أقيم حفل استقبال حاشد تكريما لعودة الأسير سمير القنطار الى بلدته عبيه- قضاء عاليه، في باحة مقام السيد عبد الله التنوخي، حضره ممثل الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله الوزير محمد فنيش وعضو المكتب السياسي محمود قماطي، ممثل النائب ميشال عون الدكتور خليل حمادة، وزير الشباب والرياضية طلال ارسلان، والنائب وليد جنبلاط يرافقه نجله تيمور والوزيران غازي العريضي ووائل أبو فاعور، والنواب: مروان حمادة، هنري حلو، أكرم شهيب، ايلي عون، فؤاد السعد، ممثل شيخ عقل الطائفة الدرزية الشيخ نعيم حسن القاضي الشيخ غاندي مكارم، رئيس الحركة اليسارية اللبنانية منير بركات، مدير عام تعاونية موظفي الدولة أنور ضو، ممثل المجلس المذهبي الدرزي أمين السر الدكتور منير حمزة، رئيس بلدية عبيه نزيه حمزة، رئيس بلدية كيفون محمد داغر مترئسا وفدا، ممثل الحزب السوري القومي الاجتماعي محمود عبد الخالق وفاعليات حزبية وروحية واجتماعية وحشد كبير من المواطنين من كافة مناطق الجبل.
بداية، أقيم استقبال حاشد للمحرر سمير القنطار قرب نصب الشهداء في عبيه على وقع موسيقى الفرق التراثية ونحر الخراف.
بعد ذلك، توجه القنطار الى مكان الاحتفال فاستقبل استقبال الأبطال. ثم بدأ الاحتفال بالنشيد الوطني ودقيقة صمت على أرواح كل الشهداء، وألقى عريف الحفل خالد حمزة كلمة، ثم ألقى النائب جنبلاط الكلمة التالية: "باسم التراث العربي والاسلامي المقاوم عبر القرون والأجيال. بني معروف حماة الثغور في كل لحظة بالأمس واليوم والغد. بإسم العمامة البيضاء الناصعة حكمة وعقلا واتزانا، العمامة التي واجهت الاحتلال والاستعمار والغزاة، من جبل لبنان الى جبل العرب، ووقفت دائما بالمرصاد للحفاظ على الأرض والعرض. والعمامة التي رفضت دائما التعدي، وكانت دائما في مواجهة المعتدي، كل معتد وأي معتد من أي لحظة وأي مكان. بإسم أمير الشباب الأمير شكيب (ارسلان) ورفاقه الذين كانوا في طليعة المقاومين فكريا وسياسيا وجهاديا، في مواجهة الاحتلال والاستعمال والانتداب عن المنطقة العربية والاسلامية وفلسطين، بإسم أمير السيف والقلم رفيق سلطان الأمير عادل في انتفاضة العرب في الثورة العربية السورية من اقليم البلان الى وادي التيم والشام، بإسم بطل المالكية الأمير مجيد ارسلان بوعد آنذاك كاد أن يكون صادقا لولا ظروف التقسيم، تقسيم فلسطين والهدنة والظروف الدولية، بإسم بيصور أم الشهداء وممر المجاهدين والمقاومين بيصور رفيقة وشريكة كيفون في العيش المشترك والجهاد المشترك والدم المشترك في مواجهة الثلاث ثمانات (888)، بإسم عاليه عاليه العيش المشترك عاليه القلعة التي رفضت الاحتلال والذل والتطويع وعلى أسوارها سحق المعتدون، بإسمك يا عيتات يا عروس الغرب والجبل ومعقلا لأشرف الرجال والنساء والفتية والمشايخ والأبطال ومن حولك مجدليا وعين عنوب وعرمون والمعروفية وسرحمول والغرب كل الغرب، وبإسم الشويفات يا أميرة الثغور يا معقل التنوخيين والارسلانيين والمناضلين الوطنيين، يا معبرا للسادس من شباط وللمقاومة، يا سدا منيعا لبني معروف يا رفيقة الضاحية وبيروت".
