وصف يتسحاق بريك، وهو اللواء احتياط في جيش الاحتلال والمفوّض السابق لشكاوى جنود العدو، تصريح وزير الحرب "الإسرائيلي" يوآف غالانت أمام الجنود الصهاينة وقادتهم على الحدود الشمالية عن نقل مركز ثقل الجيش إلى الشمال واحتمال شنّ هجوم بري قريب على حزب الله، بـ"المقلق".
في مقالة له في صحيفة "هآرتس"؛ قال بريك إنّ رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو صرّح بذلك، مؤخرًا أيضًا، ورئيس الأركان هرتسي هليفي"، وتابع "الثلاثة لم يلتزموا بأيّ هدف من أهداف الحرب في قطاع غزة. على رأس كل الأهداف القضاء على حماس وإطلاق سراح جميع الأسرى، لكن عمليًا تسيطر حماس اليوم على أنحاء القطاع كافّة وعلى مدينة الأنفاق، وكذلك على السكان في مجالات الحياة جمعيها، وليس لدى "الجيش" أي وسيلة للقضاء على سيطرتها، حتى ولو كانت المنظمة أضعف من ذي قبل"، بحسب تعبيره.
يضيف اللواء: "استمرار القتال فقدَ هدفه، وحرب الإستنزاف تدمّر كل جزء "جيّد" في "إسرائيل": الاقتصاد، العلاقات الدولية، المناعة الاجتماعية وحافزية المقاتلين. كثير من جنود الاحتياط يرفضون التجنيد مرة تلو الأخرى.. الجيش "الإسرائيلي"، والذي لم ينجح في القضاء على حماس، بالتأكيد لن ينجح في القضاء على حزب الله الذي تفوق قوته قوة حماس مئات المرات".
وفقًا لــــ"بريك"، المشكلة الرئيسة في هجوم بري على حزب الله هي أنّها قد تؤدي إلى حرب متعددة الساحات، تُطلق فيها آلاف الصواريخ والقذائف الصاروخية والطائرات المسيّرة على الجبهة الداخلية، وستندلع حرب في خمس ساحات برية على الأقل: لبنان، هضبة الجولان، الضفة، اندلاع أعمال شغب من جانب "متطرفين" في "إسرائيل"، بالإضافة إلى استمرار القتال في قطاع غزة. ستتركّز القوات البرية كلها تقريبًا في الشمال من أجل الحرب مع حزب الله، ولن تبقى هناك قوات للدفاع في بقية القطاعات.
كما رأى بريك أنّ: "المأساة الكبرى، والتي ربما لمّا يفهمها الكثيرون بعد، هي تدهور وضع الجيش "الإسرائيلي" في السنوات العشرين الأخيرة، والذي لا يسمح له بالانتصار في أي حرب. تصريحات نتنياهو وغالانت وهليفي تستند إلى قدرات لا وجود لها. إنها تذرّ الرماد في عيون الجمهور، وتعرّض وجودنا نفسه للخطر، وأدت إلى انهيار صفقة إطلاق سراح الأسرى ووقف القتال".