وبعد إجراءات أعدتها اللجنة المنظمة، بدأ عند الساعة السابعة إلا 13 دقيقة، الحفل الرسمي لإستقبال الأسرى المحررين الخمسة في منطقة الناقورة، الذين ظهروا بلباس عسكري ارتدوه في مكان خاص أعد في المكان، وعلى سواعدهم شارات العلم اللبناني، وساروا على سجادة حمراء وسط ثلة من رجال المقاومة، يتقدمهم حاملو العلمين اللبناني والفلسطيني وعلم حزب الله، على وقع أغنية "طلوا الفرسان"، ومعهم رئيس المجلس السياسي في حزب الله سماحة السيد ابراهيم أمين السيد، ومسؤول منطقة الجنوب في حزب الله الشيخ نبيل قاووق.
وبعدما أدت ثلة التشريفات قسم المقاومة، حيا العائدون الموجودين وعانقهم كثير منهم. وقد حضر الإحتفال جمهرة من المسؤولين السياسيين يتقدمهم نواب كتلة التحرير والتنمية: ايوب حميد، علي خريس، عبد المجيد صالح وعلي بزي، ونواب كتلة الوفاء للمقاومة: حسن فضل الله، محمد حيدر وحسن حب الله، والنائب اسامة سعد، النائب السابق ناصر قنديل، محافظ الجنوب مالك عبد الخالق والمدير العام للأمن العام اللواء وفيق جزيني وممثل قيادة الجيش رئيس فرع المخابرات في الجنوب الجيش العميد عباس ابراهيم، مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في حزب الله الحاد وفيق صفا، مدير عام مؤسسة الشهيد السيد جواد نور الدين، وعدد من قيادات من حزب الله وذوي المحررين، وعدد من الفاعليات والقيادات الحزبية والسياسية والروحية والامنية والعسكرية والفصائل الفلسطينية.
والقى عريف الإحتفال كلمة تحدث فيها عن الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله والشهيد القائد الحاج عماد مغنية الذي خاطب روحه بالقول: "قم الآن. عزيز علينا الا تكون بيننا الآن يا عماد المقاومة. ألست انت من صنع كل هذا المجد، يا عماد المقاومة واسرانا". كما تحدث عن الإمام المغيب السيد موسى الصدر، ودور الجميع في المقاومة.
بعدها القى السيد ابراهيم امين السيد كلمة بالمناسبة، قال فيها: "انها لحظة من لحظات الشكر الالهي، انها لحظة من لحظات النعم والالطاف الالهية انها لحظة من لحظات النصر الالهي حيث نقف هنا، هنا تقف المقاومة، هنا من منصات كل الوطن، من هذه المنصات التي وصلت الى حيفا وبعد بعد حيفا، حتى عدتم ايها الابطال من منصات الوطن الذي لم تعودوا اليه الا حينما وصلت صواريخ المقاومة اليكم، لم تعودوا الا حينما وصلت المقاومة شهداء وأسرى اليكم حتى عدتم ابطالا واحرارا".
أضاف: "من هنا مروا، على هذا الطريق مروا، ودخلوا الى فلسطين. ما رآهم الا التراب والشجر، وما أحس بهم الا نبضات قلوبهم. ومن هذا الطريق عادوا الى وطن المقاومة وطن الجهاد، وطن الشهادة، وطن النصر والعزة والشرف والإباء. نستقبلكم شهداء احياء عندنا ونستقبلكم شهداء احباء عند ربهم يرزقون.
يا دلال، يا دليل طريق فلسطين، يا دلال ويا رفاقها، يا رفاقها، يا كل الشهداء، يا كل الاسرى نحن نعلم وانتم تعلمون، نحن لم نكن ننتظركم لاننا نعلم ان الانتظار لا يحرر شرفاء ولا احرار، وانما كنا نعلم انكم كنتم تنتظرون المقاومة فوصلت اليكم فعدتم ابطالا واحرار.
باختصار سأقول فلسطين، وهذا كلام للشهداء، حيث ولدتم وفلسطين حيث وطأت اقدامكم وفلسطين حيث نامت اجسامكم، وفلسطين حيث دفنت بنادقكم، وفلسطين حيث جئتم لبنان فلسطين، وفلسطين لبنان.
يا أبطال، ايها العالم، نحن والمقاومة، لم تحرركم المقاومة من السجن الاسرائيلي وانما حررتكم من السجن الدولي كله، العالم كله كان يسجنكم، والمجتمع الدولي كله كان يسجنكم، المجتمع الدولي كان يرى كل شيء من فلسطين من خلالكم، اما المقاومة كانت ترى في فلسطين كل شيء من خلالكم، كانت ترى فلسطين من خلالكم وكانت ترى القدس من خلالكم وكانت ترى الحرية من خلالكم. هذا تحرير ليس بثمن النفط ولا الغاز ولا المفاوضات ولا التسويات، هذا تحرير رغم انف المجتمع الدولي، بالمقاومة والدم والجهاد والشهادة.
احتضنكم قبل التحرير بنادق المقاومة واحتضنتكم قبل التحرير صواريخ المقاومة، واحتضنكم قبل التحرير سلاح المقاومة الذي هزم كل سلاح العالم، أبت اجسادكم الطاهرة كما قال الامام موسى الصدر لابي عمار رحمه الله، ان شرف القدس يأبى ان يتحرر الا على ايدي المؤمنين. ايها الشهداء، ان اجسادكم الطاهرة أبت ان تتحرر الا على ايدي الطاهرين، وان شرف الاسرى أبى ان يتحرر الا على ايدي الشرفاء المقاومين.
وها انتم اليوم تدخلون وينتظركم سيد شهداء المقاومة السيد عباس الموسوي، يحضنكم بين يديه ويتلو عليكم وصيته، ويحضنكم شيخ الشهداء الشيخ راغب حرب ويتلو عليكم كلماته الاخيرة، ويحضنكم عماد المقاومة وشهيد الانتصارين ببسمته الواسعة يقدم اليكم كتاب الجهاد والمقاومة والشهادة بخط يديه وتوقيعه، وينتظركم سيد المقاومة سيد العهد والوعد وحيفا الى ما بعد بعد حيفا، ينتظركم سيد المقاومة ليدخلكم الى غرفة قيادته، الى ساحة عزمه وارادته ينتظركم الذي صنع مجد الامة والذي لم يوحد لبنان الا بالمقاومة وسيد المقاومة.
ينتظركم لبنان المقاومة والشهداء وعوائلهم، ينتظركم اطفال لبنان ونساء لبنان وكل اللبنانيين، ينتظركم لبنان مقاومة وشعبا وجيشا ودولة، لكن في الاخير اقول مروا على مدافن كل الشهور، ومروا على مدافن تموز، انظروا الى عيون الاطفال تحت الركام بمن تحدق وانظروا الى الايادي المقطعة الى من تشير".
وبعد إنتهاء مراسم الإحتفال القصيرة في الناقورة، عاد الأسرى المحررون في السابعة و7 دقائق، إلى السيارات التي نقلتهم إلى مروحيات أقلعت بهم عند السابعة وخمس وعشرين دقيقة في اتجاه مطار رفيق الحريري الدولي - بيروت، حيث يقام لهم إحتفال رسمي، يحضره أركان الدولة وعائلاتهم.