أضاف النائب جنبلاط: "بإسم رفاقي، بإسم قافلة الشهداء، شهداء الحزب التقدمي الاشتراكي والحركة الوطنية اللبنانية، وأنصار الحزب ورفاق الدرب، وأخص بالذكر أنور الفطايري وعادل وغيرهم وهم كثر ولن ننسى هشام وغازي وأكرم ورفيق الدرب دائما وأبدا مروان، والمئات والآلاف من الرفاق والأنصار، بإسم الأبطال من جيش التحرير الشعبي قوات الشهيد كمال جنبلاك الذين هنا في عبيه في الشحار، حرروا المقدسات وطردوا الغزاة ودفنوا السابع عشر من أيار".
وتابع: "بإسم الجبل جبل الأحرار جبل العروبة والعيش المشترك جبل المصالحة التاريخية مع غبطة البطريرك مار نصر الله بطرس صفير، جبل كمال جنبلاط الذي حصدته رصاصات الغدر، وما أدراكم ما أدراك يا سمير ما اصعب الغدر وما أمر الغدر وأحقر الغدر على الأحرار والمناضلين، ليت ما ناله كمال جنبلاط كان نعمة الاستشهاد في ساحات الوغى والقتال كالمئات والآلاف من المجاهدين والمقاومين والثوار".
وقال: "بإسم بيروت المقاومة الأبية العربية، بيروت جمال عبد الناصر، بيروت الحصار بيروت الجريحة بيروت العز والانتصار، بإسم شهداء الثورة الفلسطينية والتلاحم الفلسطيني اللبناني المشترك حيث لا فرق بين دم ودم، دم المقاومة، دم الصمود، كقافلة الشهداء العائدة اليوم من فلسطين المحتلة، بإسم القرار الفلسطيني المستقل الوطني والعربي، باسمك يا أبو عمار ويا أبو جهاد، يا أغلى الرجال يا رفاق الكمال، بإسم القرار الوطني اللبناني المستقل بإسم ثورة الأرز ثورة الاستقلال في 14آذار، بإسم عميد الشهداء، شهداء ثورة الأرز الرئيس رفيق الحريري، بإسم كل هؤلاء، واعذروني إذا كنت قد أغفلت مناضلا أو وطنيا أو مقاوما من أي منطقة أو بلدة أو مدينة، بإسم كل لبنان لأي كانت مشاربه وانتماءاته من أقصى الجنوب الى أقصى الشمال، بإسم العلاقة السياسية والتاريخية مع دار خلدة مع الأمير مجيد واليوم مع الأمير طلال ارسلان بغض النظر عن التوجه السياسي الذي يجمعنا أحيانا أو يفرقنا أحيانا فهي علاقة احترام وتفهم مشترك، أرحب كل ترحيب بعميد الأسرى اللبنانيين والعرب سمير القنطار ورفاقه، وأحيي قافلة الشهداء من لبنانيين وعرب ومسلمين الذين أخرجوا من مقبرة الارقام لتوارى في أضرحة الأبطال الى جانب الأبطال. وأتطلع الى اليوم الذي يحرر فيه الآلاف من المجاهدين العرب والفلسطينيين من السجون الاسرائيلية، الى اليوم الذي يفك فيه الحصار عن غزة والضفة وتزول الحواجز والمستعمرات والحائط وتكون القدس عاصمة دولة فلسطين ويقر حق العودة دون تردد أو مساومة تنفيذا للمبادرة العربية في بيروت وقمة الرياض والقرارات الدولية. وأرحب بإسمكم جميعا بممثل المقاومة الاسلامية ممثل حزب الله في أرض بني معروف الاستاذ محمد فنيش، بمقام السيد عبد الله التنوخي، في سياق التأكيد على التراث النضالي والمقاوم المشترك للجبل والضاحية والجنوب وبيروت وكل لبنان".
