المقاومة الاسلامية شنت في 29-6-96 هجوماً شاملاً على تسعة مواقع، من بينها موقع الاحمدية الذي اقتحمه المجاهدون للمرة الاولى منذ عام 1983 ورفعوا على تحصيناته اعلام المقاومة. ويعتبر اقتحام هذا الموقع انجازاً عسكرياً وامنياً كبيراً نظراً لصعوبة الوصول اليه والكمائن الموجودة التي زرعها الاحتلال، وما زاد في اهمية العملية قيام المجاهدين بتصوير مجريات الاقتحام وبثه على شاشات التلفزة ليدحض مزاعم العدو ويكشف ما حاول الصهاينة التستر عليه. واوردت المقاومة الاسلامية تفاصيل العملية في بيان قالت فيه ان مجموعة شهداء سحمر قامت بمهاجمة مواقع الاحمدية، ابو قمحة، زغلة، عين قنيا زمريا وكسارة العروش، وتمكن المجاهدون من دخول موقع الاحمدية والسيطرة عليه لمدة عشرين دقيقة، وزرعوا رايات المقاومة فيه ودمروا دشمه وتحصيناته وفجروا مخزناً للذخيرة. واشارت مصادر امنية ان المجاهدين استخدموا الرشاشات الثقيلة في الموقع لاطلاق النار على المواقع الاخرى. بعد ساعات من العملية اعترف العدو بالعملية مشيراً الى ان الهجوم شنه عدد كبير من المقاتلين. وذكر ناطق عسكري ان 3 عملاء اصيبوا، فيما نقلت مصادر من المنطقة المحتلة ان 7 جرحى للعملاء سقطوا في العمليات موضحة ان جراح ثلاثة منهم خطرة، وهم: خالد قاسم حمود (شبعا)، فؤاد الحرفوش (حاصبيا) وهيثم هاني خضر (حاصبيا). وقالت مصادر متطابقة ان الجرحى اللحديين فاق عددهم العشرة وان عناصر موقع الاحمدية فر بعضهم باتجاه كوكبا والبعض الآخر اختفى داخل سراديب سرية في الموقع، وكذرت مصادر طبية من مرجعيون ان جرحى العملاء في عملية الاحمدية بلغ عددهم 12 جريحاً وان جندياً اسرائيلياً قتل في العملية ايضاً. وقام قائد وحدة الارتباط الجنرال ايلي اميتاي برفقة قائد المنطقة الشمالية في جيش الاحتلال عميرام ليفين وعدد من كبار الضباط بجولة على موقع الاحمدية لتفقد خسائر العدو و العملاء فيه وللتحقيق في كيفية وصول المجاهدين الى داخله.
المقاومة الاسلامية زفت شهيدين من مجاهديها قضوا في المواجهات البطولية، هما احمد علي خليفة من بلدة الغازية ومحمد مصطفى حيدر احمد من بلدة الكرك. وبعد اسبوع من العملية تكشفت معلومات عن تفاعل نتائجها، وذكرت المعلومات ان قوات الاحتلال عمدت الى اعادة تحصين موقع الاحمدية وبناء دشمه ومنشآته التي دمرها المجاهدون. كما عمدت الى سحب الآليات المدمرة من موقعي زغلة وابو قمحة واجرت عمليات صيانة للآليات المعطوبة.
وفي الاطار نفسه، عقدت قيادات من جيش العدو والميليشيات العميلة اجتماعاً في مقر قيادة العملاء خصص لتقييم الوضع العسكري في اعقاب اقتحام المقاومة الاسلامية لموقع الاحمدية والسيطرة عليه، وعلم ان قيادة العملاء احتجت لدى القيادة الاسرائيلية على التأخر الذي حصل من قبل قوات الاحتلال في تقديم الدعم لعناصر الموقع، حيث تأخر الدعم الجوي حوالى ساعة ونصف الساعة والارضي حوالى 4 ساعات، واشارت الى ان سحب الجرحى من داخل الموقع تأخر ايضاً حوالى 4 ساعات ونصف الساعة بعد الهجوم، ونقل الجرحى مشياً على الاقدام من داخل الموقع الى بلدة كوكبا ولمسافة تجاوزت ثلاثة كيلومترات، وطالبت قيادة العملاء بمشاركة عسكرية صهيونية داخل المواقع المتقدمة لان ذلك يمكن ان يعيد المعنويات المنهارة لعناصر الميليشيات التي فقدت رشدها بعدما تمكن المقاومون من اقتحام الموقع والسيطرة عليه مع ان العملاء كانوا يظنونه احدى القلاع المحصنة.