المقاومة الإسلامية - لبنان

الموقع الرسمي


اسرى لبنان

لبنان كله في استقبال الأسرى المحررين.. سليمان: عودتكم نصر جديد واشراقة لمقاومة لبنان وتاكيد نصر المتشبث بالحق


16/07/2008
ألقى رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، أمام الاسرى المحررين في الإحتفال الرسمي في مطار رفيق الحريري الدولي - بيروت، كلمة قال فيها:


"أسروا اجسادكم طويلا، لكن أرواحكم ظلت طليقة، وكرامتكم لم تدس، وتمردكم لم ينهزم.


ايها الابطال المحررون،
يشعر لبنان اليوم بالفخر والاعتزاز، ونحن نستقبل المقاومين العائدين من سجون الاحتلال، وفي مقدمهم عميد الاسرى سمير القنطار. ونرفع رؤوسنا افتخارا بالشهداء الذين تعود جثامينهم الى تراب الوطن الذي افتدوه بالدم والشهادة، بعدما ظلت عظامهم تحرق تراب العدو بحثا عن عزة تراب الوطن.

وإذ قلت ورددت إن فرحة تحرير الجنوب من الاحتلال لن تكتمل الا بعودة الاسرى والمعتقلين، اقول اليوم اكثر: فرحتنا تبلغ أوجها حين يستعيد لبنان سيادته الكاملة على ارضه في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا.


وأؤكد أمامكم مجددا، ان من حق لبنان استرجاع ما تبقى من ارضه المحتلة بكل الوسائل المتاحة والمشروعة .وهذا حق تكرسه القوانين الدولية، ولن نتنازل عنه. تماما كما نتمسك بحق عودة الفلسطينيين إلى ارضهم، الذي تضمنه قرارات الأمم المتحدة.


ومفعول التحرير لا يكتمل اذا ظلت اسرائيل تحتل ارضنا بالالغام والقنابل العنقودية. والخطر، كل الخطر، من الغام من نوع آخر تحاول إسرائيل زرعها عبر الفتنة في الداخل، فتحصد بذلك بتشرذمنا، ما لم تستطع ان تحققه بالنار والاحتلال والأسر والتدمير. فواجبنا ان نكون سدا لها في وعينا ووحدتنا، كما كنا سدا في مقاومتنا وتشبثنا بالارض والحق.


ايها المقاومون المحررون، أحياء وشهداء،
عودتكم اليوم هي اشراقة لمقاومة لبنان واللبنانيين، وتعبير عن تمسك وطنكم بكرامة ابنائه، الاحياء والاموات، وتأكيد على ان النصر هو غلبة المتشبث بالحق والمواقف الوطنية، والمستعد لبذل كل التضحيات من اجلها، مهما غلت.


ولا يسعني هنا الا ان اشكر كل من عمل على تحقيق هذه العودة، بالرعاية والوساطة والتفاوض، فألبس بذلك ثوب النصر لنضالكم وصبركم، وصلابة اهلكم وعائلاتكم.

لقد اثبت اللبنانيون انهم جديرون بالحرية. وستثبت الايام الآتية كم هم اقوياء لتمسكهم بالحق، وشرفاء بالدفاع عنه حتى الاستشهاد، واحيانا الاسر. ومع عودتكم اليوم، يتوق لبنان الى لملمة ابنائه الى صدره. فلا بد ان تتحقق العودة الكاملة للمهجرين في الداخل، ويقفل هذا الملف المحزن نهائيا.


ولا بد ان نسعى الى عودة من هاجر الى الخارج بسبب ضيق الحال في البلاد، او من ابتعد قسرا او طوعا عن ارضه واهله، تحت تأثير التضليل او الظروف الملتبسة التي افرزها الاحتلال الاسرائيلي، فتفتح بعودتهم صفحة جديدة تطوي نعرات الماضي وسقطاته.


ولا بد من عودة المفقودين، او الكشف عن مصيرهم، كما جلاء الحقيقة عن ظروف من سقط شهيدا على مذبح لبنان ووطنيته، فأنبت باستشهاده وردة للحرية وفي مقدمهم اللواء الشهيد فرنسوا الحاج، وعلى رأسهم جميعا الرئيس الشهيد رفيق الحريري، الذي لا شك أنه يفخر اليوم من عليائه بهذا النصر، وهو من ابرز من حموا المقاومة حتى آخر لحظة من حياتهم.


وبعودة المفقودين وجلاء الحقيقة، ترتاح نفوس كثيرة، وتندمل معها جراح ما زالت تنزف الى اليوم. أما اولئك الذين يشعرون بغربة وهم داخل وطنهم، لأي سبب كان، فأقول لهم إن وطنكم يحتاج اليكم، وانكفاءكم خسارة له ولكم.


ايها الكرام
لا بد لي ان أهنىء من كل قلبي العائدين اليوم الى كنف دولتهم السيدة، الحرة، والمستقلة. واهنىء المقاومة على هذا الانجاز الجديد، شاكرا كل من ساهم في جعل تحرير الاسرى حقيقة راسخة.


واقول لسمير القنطار ورفاقه المحررين، ان من حقهم ان يعتزوا بوطنهم وشعبهم وجيشهم ومقاومتهم، ودولتهم التي لا تتنازل عما هو حق وواجب.

