قال المراسل العسكري في صحيفة "اسرائيل هيوم" "عيدان أفني": "في الأسبوع الماضي، طُلب من "سكان" مستوطنة المطلة الدخول 3 مرات إلى الملاجئ خشية من الطائرات المُسيّرة، وفي كل مرة لم يفعّل الإنذار، بل أصدر التوجيه للدخول إلى الملاجئ بهدوء عبر مجموعة الـ"واتساب" الخاصة بالمستوطنة".
أضاف المراسل: "في كل مرة، قال الجيش "الإسرائيلي" إن الشكوك لم تثبت صحتها. ومع ذلك، فإن سكان "الشمال" يخشون ويسألون: كيف نعود من دون وجود بنية تحتية، ومن دون أن يرمم العديد من المنازل في العديد من المستوطنات، ومن دون أن تكون مؤسسات التعليم غير جاهزة؟ هل سنرى مرة أخرى عبر الحدود قوافل أعلام حزب الله في القرى المحاذية للسياج، ومعها عناصر المنظمة العائدين إلى منازلهم؟".
المراسل ينقل، عن مصدر صهيوني معني بعملية عودة المستوطنين، أن: "لا أحد يطلب من "السكان" العودة إلى منازلهم الآن. نحن نقدر أن الغالبية ستعود في الصيف، وهناك سيتم الاختبار الحقيقي. من وجهة نظرنا، لا فرق بين من يعود الآن ومن يعود لاحقًا. الصيف هو الموعد الذي يحدد الجيش أنه يمكن فيه العودة. من هنا يبدأ فقط مسار العودة. المُخَلون يحصلون على 60% من منحة الإسكان، وهي منحة العودة. سيختار السكان ما إذا كانوا سيأخذون المال ويعودون، أو سيستخدمونه للبقاء خارج المستوطنة حتى الصيف. من يختار العودة وأخذ المنحة يدرك أنه سيتعامل مع صعوبات العودة".
إيتي، وهي من مستوطني "كريات شمونة"، انتقلت إلى "تل أبيب"، تقول: "أنا أعود؛ لأنه ليس لدي خيار. أغلقوا المدرسة الثانوية للأولاد الكبار، وتركوا فقط المدرسة الابتدائية للصغار. لدي أطفال في المرحلتين، فما الذي يمكنني فعله؟ ليس لدي خيار سوى العودة. لو كان لديّ حل للأولاد الكبار، لما عدتُ حتى نهاية العام الدراسي".
المراسل يُشير الى نشاط كبير في الفنادق للمستوطنين الذين يعودون إلى منازلهم للحصول على منحة العودة، التي تقل كلما طالت مدة بقائهم في الفنادق.
في المقابل، اختار العديد من المستوطنين عدم العودة. وأعلنت سلطة الضرائب أن 500 منزل في المستوطنات المُخلاة غير صالحة للسكن، وسيحصل أصحابها على بدل إيجار لمدة تحدد وفقًا لمدة ترميم المنازل، لكن العديد من المستوطنين يقولون إن منازلهم لمّا تصلح بعد، بما في ذلك النوافذ المكسورة والأسقف المتضررة، ما يمنعهم من العودة إلى منازلهم. كما لم يعالج جزء كبير من البنية التحتية في المستوطنات. في بعض الأماكن، التأخيرات سببها المقاولون، وفي أماكن أخرى تعود لقرارات رؤساء "السلطات المحلية" الذين يؤخرون العمل على البنية التحتية. أيضًا، لن تفتح المؤسسات التعليمية في جميع "السلطات المحلية". في بعض الكيبوتسات لن تفتح العيادات الطبية، ولن يحصل السكان على الخدمات الأساسية، على ما يورد مراسل "اسرائيل هيوم".
كما يشكو العديد من المستوطنين من أن الجنود الصهاينة الذين أقاموا في منازلهم في المستوطنات القريبة من السياج تسبّبوا بوقوع أضرار في بيوتهم، فيجب طلاء المنازل وإصلاحها، وهو ما يمنعهم من العودة. كما تشير تقديرات العدو إلى أن من سيعودون، في غضون أسبوعين، هم بالأساس من أقاموا في الفنادق.
كذلك يقول يوناتان، من مستوطني المطلة، إنه اختار تأجيل العودة إلى منزله لمدة لا تقل عن سنة إضافية، حتى يرى ما سيكون عليه الوضع الأمني على طول الحدود. ويضيف: "من الواضح لي أن حزب الله سيعود بشكل أو بآخر إلى القرى. سيبدؤون بإعادة بناء المنازل، ثم سيعيدون بناء البنية التحتية العسكرية أيضًا. يجب أرى بعيني أن الجيش "الإسرائيلي" يفرض الاتفاق. وإلا، بالنسبة لي، فالأمر يشبه العودة إلى 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، الذي رأينا إلى أين قادنا".