أولمرت وبيريتس أمام المصير المحتوم
أمين مصطفى
صحيفة الوطن القطرية 17/03/2007
ارتدادات الزلزال السياسي التي احدثتها لجنة «فينوغراد» بشأن الاخفاقات الاسرائيلية في حرب لبنان لم ولن تتوقف مفاعيلها عمليا الا بعد الاطاحة برؤوس الحرب الكبيرة وفي مقدمتها رئيس الحكومة ايهود أولمرت ووزير الدفاع عمير بيريتس اضافة الى عدد من الجنرالات كما حصل مع رئيس الاركان دان حلوتس، لم تفلح كل مساعي اولمرت وبيريتس في تأجيل اعلان نتيجة التحقيق واصبحا يمارسان وضعهما السياسي كالفريقين يتخبطان شمالا ويمينا لإيجاد المبررات او الصيغة الملطفة لمواجهة الجمهور الاسرائيلي دون جدوى.. فبدأ كل طرف يلقي بالمسؤولية واللوم على الآخر بالتقصير في الحرب فبعد ان اعلن اولمرت انه اسند حقيبة الدفاع الى حزب العمل بناء لطلبه كذب بيريتس هذا الكلام كاشفا انه كان قد طلب حقيبة المالية ولم يكن متمسكا بالدفاع لانه لا يفقه شيئا فيها ودخل الرجلان في سجال حول الفشل والهزيمة اثار غضبا واستنكارا واسعا في كل الاوساط السياسية والشعبية الاسرائيلية.
المتربصون بالمسؤولين في اكبر حزبين اسرائيليين بدأوا يحضرون انفسهم استعدادا لاقتناص الفرصة والحل مكان اولمرت وبيريتس وينسحب هذا الواقع على السياسيين في «العمل» و«كاديما» كما في «الليكود» حيث سارع بنيامين نتانياهو الى شن حملة اعلامية واسعة ضد الحكومة، داعيا الى انتخابات مبكرة واستبدال الطاقم الحالي بأطقم سياسية جديدة تحاول ان تعيد بعض ماء الوجه اثر الهزيمة القاسية التي الحقها حزب الله باسرائيل في حرب يوليو 2006 .
الكباش السياسي سيستمر بل سيتصاعد على نحو غير مسبوق في اسرائيل الى ان يحين موعد الحسم من قبل لجنة التحقيق وتوزيع المسؤوليات عن اخفاق الحرب والمخاوف الحقيقية الآن تتمثل باحتمال هروب اولمرت الى الامام من خلال ارتكاب مزيد من المجازر في فلسطين المحتلة او خلق اية ازمة خارجية مع لبنان او مع الدول العربية للفت نظر الاسرائيليين اليها والكف عن متابعة تفاصيل المعلومات والتسريبات حول ما سينقله المحققون من فضائح سياسية وميدانية خلال ايام.
المطلوب فلسطينيا وعربيا مزيد من الحذر لان المرحلة دقيقة وخطرة جدا وعلى الجميع ان يضع في اعتباره احتمالات تعطيل اسرائيل لأية صيغ حل سواء فيما يتعلق بالمصالحة الفلسطينية- الفلسطينية وحكومة الوحدة الوطنية واطلاق رسائل سياسية غير مقبولة الى القمة العربية المقبلة نهاية الشهر الجاري .
اسرائيل حاليا تعيش في دوامة مصيرية تود ان يغرق فيها اطراف كثيرة.. فحذار من اي فخ قد تنصبه هذه الايام.