أبى هؤلاء الشهداء إلا أن يعودوا إلى تراب الوطن ليدفنوا فيه ليعودوا إلى الثرى الذي دافعوا عنه وبذلوا في سبيل عزة أهله الدماء الغالية والزكية، وأبت مقاومتهم وأبى عمادها وسيدها إلا أن تعود هذه الاجساد المباركة وقد عادت وشهدنا جميعا مشاهد الفخر والإعتزاز أهالي شهداؤنا يستقبلون أبنائهم بالفخر والإعتزاز والشعور بالكرامة والعزة العالية وأولئك يبكون وهم قلقون على مصيرهم وقلقون على مستقبلهم ورأينا الخيبة على وجههم كما رأينا الذلة على وجوههم وعلى وجوه قادتهم السياسيين والعسكريين وهذا هو المشهد المعبر عن حقيقة الصراع وعن حقيقة المواجهة.
أبى هؤلاء الشهداء الذين قاتلوا في ساحة الوغى ونفذوا الوعد الصادق أبى هؤلاء الشهداء إلا أن يعودوا ومعهم الأسرى كل الأسرى الأعزاء معهم سمير ومعهم أخوة سمير ومعهم الجسد الطاهر لدلال المغربي ولكل الشهداء الأعزاء لينفضوا الغبار عن تاريخ ربما شعرت فيه أمتنا بكثير من المظلومية وليكشفوا هذه الحقيقة أمام كل العالم ليعيدوا لنا إحياء ذاكرة المقاومة فتعود الأجيال وتعود كل الثقافة مرتبطة بدلال المغربي بيحيى سكاف بالشهداء الأوائل من الذين إلتحقوا بخيار المقاومة دفاعا عن فلسطين وعن قضية فلسطين هؤلاء الشهداء كما المقاومة كما شعب المقاومة أعادوا الإعتبار لمرحلة كانت مليئة بالظلم والتعسف, وحيث اريد لهؤلاء الشهداء الفلسطينيين والعرب واللبنانيين الذين استشهدوا في مراحالة متعددة من السبعينيات والثمانينيات أريد لهم أن يكون عناوين مهملة في مرحلة غابرة من أجل أن تنتقل الأمة إلى مرحلة التسوية والاستسلام بعودة .
هذه الجثامين الطاهرة والمباركة من فلسطينيين وعرب ولبنانيين من كل الجنسيات بعودة هذه الجثامين بإمكاننا أن نقول أنه أعيد الأعتبار لهذه المرحلة وأعيد توجيه البوصلة للوطن والأمة ولكل شعوب منطقتنا لنقول للجميع ان في تاريخنا الشهداء العظام وأن في تاريخنا التضحيات الكبيرة والجسيمة وأن في تاريخنا المقاومات المتتالية التي تأججت في عطائها وفي ذروة انتصاراتها في هذه الأيام حتى وصلنا إلى تحقيق الانتصارات الكبيرة والعظيمة.
أيها الأعزاء هؤلاء الشهداء هزموا العدو مرتين، هزموه في تموز وأب 2006 حينما هشموا صورته وقضوا على فكرة التفوق العسكري الإسرائيلي حينما كانت كل شاشات التلفزة تنقل كل صراخات العدو وبكاء جنوده وانهزام ضباطه وخططه وتراجعه, وهزموه الآن حينما الحقوا به الذل والحقوا به المهانة بعد ان اعيدوا إلى أرض الوطن، فإذا بالعدو هو المنكسر وهو المنهزم وهو الذليل وقد عبر قادة العدو عن هذا المعنى . هؤلاء الشهداء من خلال مشهد الامس حينما كانت قوافل الشهداء تتقدم من الناقورة الى بيروت وكان الاهالي وكل لبنان يستقبلهم بافتخار وعز وبانتصار دون منة من احد ودون أي قيد او شرط يفرض على اهلها , هذا المشهد والاجماع الوطني وهذا الاستفتاء العارم في لبنان وفي كل عالمنا العربي والاسلامي هو دليل جديد على انتصار جديد صنعه لنا هؤلاء الشهداء الاعزاء.
وختاما ايها الكرام.. المقاومة التي قدمت هؤلاء الشهداء الاطهار كانت دائما في موقع الوفاء والصدق مع الوعد ومع العهد وعدونا الذي كان منهزما وذليلا بالامس وقبل امس سيبقى كذلك بإذن الله تعالى، وبعض المواقف والعنتريات التي اراد ان يبديها من اجل ان يعيد الاعتبار لجنوده وضباطه ويرسل التهديدات للبنان هو يعلم جيدا ان كل التهديدات التي لم تكن تنفع قبل تموز واب 2006هي أكثر ضعفاً بعد تموز 2008 وأكثر انهزاما لان لبنان الوطن ووطننا العربي والاسلامي بعد عملية الرضوان أصبح أكثر قوة وتماسكا، والمقاومة اكثر استعدادا لاي اعتداء يمكن للعدو ان يفكر به في المستقبل, وإذا كان عدد هؤلاء الشهداء ورفاقهم في 2006 بالمئات بالامكان ان اقول ان الذين سيواجهون العدو فيما إذا فكر بأية حماقة من إخوة هؤلاء الشهداء وأمثال هؤلاء الذين تربوا التربية الكربلائية الاستشهادية الحسينية سيكونون بالآلاف بإذن الله تعالى".