وتابع جنبلاط: "أرحب وأقول كلمات بسيطة. برأيي أن لا تناقض بين الحرية والمقاومة، لا تناقض بين الاستقلال والمقاومة، ولا تناقض بين السيادة والمقاومة، لا تناقض بين الصمود والازدهار والمقاومة، لا تناقض بين التعدد والتنوع والعيش المشترك والمقاومة، ان لا تناقض بين صيغة لبنان وفكرة لبنان وكيان لبنان والمقاومة، ان لا تناقض بين العدالة والمقاومة والمحكمة والمقاومة، وبين سياسة لبنانية رسمية في عدم الانحياز لا شرقا ولا غربا والمقاومة، وبين اتفاق الطائف والمقاومة، ولا تناقض بين علاقات صحية واحترام متبادل واعتراف بين لبنان وسوريا والمقاومة، وأخيرا لا تناقض بين الدولة والمقاومة بعد الاتفاق تدريجيا على اتمام الخطة الدفاعية بالحوار. واسمحوا لي فقط بملاحظة أخيرة ولا سلاح لحماية السلاح إلا سلاح الوحدة الوطنية".
الوزير فنيش
وتحدث الوزير محمد فنيش فقال: "جئنا بإسم سيد المقاومة الأمين العام لحزب الله لنجدد التهنئة بتحرير الأسرى وفي مقدمهم عميدهم الأسير البطل سمير القنطار. جئنا لنشارك أهلنا في الجبل، جبل العروبة والمقاومة والأصالة والقيم الانسانية والاسلامية، جبل كمال جنبلاط ومجيد ارسلان وشكيب ارسلان وسلطان باشا الأطرش، لنشارك هذا الجبل فرحته باستعادة بطله وعودة البطل الى قلعته وعرينه".
واكد انه "ما كان لنا أن نعيش كل هذا الفرح لولا صمودك أيها الأخ البطل سمير، لولا تصميمك وإرادتك وصبرك ولولا عزم المقاومة وقيادتها ومجاهديها على استعادة حرية أسرانا. هذا الفرح الذي نعيشه والذي تحول الى عرس وطني عام، هذا الشعور بالفرح، من الطبيعي أن يقابله شعور العدو بالمذلة، لأن إطلاق سراح الأسرى لم يأت إلا إذعانا لرأس المقاومة وقيادتها وإلا ترجمة لانتصارها على العدوان والهمجية في تموز من العام 2006".
اضاف: "لقد أعادت المقاومة الاعتبار لمنطق الحق في تحرير الأرض مقابل منطق التراجع والتسويات والهزائم وأعادت مع استكمال تحرير الأسرى الاعتبار لكرامة الانسان، وبذلك أبرزت قيمة الفعل المقاوم في تحرير الأرض والانسان واسترداد الحقوق وحفظ الكرامة. لقد كنت يا سمير شاهدا على مرحلة بالغة الدلالة، عندما عبرت البحر من جنوب لبنان الى فلسطين الحبيبة، لتؤكد انتماء هذا الوطن وقوة هذا الوطن ولتؤكد وحدة المصير الذي يجمع جميع مكونات الأمة ولتؤكد الترابط بين قضايانا. فالدفاع عن فلسطين هو دفاع عن لبنان ودفاع عن مصر وسوريا وكل بلد عربي، لأنه دفاع عن الحق والقيم ومواجهة لمشروع غزو استكباري استيطاني استعماري يمثله الكيان الصهيوني. هذا الفعل المقاوم الذي جسدته منذ ثلاثين سنة اكتملت ثماره ونضجت التجربة، لأن العمل المقاوم هو تراكم تجارب وتضحيات. فالمقاومة الاسلامية لم تأت من فراغ وليست استثناء في تاريخ هذا الوطن وتاريخ الأمة، بل هي إكمال لمن سبقها في خط الجهاد والشهادة والتضحية. وأنتم يا أبناء هذا الجبل كنتم من السباقين، أنتم يا بني معروف".
