تطرق المحلل العسكري في "يديعوت أحرونوت" يوسي يهوشوع إلى ما اعتبره تصريحًا استثنائيًا لمسؤول رفيع في الجيش "الإسرائيلي"، إذ علّق مصدر كبير في هيئة الأركان العامة على اقتراح الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن "نقل" أكثر من مليون فلسطيني من غزة إلى دول مجاورة، وقال في مقابلة مع "Ynet" وصحيفة "يديعوت أحرونوت" بالقول: "إنها فكرة ممتازة". وأضاف: "نحن في وضع معقد للغاية، حيث لم يتم بعد القضاء على الذراع العسكري لحماس، كما لم يتم حسم مسألة ذراعها السلطوي، واقتراح ترامب إيجابي".

وتابع المصدر: "قبل أن يتحدث ترامب عن هذا الموضوع، كان هناك تردد في "إسرائيل" في الحديث عن فصل السكان عن المنطقة"، ويبدو أن "إسرائيل" تعتقد أن الأميركيين جادون في هذا الطرح، وليس مجرد فكرة عشوائية من ترامب، فقد كان الرئيس الأمريكي قد صرح في بداية الأسبوع أنه ناقش مع ملك الأردن عبد الله الثاني إمكانية "نقل" أكثر من مليون فلسطيني من "الدمار في غزة" إلى دول مجاورة، وكان قد ناقش ترامب الموضوع أيضًا مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الذي رفض الاقتراح يوم أمس الأربعاء".

وتطرق المسؤول الكبير في هيئة الأركان أيضًا إلى إدارة الحرب، قائلًا: "نحن نعمل بقوة، لكنَّ القضايا الإنسانية، والأسرى والمفقودين، وقيود الدعم الأميركي فرضت علينا تعديلات صعبة"، مردفًا: "علينا أن نسأل أنفسنا إلى أين نمضي من هنا – القضية ليست فقط غزة أو حماس".

وبحسب كلامه، فإن التحدي الحقيقي يكمن في الضفة الغربية، قائلًا: "الضفة هي الحدث الذي أمامنا، وهو حدث ضخم، ونحن ندرك ذلك جيدًا"، مضيفًا: "نحن نعمل بقوة في طولكرم وجنين وسنواصل ذلك، فالوضع هناك أكثر تعقيدًا بكثير، ونعمل بالفعل بطريقة مختلفة، وفي رأيي، بعد 7 تشرين الأول/أكتوبر، علينا إعادة النظر في مفاهيمنا".

وسأل المسؤول: "إننا نقول، إن حماس هي العدو في الضفة والأجهزة الأمنية الفلسطينية تساعدنا، لكن من قال إن هذا الوضع سيستمر؟ من قرر أن حماس تعني الحرب وفتح تعني السلام؟ لقد واجهنا مفاجأة إستراتيجية واحدة في 7 تشرين الأول/أكتوبر في غزة، ولا يمكننا السماح بحدوث مفاجأة أخرى في الضفة، كنا في مفهوم واحد انهار، ولا يجوز أن ينهار مفهوم آخر في الضفة الغربية".

وأكد يهوشوع أنه "في ظل الإنذار الذي وجهه زعيم حزب "شاس" أرييه درعي، إلى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، والذي طالب بإقرار قانون الإعفاء من الخدمة العسكرية خلال شهرين، دعا المسؤول الكبير المستوى السياسي إلى الاستماع لتحذيرات رئيس الأركان هرتسي هليفي، بشأن النقص في المقاتلين، والإسراع في تشريع قانون تجنيد يجلب المزيد من "الحريديم" إلى الجيش ويطيل فترة الخدمة العسكرية الإلزامية".

وأشار إلى خطاب شهير ألقاه في عام 2021 نائب رئيس الأركان آنذاك، اللواء آيال زمير، حذر فيه من أن الجيش بحاجة إلى عدد كبير من المقاتلين. وقال: "وصلنا إلى 7 تشرين الأول/أكتوبر مع نقص حاد، وعلى مدى عام كامل كان رئيس الأركان يصرخ بأن هناك نقصًا في عشرة آلاف جندي – لكن المستوى السياسي لا يصغي".