الإسرائيليون يريدون من العرب اعترافات مجانية
علي الطعيمات
صحيفة الوطن القطرية 15/03/2007
فجأة اكتشف الإسرائيليون، ومنهم بالضرورة نائب رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي شيمون بيريز، وجود مبادرة عربية للسلام بعد خمس سنوات من انطلاقها في قمة بيروت في عام 2002 لتعكس مواقف الدول العربية، ولتكسر الجمود الذي كان مهيمنا بسبب تعنت دولة الاحتلال العنصرية التوسعية، ولتطرح رؤية عربية واضحة ودقيقة على دولة الاحتلال وحلفائها، خاصة الإدارة الأميركية المنحازة للأجندة الإسرائيلية بكل ما بها من رفض للسلام الحقيقي القابل للحياة.
والمفارقة ان القيادات الإسرائيلية التي تحاصر الشعب الفلسطيني وتشن عليه حرب تجويع وحشية بتحالف مع العالم الغربي من أجل انتزاع اعتراف بدولة الاحتلال العبرية، لا ترى في مبادرة السلام العربية سوى نقطة انطلاق للمفاوضات، وهي المبادرة التي تعرض الاعتراف والتطبيع والسلام الشامل الكامل مقابل الانسحاب الكامل وحل المشكلة الأساسية وجوهر الصراع من أساسه وهي قضية اللاجئين الفلسطينيين وفق القرار الدولي رقم 194.
لكن الإسرائيليين، ولأنهم غير مستعدين لدفع ثمن السلام والأمن ويريدونه بالمجان، فهم يعتبرون ما ذهبت إليه المبادرة من إلزام الطرف العربي بدفع ثمن وهو التنازل عن أكثر من 75% من فلسطين التاريخية والاعتراف بأنها ليست أرضا عربية ولا إسلامية، وليس ذلك وحسب، وإنما الذهاب إلى التطبيع الكامل، وهو ثمن هائل يحصده الإسرائيليون لسببين هما: الضعف والهوان العربي والانحياز الغربي للأجندة الإسرائيلية، والذي يتجسد الآن بالحصار المفروض على الفلسطينيين لإرغام مقاومتهم على الاعتراف بجلادهم قبل أن يعترف هو بحقوقهم المشروعة.
واللافت ان من يدعون انهم «معتدلون» في الطرف الإسرائيلي أمثال ثعلب السياسة الإسرائيلية بيريز، يريدون مبادرة عربية دون بنود، مبادرة فارغة من أي شيء سوى الذهاب إلى الإسرائيليين والاعتراف بكيانهم ومن ثم مفاوضتهم إلى ما لا نهاية، خصوصا أن الإسرائيليين مهرة ومحترفون في مسألة المفاوضات اللا متناهية والتي لا توصل إلى نتيجة، وإلا فإنها شروط مسبقة وهي النغمة التي جمدت مفاوضات الجولان السورية المحتلة، وتركتها عبوة ناسفة موقوتة لنسف كل سلام لا يشمل كل الجبهات وكل المسارات على قاعدة الالتزام بالشرعية الدولية، ومبادرة السلام العربية تنطلق أساسا من القرارات الصادرة عن الأمم المتحدة وفي مقدمتها القراران 242 و338 وكذلك القرار 194.