واعتبر "ان المقاومة الاسلامية هي استكمال لنفس المنهج استرداد الحقوق والدفاع عن الكرامة وصون انجازات المقاومة وحفظ وجودها ودورها الذي أثبتت صوابية نهجها، كما استطعنا ان نحرر الارض في العام 2000 واستطعنا أن نسترد جثامين الشهداء والشهداء الأحياء من أسرانا، لا بد أن نكمل هذا الطريق لاسترداد ما تبقى من أرض محلة من مزارع شبعا وتلال كفرشوبا. مهما كان التباين والاجتهاد في الرأي السياسي لا ينبغي أن يكون هذا سببا للحياد عن الثوابت أو التفريط بالحقوق. كلنا نجمع أن مزارع شبعا هي لبنانية وتلال كفرشوبا هي لبنانية وكلنا نجمع ونؤمن أن هذا العدو لا يفهم إلا لغة المقاومة وأن الحقوق لا يمكن أن تسترد بالرهان فقط على الجهود السياسية والدبلوماسية، كما أثبتت تجربة المقاومة وانجازاتها، نحن بحاجة لاستكمال دور المقاومة ونهجها ولا يتعارض ذلك أبدا مع مشروع الدولة ودور الدولة ومع الجهود الدبلوماسية، نحن منفتحون ونؤيد كل جهد يوفر علينا التضحيات، لأننا لا نريد أن نبذل تضحيات بالمجان، إذا كان هناك من سبيل لاسترداد الارض واستعادة ما تبقى من حقوق، يكون ذلك انجازا للجهد السياسي وللفعل المقاوم، لأن الجهد السياسي الذي لا يرتكز الى معادلة القوة هو جهد عبثي بدون طائلة وإضاعة للوقت وتفريط للحقوق".
وتابع: "أنت يا سمير كما وحدت الوطن حولك وحول القيم التي كنت ترمز اليها في سجنك، أنت اليوم أيضا تحرر لبنان وتجمعه على شعور الفرح والفخر والانتصار والتمسك بالكرامة والعنفوان. إننا أمام مرحلة تتطلب منا جميعا بعدما تجاوزنا صفحة الخلافات والتباينات، مرحلة الوفاق مرحلة مد الأيدي وانفتاح العقول والقلوب، مرحلة نحن بحاجة فيها للاستفادة من الوقت لأنه يكفي هذا الوطن ما هدرناه من وقت في السجال والنكاف والمكايدة، بعدما تجاوزنا خلافاتنا وأصبحنا شركاء في القرار في حكومة وحدة وطنية، وبعدما أرسينا ونفذنا وطبقنا معظم ما تم إيراده في اتفاق الدوحة. علينا أن نكمل هذا الاتفاق ونحن نمد أيدينا بقلوب مفتوحة وعقول منفتحة من أجل أن نتعاون على طي صفحة الماضي مهما كان التباين".
ولفت الى "ان الحوار هو الطريق من أجل أن يكون لدينا قوة تحرير وقوة دفاع عن الأرض، حزب الله ليس لديه أي عقدة كما سمعتم على لسان سماحة الأمين العام السيد حسن نصرالله. نحن من يطالب بالاسراع في الحوار ونحن من يطالب بوضع استراتيجية دفاعية، ليس لدينا أي عقدة تجاه أي رأي ولا نخشى الحوار لأننا أصحاب منطق وقضية ودعاة حق، لا نريد مكسبا ولا نبغي حسابا ولا نربح من التنازع، بل نريد أن نجتمع جميعا حول مصلحة هذا الوطن، وبالتالي نحن جميعا معنيون أن نعتمد خطابا سياسيا موضوعيا بعيدا عن التحريض والتوتير والتشنج. بحاجة لخطاب سياسي يجمع ولا يفرق يوحد ولا يقسم لأن المرحلة القادمة مليئة بالاخطار والتحديات. هذا البلد أثبت أن قوته ليست في ضعفه، ان قوته في وحدته وفي مقاومته. نحن كنا وسنبقى أوفياء لكل الذين شاركونا في هذا الخط، لمن صنعنا معا تاريخ الانتصار على العدو وحولنا هذا البلد من موقع الانعزال الى موقع العروبة، واضح الهوية والانتماء. نحن يا أستاذ وليد بك جنبلاط، لن ننسى أبدا تاريخنا المشترك ولن ننسى أبدا ما فعلناه معا ونتطلع الى أن نصنع معا مستقبل هذا الوطن، لأننا لا نريد إلا أن نكون جنبا الى جنب في معركة استرداد الحق والكرامة وجنبا الى جنب في إرساء مشروع دولة قوية قادرة عادلة يطمئن لها أبناء الجبل كما يطمئن لها أبناء الجنوب كما أبناء البقاع وبيروت والشمال".
