أكد الكاتب الصهيوني دورون نير تسافي (محامي وخبير في قوانين العقوبات في الضفّة الغربية المحتلة)، أن "إسرائيل" ليست الجانب المنتصر ولم تحقّق "النصر المطلق"، في الحرب الهمجية والإبادة الجماعية التي شنتها على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، لافتًا إلى أن الانتصار يعني تحقيق الأهداف وهو ما لم تحققه "إسرائيل" في هذه الحرب.
وأوضح تسافي في تقرير نشرته القناة السابعة الصهيونية أن "المنتصر في الحرب هو الطرف الذي نجح في تحقيق الأهداف التي وضعها، وهزم العدو. وفي ما يتعلق بحرب "سيوف حديدية"، أو حرب "النهضة"، كما سمّاها رئيس الحكومة (الصهيونية بنيامين نتنياهو)، فإنها لم تكن حربًا بادرت إليها دولة "إسرائيل""، وفق تعبيره.
ورأى أن ""إسرائيل" انجرّت إلى هذه الحرب "رغمًا عن إرادتها"، بينما كانت في وضع صعب ومؤلم، تنزف دمًا جرّاء هجوم مفاجئ وساحق، ووضعت لهذه الحرب 4 أهداف "طموحة":
أ - تدمير حماس كقوة عسكرية في القطاع.
ب - إطاحة سلطة حماس (كهيئة مدنية).
ج - ضمان عدم تعرُّض "دولة إسرائيل" للخطر من أراضي القطاع.
د - إعادة كلّ "المخطوفين" (الذين كان عددهم 251)"، على حد قوله.
وأضاف: "وبتدقيق بسيط، يمكن أن نرى أن أيًا من هذه الأهداف المذكورة أعلاه لم يتحقق. بالنسبة إلى الهدف الأول؛ على الرغم من الإنجازات الكبيرة للجيش "الإسرائيلي"، مع الأسف، فإن عدة آلاف من "مخرّبي" حماس لا يزالون في القطاع، وهؤلاء يعيدون تنظيم صفوفهم من جديد ضمن وحدات قتالية، وينفّذون عمليات قاتلة ضدّ قواتنا. وتثبت مراسم إعادة "المختطفين" وجود تنسيق في ما بينهم، وأنّهم ما زالوا تنظيمًا عسكريًا، على الرغم من الضربة القاسية جدًا التي تعرّضوا لها".
وتابع: "بالنسبة إلى الهدف الثاني؛ فإن سلطة حماس لم تنهر، ولا تزال تسيطر على مئات الشاحنات التي تحمل المساعدات الإنسانية التي تتدفق يوميًا إلى القطاع، ورجال الشرطة التابعون لها هم الذين ينظّمون السير على تقاطعات القطاع. من جهة أُخرى، لا يوجد أيّ طرف مستعد لتحمُّل المسؤولية، خوفًا من حماس، الأمر الذي يدل على أنها هي الجهة المسيطِرة".
وفي ما يتعلق بالهدف الثالث، قال تسافي: أيضًا "لم يتحقق، ليس فقط بسبب إطلاق القذائف من قطاع غزّة باتّجاه مستوطنات الغلاف من حين إلى آخر، بل أيضًا بسبب الحقيقة البسيطة ومفادها أن عددًا كبيرًا من النازحين (المستوطنين) لا يشعرون بالأمان من أجل العودة مجددًا إلى المنازل وإلى روتين الحياة".
وأردف: "أمّا بالنسبة إلى الهدف الرابع، فقد تحقق جزئيًا فقط، وما زال هناك 90 "مخطوفًا ومخطوفة" في غزّة".
وقال الكاتب الصهيوني: "إذا دقّقنا في ما ذكرناه سابقًا، نجد أن حماس، حتّى الآن، حققت أهدافها كلها. لقد استطاعت أن تقتل 1697 يهوديًا في يوم واحد، وتتسبب بإصابة أكثر من 19 ألفًا، واحتلت ودمّرت مستوطنات يهودية خلال ساعات، وفرضت (ولا تزال) الخوف والإرهاب على مستوطنات الغلاف".
وأضاف: "لقد خطفت حماس 251 يهوديًا، وهي "تتاجر" بهم من أجل تحرير مئات "المخربين"، بينهم كثيرون لديهم أحكام بالسجن المؤبد. يجري هذا كله من دون أن تخسر حماس أراضيَ كبيرة بصورة تؤذيها، ومن دون نية لـ "توطين" يهود في المنطقة"، على حد تعبيره.
وخلص الكاتب إلى القول: "نستنتج من هذا كله أنه، مع الأسف، وعلى الرغم من الثمن الذي دفعته "دولة إسرائيل" حتّى الآن، وعلى الرغم من "الإنجازات الرائعة" التي تحققت في ميدان المعركة، فإنها ليست الجانب المنتصر (ومن المؤكد أنها لم تحقّق "النصر المطلق"). صحيح أن صفقة "المخطوفين" السيئة تدفع قدمًا بالتحقيق الجزئي للهدف الرابع، لكنّها تبعدنا عن تحقيق أهداف الحرب".
وختم: "إذا كنا متعلّقين بالحياة ونريد الانتصار، فيجب علينا تجديد القتال بكلّ قوة من أجل تحقيق أهداف الحرب، فمن دون وقف المساعدات الإنسانية، ومن دون تشجيع الهجرة، والسيطرة على أراضٍ بصورة كبيرة، من الصعب، بالنسبة إليّ، أن أرى كيف سننتصر ونحقق كلّ أهداف الحرب".