أطلق وزير الحرب الإسرائيلي، "إيهود باراك"، سلسلة من التهديدات الجديدة لإيران وسوريا وحزب الله، مشيراً إلى أن "حميمية" العلاقة بين الحزب ودمشق وإمكان نقل سلاح يكسران التوازن الهش في لبنان، ويدفعان "إسرائيل" كي تكون مستعدة للرد وأن "يكون إصبعها جاهزاً للضغط على الزناد"، وسط تأكيد لمحافل في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية أن رد "إسرائيل" على أي خرق يُقدم عليه حزب الله لقواعد اللعبة مع "إسرائيل"، سيكون قاسياً جداً، وسيركز على الداخل اللبناني.
وأضاف باراك أمام وفد من رؤساء بلديات مدن وقرى إسرائيلية: "الشرق الأوسط لا يشبه أوروبا الغربية أو شمال أميركا، بل هو محيط لا رحمة فيه للضعفاء، ولن تكون هناك فرصة ثانية للضعيف غير القادر على حماية نفسه"، مشيراً إلى أنه "يمكن النجاة فقط إن كنا دولة ذات عيون مفتوحة ومستقرين وواثقين من أنفسنا وأقوياء، نراقب ما يجري من حولنا وغير خائفين من رؤية الواقع كما هو، فنحن في الوقت الذي نمد فيه اليد للسلام نحرص على أن اليد الأخرى قريبة من الزناد".
وكرر "باراك" الحديث الإسرائيلي شبه اليومي عن حزب الله وقدراته العسكرية، مشيراً إلى أن "قرار مجلس الأمن 1701 لا يطبق من ناحية عملية، وحزب الله يملك حالياً نحو أربعين ألف صاروخ، وهو قادر على أن يصل أبعد من مناطق شمال "إسرائيل"، إذ لديه صواريخ ثقيلة يصل مداها إلى مدينة بئر السبع ويروحام وعراد وديمونا"، مشدداً على أن "الدولة بأسرها موجودة ضمن مرمى النيران، وعناصر حزب الله يتحصنون جيداً جنوبيّ نهر الليطاني وشماليّه".
أضاف: "في الأشهر الأخيرة، هناك حميمية متزايدة بين الحزب والسوريين، ويبدو أن في الأفق إمكاناً لنقل وسائل قتالية أكثر تطوراً إلى حزب الله، ما يؤدي إلى كسر التوازن الهش القائم حالياً في لبنان، من ضمنها قدرات إستراتيجية قادرة على مواجهة الطائرات الإسرائيلية التي تواصل طلعاتها فوق لبنان، وهذا يلزمنا بأن نكون مستعدين للرد عند اللزوم".
وتحدث "باراك" عن الاستعدادات لإمكان نشوب مواجهات مستقبلية، مشيراً إلى أن "المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تعمل باستمرار، والأمر بدأ قبل وصولي إلى وزارة الدفاع، إذ قمت بتوفير الزخم والدعم الإضافيين لذلك".
وفي السياق نفسه، نقلت صحيفة "هآرتس" أمس عن مسؤولين في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية قولهم إن "حزب الله يعمل على استكمال سيطرته على لبنان، بينما يُمنى الأطراف المعتدلون في قوى 14 آذار، التي يمثلها رئيس الحكومة فؤاد السنيورة، بهزيمة لا يمكنهم على ما يبدو الخروج منها، بل إن حزب الله راكم على تفوّقه العسكري تفوقاً سياسياً بعد اتفاق الدوحة، ورضخ البيان الوزاري الصادر عن حكومة الوحدة الوطنية كاملاً لمطالب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، في كل ما يتعلق بالصراع مع إسرائيل".
ونقلت الصحيفة عن "خبراء إسرائيليين" قولهم إنه "في إطار الصورة السوداء المتشكلة في لبنان، هناك عدد من النقاط المضيئة، لأنه في الحرب الأخيرة سُمح بضرب حزب الله من دون الإضرار بالدولة اللبنانية ومؤسساتها، إلا أن المنع لم يعد قائماً حالياً، لأن حزب الله والسنيورة واحد، وفي الحرب المقبلة لن تستطيع الولايات المتحدة منع "إسرائيل" من قصف المطار أو محطات الكهرباء"، مشيرين إلى أن ذلك هو التفسير لما "أدلى به ممثلو المؤسسة الأمنية الإسرائيلية خلال جلسة المجلس الوزاري المصغر، قبل يومين، من أن الوضع الجديد في لبنان أدّى إلى تعزيز قدرة الردع الإسرائيلية".
وقالت الصحيفة إن "الحكومة الإسرائيلية المصغرة بلورت سياسة جديدة إزاء لبنان، ترى في إطارها أن حكومة السنيورة مسؤولة عن كل ما يحدث انطلاقاً من أراضيها"، مشيرة إلى أن "إسرائيل تعتزم خلال الأسابيع القليلة المقبلة، البدء بحملة دولية ونقل رسائل إلى كل الأمم المتحدة وأميركا وروسيا ودول أوروبية أخرى، إضافة إلى سوريا وحزب الله، تشير فيها إلى أنه بموجب السياسة الجديدة التي تبنّتها الحكومة الإسرائيلية الأربعاء الماضي، فإن "إسرائيل" ستحمّل الدولة اللبنانية مسؤولية أي هجوم يشنّه حزب الله عليها، أو يطلق صواريخ على طائرات سلاح الجو، أو ينفذ هجوماً في الخارج انتقاماً لاغتيال مسؤوله العسكري عماد مغنية؛ وبالتالي فإنها سترد بما يتناسب".
وأضافت الصحيفة؛ خشية المؤسسة الأمنية من أن "تنقل سوريا إلى حزب الله صواريخ مضادة للطائرات، وأيضاً صواريخ ثقيلة أرض أرض أكثر دقة من الصواريخ الموجودة في حوزته، ولهذا كانت السياسات التي قررها الوزراء قبل يومين، أنه إذا نُقلت صواريخ مماثلة إلى الحزب، فإن "إسرائيل" سترى في ذلك تجاوزاً للخط الأحمر، وستكون ملزمة بالرد مستقبلاً".