واشار الى انه "ليس لدى المقاومة مشروع خاص. مشروع المقاومة هو مشروع الدولة، لكن المقاومة التي تعزز دور الدولة وحضورها، المقاومة التي توفر للدولة أحد أهم مقومات الوطن وهي الدفاع عن الأرض. ليس من وطن وأرضه مستباحة وسيادته منقوصة. معا إذا عدنا الى تاريخنا، إذا عدنا الى النهج المشترك، معا مع الاستاذ طلال ارسلان ومع وليد بك جنبلاط، مع كل الشرفاء والأحرار في هذا البلد، نستطيع أن نصنع معجزة جديدة كما كانت المقاومة أحد انجازات هذا الوطن وأحد إعجازات هذا الوطن، نستطيع معا أن ندرء الخطر عن هذا البلد والأخطار القادمة، لا نستهين بها لأن العدو الاسرائيلي لا يزال على غطرسته وتوسعه وجوره وظلمه، ولا تزال محاولات إهدار الحق الفلسطيني ومشاريع تصفية القضية الفلسطينية لا تزال حية. إذا كنا موحدي الموقف ومتمسكين بالثوابت الوطنية، وهذا لا يعني تنوع وهذا لا يعني عدم القبول بالتنوع أو الاختلاف في الرأي أو الاجتهاد السياسي، كل ذلك إذا كان في إطار التمسك بالثوابت يصبح غنا لهذا الوطن وقوة ودليلا على عظمة هذا الوطن ورسالته".
وختم: "أنت يا سمير لقد تحولت الى رمز لمقاومتنا وعزتنا وارادتنا، نريدك أن تكون صلة الوصل كما كنت شاهدا على ظلم العدو، وكما تنبهت مبكرا الى خطر المشروع الصهيوني على الأمة كلها، نريدك أن تبقى صلة الوصل التي تجمع هذا الوطن بكل مقوماته. هنيئا لكم يا أهلنا في هذا الجبل، هنيئا لكم تحرير بطلكم سمير القنطار، بارك للبنان هذا التحرير، هذا الانتصار، هذا العرس الوطني".
الوزير إرسلان
وألقى الوزير طلال إرسلان كلمة قال فيها: "ما أطيب اللقاء بك يا سمير، وأنت تضيف مدماكا من صوان صلب لا يكسر على مداميك الجهاد التي وضعها الآباء والأجداد على امتداد 1210 سنوات من عمر ذاك التكليف الشرعي المجيد، من عمر المهمة التاريخية التي أوكلت للأجداد قبل 12 قرنا لحماية الثغور وصد هجمات الغزاة الطامعين، إنها يا سمير مهمتنا التاريخية نحن بني معروف، نعم نحن أولى بها، وهي مهمتنا التاريخية أن نكون الحافظين للمقاومة الداعمين لها، الحافظين لمستواها الفكري والثقافي والعسكري والتوحيدي، ومن ثمار هذه المهمة التاريخية بروز أول صيغة حكم ذاتي في إطار الدولة العربية الكبرى التي جئنا الى لبنان لحماية الثغور ذودا عنها عن الداخل العربي في الصفوف الأمامية لصد الغزوات، متحملين أعباء المواجهة بكامل إرادتنا، مقبلين على التضحية بكامل إرادتنا، لأننا نحن اخترنا الحرية بكامل إرادتنا، اختيارنا للدفاع عن الدولة العربية بكامل إرادتنا".
أضاف: "إن تاريخ أهلك يا سمير هو نفسه التاريخ جسدته أن ببطولتك بفروسيتك بتضحياتك وبعزة نفسك، كيف لا ونحن أحفاد سلطان باشا الأطرش، لقد أعزك الله بأن اسطفاك لرسالة الجهاد لتحرير الأراضي المقدسة في فلسطين، وبأن أنعم عليك بالقدرة على تحمل العذاب وجليد العزلة، وأنعم عليك بالعقل المتزن والقلب الكبير، فكان اليوم العناق الكبير مع الحرية".
