معتقلون محررون واهالي اسرى يتذكرون سيرة مجرم: عقل هاشم عذب وسجن الابناء واستغل اهاليهم "رفاقنا في المعتقل سيعرفون بمصير
الملخص: الفرحة التي غمرت قلوب معظم اللبنانيين لمقتل العميل عقل هاشم،خصوصا اهالي المنطقة الجنوبية المحتلة، كان طعمها مختلفا لدى المعتقلين المحررون من السجون الاسرائيلية،الذين استمروا في تلقي اتصالات التبريك طيلة اليومين اللذين اعقبا خبر الاغتيال.
هاشم بالنسبة الى المعتقلين كابوس وازيح والسؤال عنه وعن ممارساته يستعيد مشاعر واحاسيس ظن المعتقلون ان عليهم كتمانها " خصوصا ان الاعلام اللبناني طالما كان متكتما عن هؤلاء العملاء،على الرغم من ان المطلوب فضحهم اكثر من الصهاينة انفسهم، يقول الاسير المحرر نعمان نصرالله شقيق الشهيد جورج نصرالله ، الذي استشهد والده في معتقل الخيام جراء التعذيب ويضيف " عندما سمعت الخبر شعرت بالمعنى الحقيقي للعيد".
الامر نفسه يردده عدد من المعتقلين والاهالي الذين تعرضوا مباشرة لظلم هاشم، وتكتم بعضهم عن ذكر اسمه، حفاظا على سلامة الاهل والاقارب الذين لا يزالون في المنطقة المحتلة ، قبل ان يبدأوا سرد حكاياتهم معه.
واصر احد المعتقلين على البدء بوصف ما سيكون عليه الحال،اليوم وغدا وبعد غد في معتقل الخيام: "انا اكيد ان الشباب عيدوا اليوم ، اكيد عرفوا اليوم (امس) بالخبر او سيعرفون غدا،لان الفرحة عندنا في المعتقل دائما بايتة".
ويضيف عارضا المزيد من التفاصيل، بلهجة اكيدة "لاني لم اشعر يوما اني خرجت من المعتقل ، بالتاكيد سينزلق لسان احد رجال الشرطة هناك، او سيبدأون بالتصرف بقسوة مع المعتقلين ويزيدون ممن مارساتهم التعسفية، وعندها يعرف الشباب ان شيئا خطيرا حدث ". ويتقوع نعمان ان يعرف الشباب من المعتقلين " المعتقلين الجد الذين سينضمون خلال هذه الايام اليهم لان العملاء بدأوا بالتأكيد حملة اعتقال واسعة وسيعرف الشباب ...".
لكن كيف سيعبرون عن فرحتهم ؟
" سينتظرون مرور اسبوع على الحادث ويحتلفون ، لان العملاء سيمنعون بالتأكيد اي حديث عن الموضوع وسيعمدون الى مضايقة الشباب، لكن نشوة النصر بترفع معنويات الشباب .. هل تعرفون معنى قتل عقل هاشم بالنسبة للمعتقلين ؟.
حكايات العذاب والاجرام.
هنا تبدأ الحكايات بالتوالي:
" انه مسؤول مباشرة عن مقتل عدد كبير من الشباب الذين اعتقلوا في صف الهوا (مركز الـ17 في بنت جبيل). ان شدة التعذيب الذي كان يتعرض له الشباب هناك دعت بعضهم الى التفكير بالانتحار ، حتى ان " عماد داغر هجم مرة على العميل حسين عبدالنبي وضربه من شدة يأسه".
" حكى لنا احد المعتقلين عن اساليب التعذيب التي كانت تمارس في " صف الهوا" كانوا يضعون الشاب في برميل مياه بارد في فصل الشتاء ، او كانوا يوقفونه في العراء ويبدأون باطلاق النيران عليه عشوائيا، يوجد اشخاص فقدوا ذاكرتهم من الضرب، مثل عماد داغر ويوجد شباب استشهدوا جراء التعذيب مثل اسعد بزي، هيثم دباجة، وابراهيم ابوالعزي...".
يسكت قليلا عندما يتذكر الشهيد ابراهيم " كان صغيرا، دخل الى السجن يحمل "نقيفة" ولم يتأثروا، عذبوه حتى مات ".
ويرفض القول ان عقل هاشم لم يتروط مباشرة في جرائم القتل: " له صور في صبرا وشاتيلا ، وانا اذكر انه نجا من عملية حولا (عملية للجهاد الاسلامي في بلدة حولا ادت الى استشهاد منفذيها). فهو كان يبادر الى استقبال الاسرائيليين الذين يزرون المنطقة ، وعندما حصلت العملية كان موجودا وبادر الى اطلاق النيران على المقاوميين ، كنا نعرف تقلباته النفسية والمعنوية علينا من خلال ردود فعل العملاء ، فهو عندما تعرض لمحاولة اغتيال في بلدة بنت جبيل عم 1994 زادت المضايقات والممارسات التعسفية علينا في المعتقل ...".
