انتهاكا فاضحاً لأبسط حقوقهم الانسانية، كما يواجهون ارهاباً
منظماً وخرقاً سافراً لمواثيق الأمم المتحدة المتعلقة بحقوق الانسان
والاتفاقات الدولية حول معاملة اسرى الحرب والسكان المدنيين في زمن الحرب.
من جهة ثانية، دعا مهنا الى الضغط لتنفيذ قرار الجمعية العمومية لمنظمة
الصحة العالمية الصادر في ايار 2010 القاضي بارسال بعثة تقصي حقائق بمشاركة
الصليب الاحمر الدولي حول تدهور الوضع الصحي للأسرى في السجون، مطالباً
بالعمل لاستصدار فتوى من محكمة العدل الدولية حول المكانة القانونية للأسرى
في سجون الاحتلال لحسم الجدل القانوني حول الكثير من القضايا المتعلقة
بالمعتقلين الفلسطينيين.
واعتبر مهنا انه اصبح من الواجب على الجميع كسر العزلة عن الاسرى
الفلسطينيين وتحديد مركزهم القانوني وما لهم من حقوق بموجب القوانين
الدولية والانسانية، مؤكداً ان تقاعس المجتمع الدولي عن القيام بمسؤولياته
الاخلاقية تعتبره "اسرائيل" تشجيعاً لها بالاستمرار في ارتكاب جرائمها
وانتهاكاتها.
عضو المجلس السياسي في حزب الله حسن حردج
من ناحيته، عضو المجلس السياسي في حزب الله حسن حدرج أجرى مقارنة
بين اداء ادارتنا السياسية والادارة السياسية الاسرائيلية تجاه قضايا
الصراع والمواجهة مع العدو الصهيوني.
وفي هذا الاطار، تساءل حدرج كيف نجحت "اسرائيل" في بناء رأي عام عالمي حول
خطورة قضية عودة اللاجئين الفلسطينيين الى ديارهم واستتبعت ذلك ببناء قناعة
على نطاق واسع من العالم بضرورة الاعتراف بيهودية "دولة اسرائيل" بينما
اداراتنا السياسية لم تنجح حتى الان في تظهير الابعاد الانسانية العميقة
لمسألة حق عودة اللاجئين الفلسطينيين الى ديارهم.
كما تساءل كيف نجحت الادارة السياسية الاسرائيلية في اسقاط تقرير غولدستون
وفي جعل مصيره سلة المهملات بينما لم تكن هناك بالاصل ادارة سياسية عربية
لجعل هذا التقرير سيفا مسلطا على الكيان الصهيوني يحمله مسؤولية جرائم
الابادة الجماعية التي نفذها بحق قطاع غزة.
وتابع "كيف استطاع الاسرائيليون ان يجعلوا من قضية جندي كان يمارس عدوانا
على الشعب الفلسطيني قضية رأي عام بامتياز، بينما فشلت الادارات السياسية
العربية في جعل قضية الاسرى الفلسطينيين قضية رأي عام"، مستغرباً عدم تمسك
المسؤولين العرب برفضهم البحث في قضية شاليط ما لم تكن قضية الاسرى
والمعتلقين الفلسطينيين بشكل واضح في قضية البحث.
وفيما اعتبر انه اذا كانت الادارة السياسية السورية لم تتخل عن القضية
الفلسطينية وقامت بواجبها في جميع المراحل وفي ظل كل الضغوط، أمل حدرج ان
تستعيد مصر من خلال التغيير الذي شهدته، دورها وموقعها الرياديين في حمل
القضية الفلسطينية لتكون قضية عمل سياسي وادارة سياسية ودبلوماسية على كل
المستويات وفي كل الاوساط الدولية.
ممثل تحالف القوى الفلسطينية علي بركة
من جهته، أشار ممثل تحالف القوى الفلسطينية علي بركة الى ما يتعرض
له الاسرى الفلسطينيون والعرب في سجون الاحتلال الصهيوني الذي يمارس ضدهم
كل انواع الاذلال والاهانة كالتفتيش العاري، ومنعهم من الزيارات وتقليص حصص
الطعام وحرمانهم من العلاج، موضحاً ان هذا الامر يشكل انتهاكاً مكشوفاً
لمبادئ اتفاقية جنيف الرابعة التي تمنح الاسرى حق الزيارة بشكل شهري
ومتواتر، وأكد ان "الاحتلال يتعمد تشريع انتهاكاته بحق الاسرى ليوهم العام
بأنها قانونية ولا يوجد بها مخالفة لأي من القوانين والتشريعات، وهذا بحد
ذاته التفاف على حقوق الاسرى.