وتابع: "لم تكن صدفة يا سمير أن يذهب بطل الاستقلال الأمير مجيد ارسلان برفاق دربه من بشامون استقلال لبنان 1943 الى فلسطين 1948، وأن يصلوا الى الناصرة في عمق فلسطين بعد ملحمة في المالكية. ولم تكن صدفة أن ينصب كفاح كمال بك جنبلاط على توحيد الصفوف اللبنانية - الفلسطينية وتدعم قوى المقاومة الفلسطينية والحركة الوطنية اللبنانية، ولم تكن مجرد صدفة أن يجاهد الفقيه الكبير أمير البيان الأمير شكيب ارسلان لتوحيد العرب من المشرق الى المغرب ثقافيا وفقهيا وسياسيا وجهاديا، ولم تكن صدفة أيضا أن يكون أمير السيف والقلم الأمير عادل ارسلان قدوة في الكفاح المتقشف يحرم نفسه ليسد حاجة رفاق دربه في حرب العصابات ضد المستعمر الفرنسي. والآن يا سمير، لم تكن صدفة وجود وليد بك جنبلاط بالتنسيق مع طلال ارسلان ومع جميع الأحزاب والقوى الوطنية في هذا الجبل في حفظ هوية الجبل وحصار الجبل والمقاومة في لبنان".
وقال: "ليس من قبيل الصدفة أن نقف اليوم بجانب المقاومة اللبنانية الاسلامية المظفرة، المقاومة التي حررت الأرض في العام 2000 وأنزلت الهزيمة باسرائيل في العام 2006 محطمة اسطورة الجيش الذي لا يقهر، وحررت الأسرى، وعلى رأسهم عميدهم المجاهد البطل سمير القنطار. هذه المقاومة إن شاء البعض أو أبى فرضت على العالم أجمع حقيقة وجودها رأس حربة في وجه الظالمين العنصريين الأشرار، وفرضت الحقيقة اللبنانية بديلا مشرفا عن الواقع العربي المنحل العفن، الواقع العربي مع الأسف العديم الاحساس ومعدوم الارادة. ان الجبل هذا الجبل جبل كمال جنبلاط والأمير مجيد ارسلان سيظل ظهرا للمقاومة الاسلامية اللبنانية وسندا لها. ولن يفك صلته الوثيقة بصاحب الوعد الصادق سيد المقاومة قدرة المجاهدين حجة الاسلام والمسلمين سماحة السيد حسن نصر الله، سدد الله خطاه وأمد بعمره، ان حقيقة المقاومة وهي الضمانة الفعلية لحماية لبنان من أخطار اسرائيل ومن يقف خلفها، فرضت وجودها على التاريخ والسياسة والثقافة في لبنان، وعلى امتداد العالمين الاسلامي والعربي، ولا يمكن للبيان الوزاري لحكومة الاتحاد الوطني أن يبتعد قيد أنملة عن الاعتراف بشرعية المقاومة التي تستمد شرعيتها من ذاتها أولا، ومن الحاجة التاريخية لها كوسيلة فعالة للدفاع عن لبناننا المفدى. وما الحلم الذي تحقق بتحريرك يا سمير وتحرير رفاقك المجاهدين وتحرير جثامين الشهداء الانقياء الشرفاء إلا الدليل القاطع على قدرة المقاومة على تحقيق المعجزات، فكانت عملية الرضوان المباركة".
وختم: "بعودتكم ورفاقك يا أخي الحبيب، وبعودة رفاة المجاهدين الأطهار، سيطمئن الشهيد وجدي الصايغ والشهيدة ابتسام حرب والشهيدة انعام حمزة وسناء محيدلي ودلال المغربي وكل الشهداء الأطهار الأبرار من سوريين قوميين وشيوعيين وغيرهم الكثير من أشراف هذه الأمة. إنه قدر الأحرار ضد الغزوات وتدمير المعتدين وهو قدرنا، قدر حماة الثغور والله أكبر فوق كيد المعتدين".