من صف الهوا الى الخيام
يعتبر معتقل صف الهواء مرادفا لمعتقل زغلة " فيه اشكال كثيرة من التعذيب ، واذا كان العميل عقل هاشم قال يوما ان معتقل الخيام هو مثل فندق 5 نجوم ، فبالتاكيد كان يقول ذلك مقارنة بمعتقل صف الهواء ، الذي كان يحقق فيه مع الشباب قبل نقلهم الى الخيام ...".
ومن الحكايات التي تروى عنه " انه في العام 1984 امر باعتقال عدد كبير من شباب بلدة بنت جبيل وتعرض احدهم الى الضرب الشديد حتى بدأ بالهلوسة وصار يعترف بأمور غير صحيحة لينجو من التعذيب فيقول انه خبأ اسلحة في مناطق مختلفة، فيأخذونه الى هذه المناطق حيث يكون عقل هاشم الذي يأمره بالحفر، وعندما يتوانى يضربه، وبالفعل كان الشاب يحفر على الرغم من انه يعرف ان المنطقة خالية لينجو من العذاب.
يعتبر نعمان انه بمجرد ان عقل هاشم " فطس" فهذا نصر كبير لنا، ويجب على الاعلام ان يشدد على ابراز هؤلاء العملاء امثال علم الدين بدوي ونبيه ابورافع وغيرهما.
بقي يتقاضى راتبا !!
ويقول آخر ان اكثر ما كان يضايق المعتقلين هو استمرار عقل هاشم في تقاضي راتبه من الجيش اللبناني حتى السنوات الاخيرة تـــــــاريخ صدور حكم غيابي بحقه " ليس وحده، يوجد العديد مثله ، كالمسؤول الامني للمحققين في معتقل الخيام جان حمصي المعروف باسم ابونبيل".
من جهته ، يعبر الاسير المحرر احمد اسماعيل عن فرحته بمقتل هاشم " لانه لو بقي حيا وسلم نفسه الى الدولة ، كان سيسجن عشر سنوات فقط ، ويعود حرا طليقا، انا اتمنى ان يقتل العملاء على يد المقاومة لان هذا افضل من انتظار صدور الاحكام التي ستخلق مشكلة داخلية ، احمد الذي كان مسجونا في عسقلان يلفت الى ان هاشم كان من المبادرين الى تنظيم رحلات لطلاب المدارس الى داخل اسرائيل " كان يدرس جيدا ما يفعله ، ويعي معنى تربية الاولاد على السياحة داخل اسرائيل ، هذه من اخطر الامور التي كان يقوم بها ...".
ذكريات الاهالي
فرحة المواطنين ليست اقل من فرحة المعتقلين :" ياريت بقدر اطلع على الضيعة" يقول احدهم ويضيف: " ماذا اقول ؟ منذ سمعنا الخبر ونحن نتذكر الايام التي كنا نعيشها في القرية ، يكفي انه حرمنا منها ، كما حرم امي من زيارتي .. تصوري ان امي وكانت عجوزا ، بقيت تتردد اليه وتزوره لمدة سنوات قبل ان تموت ، طالبة منه اعطاءها تصريحا للنزول الى بيروت وكان يرفض ".
" من ينسى اعمال عقل هاشم ، اتذكر انه قام في العام 1973 بضرب اهالي بلدة بليدا بالرصاص،اثناء تنظيمهم مسيرة في ذكرى اسبوع للشهداء، كان في حينه لا يزال في السلطة اللبنانية، نحن كنا اصدقاء واصحاب مع اهلي بلدات دبل وعين ابل وغيرها ، لكنه منذ ان شكل وسعد حداد قواتهم، وبدأوا ارتكاب المجازر في حق الاهالي من حانين الى برعشيت الى سوق بنت جبيل، صار يشيع ان اهالي بلدات عين ابل ودبل هم من نفذ هذه العمليات وزرع الكراهية في النفوس".
رجل الخوات
" اعتمد كثيرا على تفاصيل الخوات، خصوصا من المغتربين. كان يبتز الاهالي بطرق كثيرة، مثلا يجمع الشباب، حتى من هم في سن العاشرة ويأخذهم الى التجنيد الاجباري، وعندها يبدأ باستقبال الاهالي الذين يدفعون له الاموال ليترك اولادهم".