ودعا بركة وسائل الاعلام كافة الى نصرة الاسرى ومؤازرتهم، بشكف الحقائق
وفضح الممارسات الصهيونية ضدهم، مؤكداً ان الفصائل المقاومة الفلسطينية لن
تتخلى عن الاسرى وستدافع عن قضيتهم العادلة والمحقة، متوعداً "بأسر عدد
جديد من الصهاينة، فإن شاليط وحده لا يكفي للافراج عنهم".
الى ذلك، دان بركة جريمة اغتيال المتضامن الايطالي فيكتور اريغوني التي
حصلت في غزة صباح اليوم، معتبراً ان من قام بهذه الجريمة البشعة هو شريك
للاحتلال الصهيوني في الحصار والعدوان على قطاع غزة ويهدف الى تخويف
المتضامنين الاجانب ومنعهم من المشاركة في القوافل الدولية التي تستعد
للتوجه الى غزة لكسر الحصار.
في موازاة ذلك، طالب بركة المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الانسان بالتدخل
لانقاذ الأسرى من سجون الاحتلال والضغط على الكيان الصهيوني للافراج عنهم.
واستغرب بركة الاهتمام الدولي بقضية الجندي الصهيوني الاسير جلعاد شاليط
الذي اسر عندما كان يقصف الاطفال والنساء في قطاع غزة بينما لا يتحرك هذا
العالم من اجل الاف الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال الصهيوني الذين
يعانون أوضاعاً مأساوية وقاسية.
كما طالب الدول العربية والاسلامية بالقيام بواجبها تجاه القضية الفلسطينية
وخصوصاً قضية الاسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال الصهيوني ووضعها على سلم
اولوياتهم في مؤتمراتهم العربية والاسلامية والدولية والعمل على فرض
عقوبات دولية على الكيان الصهيوني بسبب انتهاكاته لحقوق الاسرى في سجونه
ولاجباره على الافراج عنهم.
ممثل منظمة التحرير الفلسطينية علي فيصل
من جانبه، توقف ممثل منظمة التحرير الفلسطينية علي فيصل امام
ثلاثة مسائل، اولاها مسألة المعتقلين الفلسطينيين الذين يريدون انهاء
الانقسام والاحتلال ويريدون الوحدة الوطنية والمقاومة والحرية لأن اقصر
الطرق الى الحرية هي مفاتيح المقاومة لأبواب السجون الاسرائيلية ولأبواب
الانقسام، مشيرا الى وثيقة الوفاق الوطني التي تحولت الى وثيقة تقوم على
ثابت رئيسي هو ان المشروع الفلسطيني يتجسد بدولة كاملة السيادة على خطوط
الرابع من حزيران بعاصمة القدس وحق عودة اللاجئين الفلسطينين الى ديارهم،
موجها نداء لكل الأسرى لتنظيم حركة احتجاج بوجه اي انقسام من اي لون كان.
اما المسألة الثانية التي أثارها فيصل فتتمثل بالدعوة لتنظيم اساطيل حرية
تقوم بالضغط على المجتمع الدولي من اجل تشكيل لجنة تحقيق دولية وليست لجنة
تقصي حقائق لأن الحقيقة واضحة تماما من اجل ان تجرم " اسرائيل" كما جرمت في
تقرير غولدستون، آملاً الا يتحول مصيره مثل التقرير الذي ادان "اسرائيل"
في مجزرة جنين، مراهناً في هذه المسألة على المقاومة في لبنان وعلى ممانعة
كل من الجمهورية الاسلامية الايرانية وسوريا وعلى احرار العالم الذين
يدعمون الشعب الفلسطيني في نضاله وليس على العرب والانظمة العربية.
وفي ما خص المسألة الثالثة، طالب فيصل بدعم حقيقي للمعتقلين في السجون
الاسرائيلية في لبنان من خلال اقرار الحقوق الانسانية وبدعم حق العودة
واعادة اعمار مخيم نهر البارد وتسريع اعماره.