عودتكم نصر جديد، والمستقبل معكم لن يكون الا مسيرة مضيئة نحقق عبرها سيادة الارض، وحرية الشعب، وحضارة السلام.

عشتم، عاش لبنان".

الحضور الرسمي
لبنان الرسمي، برؤسائه ووزرائه ونوابه وشخصياته الرسمية، حضر في مطار رفيق الحريري الدولي - بيروت، للاحتفال بعودة الأسرى المحررين، يتقدمهم: رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، رئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه بري ورئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة.


وإلى الرؤساء سليمان وبري والسنيورة، حضر: مفتي صور الشيخ محمد دالي بلطة ممثلا مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني، مفتي صور الجعفري بالتكليف الشيخ حسن عبدالله ممثلا نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ عبد الامير قبلان، المطران بولس مطر ممثلا البطريرك الماروني الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير والمطران الياس عودة، شيخ عقل الطائفة الدرزية الشيخ نعيم حسن، الشيخ نصرالدين الغريب الذي رافقه وفدان من مشايخ الطائفة حضرا برفقة الوزير طلال ارسلان.


كما شارك في الاحتفال الرؤساء حسين الحسيني وعمر كرامي، وسليم الحص ورشيد الصلح ونجيب ميقاتي، نائب رئيس الوزراء عصام ابو جمرة، والوزراء: غازي العريضي، بهية الحريري، محمد خليفة، ابراهيم شمس الدين، هاغوب بقرادونيان، جان اوغاسبيان، علي قانصو، محمد الصفدي، وائل ابوفاعور، طارق متري، ماريو عون، محمد شطح، جبران باسيل، ريمون عودة، ابراهيم نجار، طوني كرم، فوزي صلوخ، الياس سكاف، محمد فنيش، خالد قباني، تمام سلام، نسيب لحود، زياد بارود، الان طابوريان وإيلي ماروني، وحشد من النواب من مختلف الكتل.


كذلك حضر ممثل مكتب الامين العام للامم المتحدة جاك كريستوفيدس، وشارك في الاستقبال الامين العام للحزب الشيوعي خالد حداده وعدد من رؤساء الاحزاب والشخصيات السياسية والروحية.

الاستعدادات لاستقبال الأسرى المحررين
الاستعدادات في قاعة الشرف في مبنى كبار الزوار في المطار، كانت قد اكتملت قبل ساعات من وصول الموكب الطائر للمحررين، واحتشد منذ الصباح الباكر عدد كبير من مراسلي وسائل الاعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة المحلية والعربية والعالمية الذين توزعوا على مدرج المطار امام مبنى كبار الزوار، يترقبون هذا الحدث، مجهزين بأحدث وسائل النقل الاعلامية حتى مولدات الكهرباء لمعدات الارسال لنقل وقائع وصول الاسرى المحررين لحظة بلحظة.


كما جهزت قاعة داخل مبنى كبار الزوار بشاشات التلفزة لتمكين اهالي وذوي الاسرى المحررين من متابعة هذا الحدث.

وعملت فرق من الجيش اللبناني على تفتيش القاعات لاكثر من مرة بمساعدة الكلاب البوليسية، وقد فرشت الارض بسجادة حمراء كما في استقبال الزعماء والرؤساء والملوك, ووضعت على المدرج منصة ليعتليها الاسرى المحررون, الذين نقلتهم طوافتان عسكريتان من الناقورة الى المدرج وحطت على مسافة قريبة من المبنى ووصل على متنها المدير العام للامن العام اللواء وفيق جزيني والحاج وفيق صفا من حزب الله.


وعند السادسة مساء توافد الوزراء والنواب والشخصيات إلى المطار، حيث انتظروا داخل ثلاث قاعات في مبنى كبار الزوار، إضافة الى الصالة التي بقي فيها الرؤساء سليمان وبري والسنيورة, نائب الامين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم، وممثل الرئيس الايراني محمد احمد نجاد حسين شيخ الاسلام، الى حين وصول المحررين حيث توجه الجميع الى الباحة الخارجية لمبنى كبار الزوار حيث اصطف المستقبلون والشخصيات الرسمية.


وفي المقابل، وبعد هبوطهم من مروحيات الجيش التي أقلتهم من الناقورة، بمواكبة طوافة لقوات "اليونيفيل"، توجه الاسرى المحررون الى المنصة التي اعدت لهذه المناسبة, وهم بالبذات العسكرية التي ارتدوها في الناقورة.

وبعد أن ألقى الرئيس سليمان كلمته صافح الأسرى المحررون الرؤساء الثلاثة وسائر المستقبلين, وكان بعدها لقاء مؤثر مع الأهل والأقارب والأسيرين المحررين الشيخ عبد الكريم عبيد ونسيم نسر, وبصعوبة شق المحررون طريقهم وسط الحشود المتدافقة, الى مبنى كبار الزوار, ومنه توجهوا الى ملعب الراية في الضاحية الجنوبية عبر الطريق التي ملأتها جماهير المستقبلين وهي تلوح بالرايات وبصور الأمين العام لحزب الله والرئيس بري والشهيد عماد مغنية, ويرفعون الهتافات المرحبة بصورة الأحرار الى أرض الوطن.



 

16-تموز-2008

تعليقات الزوار

استبيان