ويختم حديثه: " كنت دائما اتمنى ان ياتي شاب " شبعان من حليب امه ويقتله" الله يسلم الشباب الذين قتلوه، لقد خلصوا الامة كلها من مجرم ...".
ويعرض مواطن آخر للمعاناة اليومية التي يتعرض لها الاهالي:
" كان بيته مزارا لاهالي المعتقلين الذين يحملون اليه الهدايا بالاضافة الى الثياب والحاجيات التي يريدون ادخالها الى اولادهم في المعتقل، كان يقابل الجميع ويأخذ الهدايا من الجميع ، لكن شيئا من الاغراض لم يصل الى المعتقلين" .
ويضيف: "وصل اسلوب الابتزاز والسرقة التي كان يعتمده مع اهالي المعتقلين الى حد ان احد اهالي البلدة ساهم في بناء بيته الخاص، مما كلفه مبالغ تتجاوز عشرين الف دولار، لم يتطوع يوما لسدادها وحتى للافراج عن ابنه، اسلوبه يعتمد الترغيب والترهيب، واسمه كان يثير الرعب والخوف، العديد من الاهالي كان يقول انه اقام مكانا خاصا للتعذيب في منزله".
و"أهالي المنطقة المحتلة" يتذكرون جرائمه
اورد بيان صادر عن "بلدات وقرى المنطقة المحتلة" سلسلة جرائم ارتكبها عقل هاشم الذي قضت عليه المقاومة في مزرعته في دبل هذا الاسبوع ، وبين هذه الجرائم:
اختطاف عدد من المواطنين من عدة قرى لم يعرف مصيرهم حتى اليوم وهم : جميل السيد محمد، محمد يوسف داغر،علي السيد احمد مرتضى, طعن الشاب حسين عقيل بحربة بندقيته قبل ان يطلق عليه الرصاص ويرديه قتيلا امام اعين اهل الجبين في عام 1978، اصدار الاوامر باعتقال العشرات من ابناء بلدة عيتا الشعب والذي ما زال منها حوالي 40 معتقلا في سجن الخيام، تصفية 4 اشخاص مقاومين بعد ان اعتقلهم في موقع الشومرية عام 1990، تصفية مواطنين في بلدة عيناتا عام 1985 ، تصفية احد المواطنين في بلدة الطيري بعد اعتقاله عام 1991، تصفية يوسف سعد في بلدة بنت جبيل بعد اعتقاله وتعذيبه عام 1993، خطف وتصفية الفتى موسى علي قبلان (16 سنة) من بلدة ميس الجبل عام 1978 ورمي جثته في بئر في بلدة حانين المهجرة، تصفية رامز ابوعليوي بينما كان يرعى قطيعه من الاغنام في خراج بلدة بنت جبيل عام 1978، تصفية صالح فقيه وحسن فقيه بعد اعتقالهم في خراج بلدة الطيري ، تصفية اربعة عجز من بلدة الطيري بعد اعتقالهم وتعذيبهم وذبحهم من الوريد الى الوريد وهم: سليمان داوود ، قاسم حسين حسن حيدر، فاطمة سلمان فقيه، فاطمة علي دلال ، اصدار الاوامر لجماعته من العملاء بأعدام ثلاثة مواطنين من بلدة عيترون واحراق واحد منهم ، ارتكاب مجزرة في بلدة مارون الراس عام 1978 وذهب ضحيتها ستة مواطنين بينهم امراتين بعد اعتقالهم وقام بتدمير منازلهم ، ذبح احد المواطنين في بلدة راميا اثناء عمله في حراثة ارضه، ارتكب برفقة ازلامه من العملاء مجزرة في بلدة ياطر ذهب ضحيتها شهيدين، قام على راس قوة من العملاء سنة 1985 بمداهمة قرية مجدل سلم وقرية قبريخا واعتقل اثناءها زهاء 50 مواطنا ، قام باعتقال عدد من الاشخاص من قرية رشاف وقام بتصفيتهم واخفى جثثهم في آبار القرية (اربعة اشخاص) ، اصدر الاوامر بتدمير عدد كبير من المنازل في قرى كونين ، رشاف ، حانين ، بنت جبيل ، بيت ياحون ، مارون الراس ، الطيري ، مركبا ، حولا ، بليدا ، قام بتدمير منزل في بلدة الطيري على ساكنيه سنة 1981 مما ادى الى مقتل اولاد محمد حسن فقيه وهم: سكنة (24سنة) حسان (18سنة) محمود (14سنة) ، اصدر الامر بتصفية مختار بلدة بني حيان ، قام بمداهمة بلدة برعشيت وعمد الى تصفية عدد من ابنائها مما ادى الى مقتل 7 اشخاص".