القنطار
وأخيرا ألقى سمير القنطار كلمة قال فيها:"اليوم صباحا سمعت أن العدو قرر اغتيالي وهذا العدو يعرفني جيدا، أريد هنا أن أرد عليه بمقولة قالها يوما إمام عظيم هو الامام الحسين عليه السلام "أتهددني بالموت يا ابن الطلقاء والقتل لنا عادة وكرامتنا من الله الشهادة"، بالأمس وفي مثل هذه الساعة كنت هناك بين أيديهم بين أيدي الأعداء لكن في هذه اللحظة أنا أكثر شوقا للقائهم وأسأل الله أن يكون ذلك قريبا جدا، إن من يعتقد أن تحرير مزارع شبعا أو الأراضي اللبنانية يستطيع أن ينهي هذا الصراع فهو واهم صدقوني، لو تركناهم لن يتركوننا، لذا ان سلاح المقاومة هدفه شبعا وما بعد شبعا وما بعد بعد شبعا ليكن هذا الأمر واضحا ولا نخدع أنفسنا انظروا الى تجربة فلسطين، لقد وقعوا الاتفاقيات والعهود وبعد فترة قصيرة اغتالوا كل من قام بعمليات ضد العدو الصهيوني في السابق، لقد وقعوا الاتفاقيات في فلسطين وظن بعض الاخوة انهم أصبحوا آمنين، لكن أول فرصة اغتالوا من وقع معهم هذه الاتفاقية ولنا بشهادة الرئيس ياسر عرفات الدليل القاطع على ما أقول. لذا يا أيها الاخوة يهمني اليوم وأنا بينكم أن أؤكد انه بفضل دماء الشهداء كل الشهداء شهداء الثورة الفلسطينية وجبهة المقاومة الوطنية اللبنانية وكل الأبطال، ولا ننسى أبدا أصحاب الوعد الصادق أصحاب الفضل الأكبر والأساس في هذا النصر وهذا الانجاز رجال المقاومة الاسلامية الباسلة الأحب على قلبي وسيدنا الكبير والعظيم سماحة الأمين العام السيد حسن نصر الله، وفي ما يتعلق بالشهيد الغالي كمال جنبلاط أيها الاخوة، ان كمال جنبلاط عندما أسس الحزب التقدمي الاشتراكي وضع على جبين كل انسان جملة واحد "من تمتد يده لسلاح المقاومة الحزب التقدمي الاشتراكي يجب أن يقطعها" وان استشهاد رشيد حمزة وسعيد حمزة وكل الأبطال في هذا الجبل في معركة الجبل الخالدة ما يسموها حرب أهلية وقطع طرق، هذه كانت معركة الدفاع عن الكرامة والأرض والعزة، هؤلاء الشباب الذين استشهدوا كانوا يدافعون عن أرضهم، هنا يحاولون تغييبهم اليوم من خلال حرب أهلية وقطع طرق".
أضاف: "لذلك أؤكد على أهمية أن نحافظ على التراث، تراث كمال جنبلاط وأن لا ننسى أبدا من مد يده لنا في اللحظات الصعبة وأقول لولا سوريا لسقط هذا الجبل في حينه، ونحن أوفياء لسوريا التي ساعدتنا في اللحظات الصعبة حتى لو اختلف البعض معها".
وختم بالقول: "بإسمي أنقل لكم تحيات الموحدين في الجولان العربي السوري المحتل هؤلاء الصامدون الشرفاء الأبطال متمسكون بأرضهم وأيضا الموحدون في فلسطين الذي حافظوا على الارض والعرض، رغم كل الضغوطات ورغم كل محاولات تجييشهم وتركيعهم، وأنقل اليكم تحيات الموحدين في فلسطين الذي يتعرضون لهجمة كبيرة لجعلهم يستسلمون للأمر الواقع والكثير منهم يرفضه وينتظر منكم أن تقفوا الى جانبهم لمنع جرهم الى موقع ليس موقعهم. وهنا وفي حضرة زوجة المناضل الكبير الأخ مروان البرغوتي أنقل اليكم تحيات الأسرى والأسيرات في السجون الصهيونية، وتحيات أهل فلسطين الكرام".
وقال :"ما أريد أن أقوله قلته هناك الآن من أجلكم أتحدث وشكرا جزيلا لحضوركم".
عبد الخالق
والقى عبد الخالق كلمة باسم جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية جاء فيها: "أي فرح يغمرنا، أي غار يكللنا، أي فخار يلبسنا، أي عز، ومجد وعنفوان، بل أي انتصار تحقق بعودتك الى الحرية، الى الوطن يا سمير.
