ذكر موقع "والا" أن حيفا هي المدينة الثالثة من حيث حجمها الأكثر إغراءً لحزب الله، في إشارة إلى إمكانية استهدافها من قبل المقاومة، مُرجعًا ذلك إلى وجود تجمّع للمنشآت الإستراتيجية فيها، ومحطة كهرباء مليئة بمواد خطرة وقابلة للاشتعال وسطها.
وبحسب "والا"، السيناريوهات الافتراضية لهجوم كثيف من لبنان تصبح قريبة من الواقع أكثر فأكثر، والسؤال الذي يجب طرحه هو هل "إسرائيل" مستعدة لذلك؟
وينقل الموقع عن رئيس قسم الأبحاث في مركز "علما" لدراسة تحديات الأمن في الشمال طال بيري قوله إن الجزء الأكبر من قوة نيران حزب الله في الأيام الأولى من الحرب سيتركز على حيفا وسيكون من الصعب للغاية، بل من المستحيل، إدارة حياة "مدنية" طبيعية هناك".
ويضيف بيري "لكون الحديث يجري عن حجم إطلاق صواريخ كبير جدًا، إحصائيًا، فإن كمية إطلاق الصواريخ اليومية، والتي ستكون فعّالة عن حقّ، ستكون كبيرة جدًا مقارنة بما كان معروفًا حتى الآن في الشمال أو بنحو عام".
ووفق "والا"، قام المركز هذا الشهر بتحديث تقديراته إلى 75 ألف صاروخ وقذيفة صاروخية بحوزة حزب الله، منها بضعة آلاف "دقيقة" وترسانة أخرى تضم نحو 2500 طائرة بدون طيار - من جميع الأنواع.
وتابع "نقل السلاح إلى حزب الله عبر الممرّ الإيراني مستمر طوال الوقت، ولدى الحزب قدرة إنتاج أسلحة ذاتية على الأراضي اللبنانية.. يقدر مركز "علما" أن "نشاط الممرّ والإنتاج الذاتي سيستمران حتى في أثناء الحرب الشاملة مع "إسرائيل"، وفي مثل هذا الوضع، سيكون حزب الله قادرًا على مواصلة إطلاق الصواريخ لفترة طويلة جدًا من الزمن.
وفي تقدير "علما"، فإن كمية السلاح التي بحوزة حزب الله ستسمح له بتنفيذ ما متوسطه 3000 عملية إطلاق يوميًا على "إسرائيل"، خلال الأيام العشرة الأولى على الأقل.
وأردف "على افتراض أن مثل هذه الحرب ستستمر لمدة شهرين تقريبًا، سيكون حزب الله قادرًا على الاستمرار في إدارة اقتصاد إطلاق قوي جدًا إلى "إسرائيل"، بما لا يقل عن 1000 عملية إطلاق في المتوسط يوميًا. وهذا لا يشمل حجم عمليات إطلاق الصواريخ وإطلاق النار على قوات الجيش "الإسرائيلي" التي ستناور على الأراضي اللبنانية. لا توجد جهة في العالم قادرة على مواجهة هذا المطر من الصواريخ والقذائف الصاروخية".
وأوضح "والا" أن حيفا جذابة لحزب الله لثلاثة أسباب على الأقل:
الأول: هي ثالث أكبر مدينة ويبلغ عدد سكانها 300.000 نسمة أو أكثر.
الثاني: تضمّ تجمعًا للمنشآت الإستراتيجية بما في ذلك الموانئ البحرية ومصافي النفط والمعسكرات العسكرية ومصانع أمنية ومحطات الطاقة ومنشآت يخزن فيها كميات كبيرة من المواد الخطرة.
الثالث: عدم استعدادها للحرب. أكثر من نصف المستوطنين ليس لديهم غرف محصنة على الإطلاق، والعديد منهم يعيشون في مبانٍ أصبحت ملاجئها قديمة أيضًا.
وخلص إلى أن الحل المقترح هو ملاجئ حضرية وحتى ملاجئ تحت الأرض مثل نفق الكرمل ومواقف السيارات تحت الأرض التي تشير إليها البلدية، وختم "كم من الوقت يمكن العيش في ظل حل مشابه؟ لا توجد خطة لإجلاء "سكان" حيفا، وهذا قبل أن نذكر آلاف الأشخاص الذين تم إجلاؤهم والذين أضيفوا إلى المدينة من مستوطنات خط المواجهة".