دخلت أرض فلسطين مقاوما، وأمضيت في سجون العدو ثلاثين من السنين مقاوما، وها هو لبنان، كل لبنان، بكل أحزابه، ومناطقه، وطوائفه، هو ها لبنان الشامخ بانتصارك، بانتصار المقاومة البطلة، يفتح لك ذراعيه، وقلبه، ينثر على هامتك الورود والرياحين مستقبلا.
ويا رفيق سمير هذا هو الجبل الأشم، يختال على وقع خطواتك اليه وقد اشتاق اليك، سنديانه ينحني احتراما لبطولاتك، أرزه يتباهى بعودتك، صنوبره، شربينه وديانه وهضابه كلها اليوم في عيد، مشايخه، نساؤه ورجاله أشباله وزهراته، كلهم اشتاقوا اليك، كلهم أتوا اليك، كيف لا، وأنت من هذا الجبل أسده، وبطله وعميد مقاومته، ولو كان لابنة غريفة الشهيدة ابتسام حرب ولابن شارون الشهيد وجدي الصايغ، ولو كان لابني عين وزين الشهيدين نضال وخلدون الحسنية، ولو كان لكل شهداء الجبل، وشهداء لبنان أن يشاركوا في احتفالنا اليوم لجاؤوا يقبلونك كثيرا كثيرا، ولو كان لهم أن ينطقوا بكلمة في عرسك الوطني لنطقوا بشهامتك، وبطولاتك، ووطنيتك، وعشقك لهذه الأرض، ولقضيتها في الحرية والسيادة والاستقلال.
يا سمير من قال ان السيف ينتصر على الدم، لا لقد انتصر دم شهداء المقاومة وجرحاها على سيف البغي والعدوان، ومن قال ان العين لا تقاوم المخرز، فها هي عينك، وعين المقاومين جميعا تقاوم مخارز العدو، وتنتصر عليها، فها أنتم معشر المقاومين تهزمون أعتى قوة في الشرق الأوسط، اسرائيل، وتحررون معظم الأرض اللبنانية عام 2000، وها هي مقاومة لبنان تعود لتهزم العدو ثانية في حرب تموز، هزمته وهزمت الادارة الاميركية التي قررت تلك الحرب وأدارتها ومولتها وجهزت العدو فيها بأحدث أسلحة ترسانتها.
إن فرحنا اليوم فرح مزدوج، فرح بانتصار لبنان في حرب تموز وفرح بهذا الانتصار الثالث، أي تحرير الأسرى الأحياء والشهداء من سجون العدو.
وستتوالى انتصارات المقاومة، ولن تنتظر، ولن تنتظر يا سمير طويلا، حتى نحتفل باستعادة سيادتنا كاملة على أرضنا ومياهنا.
انها المقاومة يا سمير، خرجت من أرضنا، ومن رحم شعبنا، ومن أمانيه وتطلعاته، فالتف حولها، ونصرها، فأبدعت الانتصار تلو الانتصار، ووضعت لبنان، ولأول مرة في تاريخه على خارطة الدول القوية والمهابة، بعد تاريخ من الضعف والهوان.
انها المقاومة التي أثبتت ان في شعبنا قوة كلما فعلت غيرت مجرى التاريخ، ان هذه المقاومة هي توأم مقاومة فلسطين، ومقاومة العراق، وإنها امتداد لوقفة ميسلون ولثورة سلطان باشا الأطرش، باسم جبهة المقاومة الوطنية، وأنت تعرف يا سمير جيدا وقفات العز التي وقفتها بوجه العدو الاسرائيلي، وتعرف عظيم تضحياتها، وأسماء شهدائها.
باسم هذه الجبهة أحييك، وأحيي رفاقك الأسرى المحررين محمد سرور، ماهر كوراني، خضر زيدان، حسين سليمان، كما أحيي أرواح الشهداء التي تحوم اليوم فوق كل بيت من بيوت لبنان وبيوت فلسطين. وأبارك للأرض اللبنانية احتضانها رفاتهم الطاهر الذي سينبت قوافل المقاومين والشهداء.
عاشت مقاومة لبنان، ولسيدها، السيد حسن نصر الله كل التحية والاحترام، عاشت مقاومة فلسطين والتحية لأسراها ومعتقليها وشهدائها. والعهد هو العهد، والشعار هو الشعار: مقاومة مقاومة بالنار لا مساومة".